بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين ، و سلم تسليما . قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقية القمي رضى الله عنه و أرضاه جعل الجنة منقلبة و مثواه . ( باب 1 - العلة التي من أجلها سميت السماء سماء و الدنيا دنيا ) ( و الآخرة آخرة . و العلة التي من أجلها سمى آدم آدم ) ( و حواء حواء ، و الدرهم درهما ، و الدينار دينارا عد و العلة التي ) ( من أجلها قيل للحمار : حر ) 1 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال : أتى علي بن أبي طالب " ع " يهودى فقال يا أمير المؤمنين إنى أسألك عن أشياء إن أنت أخبرتني بها أسلمت ، قال على " ع " سلني يا يهودي عما بدا لك فانك لا تصيب أحد أعلم منها أهل البيت ، فقال له اليهودي أخبرني عن قرار هذه الارض على ما هو ، و عن شبه الولد أعمامه و أخواله ، و عن أي النطفتين يكون الشعر و الدم و اللحم و العظم و العصب و لم سميت السماء سماء ، و لم سميت الدنيا دنيا ، و لم سميت الآخرة آخرة ، و لم سمي آدم آدم ، و لم سميت حواء حواء ، و لم سمى الدرهم درهما ، و لم سمى الدينار دينارا ، و لم قيل للفرس
أجد ، و لم قيل للبغل عد ، و لم قيل للحمارحر ؟ فقال أما قرار هذه الارض لا يكون إلا على عاتق ملك ، و قد ما ذلك الملك على صخرة ، و الصخرة على قرن ثور ، و الثور قوائمه على ظهر الحوب في اليم الاسفل ، و اليم على الظلمة ، و الظلمة على العقيم ، و العقيم على الثرى ، و ما يعلم تحت الثرى إلا الله عز و جل ، و أما شبه الولد أعمامه و أخواله فإذا سبق نطفة الرجل نطفة المرأة إلى الرحم خرج شبه الولد إلى أعمامه ، و من نطفة الرجل يكون العظم و العصب و إذا سبق المرأة نطفة الرجل إلى الرحم خرج شبه الولد إلى أخواله ، و من نطفتها يكون الشعر و الجلد و اللحم إلى الرحم خرج شبه الولد إلى أخواله ، و من نطفتها يكون الشعر و الجلد و اللحم لانها صفراء رقيقة . و سميت السماء سماء لانها وسم الماء يعني معدن الماء . و انما سميت الدنيا دنيا لانها من كل شيء . و سميت الآ خرت آخرة لان فيها الجزاء و الثواب . و سمى آدم آدم لانه خلق من أديم الارض بأربع طيبات طيبة بيضاء و طينة حمراء و طينة غبراء و طينة سو داء و ذلك من سهلها و حزنها ثم أمره ان بأتيه بأربع مياه ماء عذب ، و ماء ملح ، و ماء مر ، و ماء منتن . ثم أمره ان يفرغ الماء في الطين و أدمه الله بيده فلم يفضل شيء من الطين يحتاج إلى الماء و لا من الماء شيء يحتاج إلى الطين ، فجعل الماء العذب في حلقه ، و جعل الماء المالح في عينية ، و جعل الماء المر في اذنيه ، و جعل الماء المنتن في أنفه . و انما سميت حواء حواء لانها خلقت من الحيوان ، و انما قيل لفرس أجد لان أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل ، و انشأ يقول : أجد اليوم و ما ترك الناس دما فقيل للفرس أجد لذلك ، و انما قيل للبغل عد ، لان أول من ركب البغل آدم عليه السلام و ذلك كان له ابن يقال معد ، و كان عشوقا للدواب ، و كان يسوق بآدم " ع " فإذا تقاعس البغل نادى يا معد سقها فألفت البغلة أسم معد ، فترك الناس " ميم " معد و قالو عد و انما قيل للحمار حر لان أول من ركب الحمار حواء ،
و ذلك انه كان لها حمارة و كانت تركبها لزيادة قبر ولدها هابيل فكانت تقول في مسيرها واحراره فإذا قالت الكلمات سارت الحمارة و اذا سكتت تقاعست فترك الناس و ذلك و قالوا حر ، و انما سمى الدرهم درهما ، لانه دراهم من جمعه و لم ينفقه في طاعة الله أورثه النار ، و انما سمى الدينار دينارا ، لانه دار الناس من جمعه و لم ينفقه في طاعة الله فاورثه النار . فقال اليهودي : صدقت يا أمير المؤمنين ، إنا لنجد جميع ما وصفت في التورة فاسلم على يده و لازمه حتى قتل يوم صفين . ( باب 2 - العلة التي من أجلها عبدت النيران ) 1 - أبى رحمه الله قال - : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب و أحمد بن محمد بن عيسى جميعا قال : حدثنا محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر و كرام بن عمرو عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال : ان قابيل لما رأى النار قد قبلت قربان هابيل قال له إبليس : ان هابيل كان يعبد تلك النار ، فقال قابيل لا اعبد النار التي عبدها هابيل و لكن اعبد نارا اخرى و أقرب قربانا لها فتقبل قربانى ، فبنى بيوت النار فقرب ، فلم يكن له علم بربه عز و جل ، و لم يرث منه ولد 0 إلا عبادة النيران . ( باب 3 العلة التي من أجلها عبدت الاصنام ) 1 أبى رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى قال : حدثني خالد البرقى قال : حدثني حماد بن عيسى عن حريز ابن عبد الله السجستاني عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، في قوله الله عز و جل ( و قالوا لا تذرن آلهتكم و لا تذرن ودا و لا سوعا و لا يغوث و يعوق و نسرا ) قال : كانوا يعبدون الله عز و جل فماتوا ، فضج قومهم وشق ذلك عليهم فجاءهم إبليس لعنه الله فقال لهم : اتخذ لكم أصناما على صورهم فتنظرون إليهم و تأنسون بهم و تعبدون الله فاعد لهم أصناما على مثالهم فكانوا يعبدون الله عز و جل و ينظرون إلى تلك الاصنام ، فلما جاء هم الشتاء و الامطار أدخلوا الاصنام البيوت فلم يزالوا
يعبدون الله عز و جل حتى هلك ذلك القرن و نشأ أولادهم فقالوا : ان آباءنا كانوا يعبدون هؤلاء فعبدوهم من دون الله عز و جل فذلك قول الله تبارك و تعالى ( و لا تذرون ودا و لا سواعا ) الآية . ( باب 4 - العلة التي من أجلها سمى العود خلافا ) 1 أبى رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله بن ، عن أحمد بن محمد ابن عيسى عن الحسن بن محبوب عن النعمان عن بريد بن معاوية العجلي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : انما سمى العود خلاف ، لان إبليس عمل صورة سواع من العود على خلاف صورة ود فسمى العود خلافا ، و هذا في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة . ( باب 5 العلة التي من أجلها تنافرت الحيوان من ) ( الوحوش و الطير و السباع و غيرها ) 1 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد بن ارومة عن عبد الله بن محمد عن حماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال : كانت و الوحوش و الطير و السباع و كل شيء خلق الله عز و جل مختلطا بعضه ببعض فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت و فزعت فذهب كل شيء إلى شكله . ( باب 6 - العلة التي من أجلها صار في الناس من هو خير من الملائكة ) و صار فيهم من هو شر من البهائم ) 1 - أبى رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن على ابن الحكم عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فقلت الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ فقال : قال أمير المؤمنين على ابن أبى طالب " ع " : ان الله عز و جل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، و ركب في البهائم شهوة بلاعقل . و ركب في بني آدم كليهما ، فمن غلب عقله شهوته
فهو من الملائكة ، و من غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم . ( باب 7 العلة التي من أجلها صارت الانبياء و الرسل ) ( و الحجج صلوات الله عليهم أفضل من الملائكة ) 1 - حدثنا الحسن بن محمد سعيد الهاشمي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي قال : حدثنا محمد بن احمد بن علي الهمداني قال : حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري قال : حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبى بكر قال : حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي