قوله تعالى : اولئك الذين طبع الله على قلوبهم ) الى ( يصنعون
" الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان " قال : و هل التقية الا هذا ؟ 242 - في مجمع البيان قيل نزل قوله : " الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان " في جماعة اكرهوا و هم عمار و ياسر أبوه و امه سمية و صهيب و بلال و خباب عذبوا و قتل أبو عمار و امه ، فأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه ، ثم أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه و اله فقال قوم : كفر عمار فقال صلى الله عليه و اله : كلا ان عمارا ملئ ايمانا من قرنه إلى قدمه و اختلط الايمان بلحمه و دمه ، و جاء عمار إلى رسول الله صلى الله عليه و اله و هو يبكى فقال عليه السلام : ما وراك ؟ قال : شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك ، و ذكرت آلهتهم بخير ، فجعل رسول الله صلى الله عليه و اله يمسح عينيه و يقول : ان عادوا لك فعد لهم بما قلت ، فنزلت الآية عن ابن عباس و قتادة .243 - في تفسير على بن إبراهيم قوله : " من كفر بالله بعد ايمانه الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان " فهو عمار بن ياسر أخذته قريش بمكة فعذبوه بالنار حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا و قلبه مقر بالايمان ، قوله : و لكن من شرح بالكفر صدرا فهو عبد الله بن سعد بن أبى سرح بن الحارث بن بني لوى يقول الله : " فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم .ذلك بأنهم استحبوا الحيوة الدنيا على الآخرة و ان الله لا يهدى القوم الكافرين .ذلك بان الله ختم على سمعهم و أبصارهم و قلوبهم و اولئك هم الغافلون لا جرم انهم في الآخرة هم الخاسرون " هكذا في قراءة ابن مسعود هذا كله في عبد الله بن سعد بن ابى سرح كان عاملا لعثمان بن عفان على مصر .244 - في تفسير العياشي عن اسحق بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ان رسول الله صلى الله عليه و اله كان يدعوا أصحابه فمن أراد به خيرا سمع و عرف ما يدعوه اليه ، و من أراد به شرا طبع على قلبه فلا يسمع و لا يعقل و هو قوله : أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و اولئك هم الغافلون .245 - في تفسير على بن إبراهيم و قال على بن إبراهيم ثم قال ايضا في عمار : ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا و صبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم قوله : و ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما كانوا