ابن أبى طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله ما خلق الله خلقا أفضل مني و لا اكرم عليه منى ، قال : علي عليه السلام فقلت يا رسول الله فانت أفضل أم جبرئيل فقال يا علي ، ان الله تبارك و تعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين و فضلني على جميع النيين و المرسلين ، و الفضل بعدي لك يا علي و للائمة من بعدك ، و ان الملائكة لخدامنا و خدام محبينا . يا علي ، الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون للذين آمنوا بولايتنا ، يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم و لا حواء و لا الجنة و لا النار ، و لا السماء و لا الارض ، فكيف لا تكون أفضل من الملائكة ، و قد سبقناهم إلى معرفة ربنا و تسبيحه و تهليله و تقديسه ، لان أول ما خلق الله عز و جل خلق أرواحنا فانطقنا بتوحيده و تحميده ، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة إنا خلق مخلوقون ، و انه منزلة عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة بتسبيحنا و نزهته عن صفاتنا ، فلما شاهدوا عظم شأننا هلنا ، لتعلم الملائكة ان إله إلا الله و إنا عبيد و لسنا بآلهة يجب ان نعبد معه أو دونه ، فقالوا : لا إلا إلا الله ، فلما شاهدوا كبرمحلنا كبرنا لتعلم الملائكة ان الله اكبر من ان ينال عظم المحل إلا به ، فلما شاهدوا ما جعله
الله لنا من العز و القوة قلنا لا حول و لا قوة إلا الله لتعلم الملائكة ان لا حول لنا و لا قوة إلا بالله ، فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا و أوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا الحمد الله لتعلم الملائكة ما يحق الله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمته ، فقالت الملائكة : الحمد لله فبنا أهتدرإلى معرفة توحيد الله و تسبيحه و تهليله و تحميده و تمجيده ، ثم ان الله تبارك و تعالى خلق آدم فاودعنا صلبة و أمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا و إكراما . و كان سجود هم الله عز و جل عبودية و لآدم اكراما و طاعة لكوننا في صلبه ، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجد و الآدم كلهم أجمعون ، و انه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى ، و اقام مثنى مثنى ، ثم قال لي تقدم يا محمد ، فقلت له يا جبرئيل أ تقدم عليك ؟ فقال : نعم ، لان الله تبارك و تعالى فضل أنبياء ه على ملائكته أجمعين ، و فضلك خاصة . فتقدمت فصليت بهم و لا فخر ، فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل تقدم يا محمد و تخلف عني ، فقلت يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال يا محمد : ان انتهاء حدى الذي وضعني الله عز و جل فيه إلى هذا المكان فان تجاوزته أحترقت أجنحتى بتعدي حدود ربي جل جلاله فزجل بي في النور زجة حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكة فنوديت يا محمد ، فقلت : لبيك ربي و سعد يك تباركت و تعاليت ، فنوديت يا محمد أنت عبدي و أنا ربك فإياي فاعبد و على فتوكل ، فانك نوري في عبادي و رسولي إلى خلقي و حجتي على بريتي ، لك و لمن أتبعك خلقت جنتي ، و لمن خالفك خلفت ناري ، و لاوصيائك أوجبت كرامتي ، و لشيعتهم أوجببت ثوابي ، فقلت يا رب : و من أوصيائي ، فنوديت يا محمد : أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي ، فنظرت و أنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثنى عشر نورا ، في كل نور سطر أخضر عليه إسم وصبي من أوصيائي ، أولهم : علي بن أبي طالب ، و آخرهم مهدي أمتي ، فقلت يا رب هؤلاء أوصياءى من بعدي ؟ فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي و أصيائى و حججي بعدك على بريتي و هم أوصياؤك