شرح الاخبار فی فضائل الأئمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح الاخبار فی فضائل الأئمة - جلد 2

نعمان بن محمد التمیمی المغربی؛ تحقیق: السید محمد الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


(98)

أفضل ، أنا أو علي بن أبي طالب ؟ فقال النجاشي شعرا : نعم الفتى أنت لو لا أن بينكما كما تفاضل ضوء الشمس و القمر فرضي معاوية منه بذلك . واخذ هذا على النجاشي من انتقد قوله ، فقال : ما علمت أحدا من أهل التمييز يقول إنه ليس بين علي عليه السلام و بين معاوية من الفضل إلا بقدر ما بين الشمس و القمر ، و لا من يجعل لمعاوية في الفضل حظا ( 1 ) و لا نصيبا مع علي عليه السلام إلا مثل ما بين هاشم و عبد شمس ، و بين عبد المطلب و حرب ، و بين أبي سفيان مما تفاضل به البر و الفاجر ، و تساوي فيه الجاهلي و الاسلامي مما تفتخر به العرب فيما بينهما . و قد الفت كتابا سميته كتاب المناقب و المثالب ، ذكرت فيه فضل هاشم و ولده و ما له و لهم من المناقب في الجاهلية و الاسلام ، و فضلهم في ذلك على عبد شمس و ولده ، و مثالب عبد شمس و ولده في الجاهلية و الاسلام على الموازنة رجلا برجل إلى وقت تأليفي ذلك ، و بسطي له ، فمن أحب معرفة ذلك نظر فيه ، و لو ذكرت ذلك في هذا الكتاب لخرج عن حده ، و هو في مثل قدر نصف هذا الكتاب . على أن في قول النجاشي معنى لطيفا ، و ذلك أن نور القمر إنما يكون عن نور الشمس ، كذلك معاوية إنما إسلامه من حسنات علي عليه السلام . و على أن معاوية في كثير من مجالسه ( 2 ) و مقاماته لم ينكر ، و لا دفع فضل علي عليه السلام ، كالذي روي عنه أن رجلا ( 3 ) من أصحاب علي


1 - و في نسخة - ج - : حصا .

2 - و في نسخة - أ - : مجلسه .

3 - ذكره ابن قتيبة في الامامة و السياسة بإسم : عبد الله بن أبي محجن الثقفي . و ذكره المجلسي في <

(99)

عليه السلام نزع اليه ، فأدخله عليه و عنده جماعة من أهل الشام و وجوه من معه من غيرهم ، فقال له : من أين أقبلت ؟ قال : من عند هذا الي الجبان البخيل - يعني عليا عليه السلام - . فسكت معاوية . و قام عمرو بن العاص ، فقال لمعاوية : أيها الامير لا يسرك من يغرك . فقال له معاوية : اجلس يا أبا عبد الله و أنت كما قال الاول شعرا : مهما تسرك من تميم خصلة فلما يسؤك من تميم أكثر و كره أن يسمع ذلك من حضره ، فما انصرفوا احضر عمرو بن العاص ، و أمر بالرجل ، فادخل اليه ( 1 ) . ثم قال له : من عنيت بالعي الجبان البخيل ؟ قال : علي بن أبي طالب . قال كذبت و الله فيما قلت ، و لو لم يكن للامة إلا لسان علي لكفاها ( 2 ) . و ما انهزم علي قط و لا جبن في مشهد من مشاهد حروبه ، و لا بارزه أحد إلا قتله . و لو كان له بيتان ، بيت من تبن ، و بيت من تبر لانفق تبره قبل تبنه . قال الرجل : فإذا كان علي عندك بهذه المنزلة ، فلم حاربته ؟ قال : لاجل هذا الخاتم الذي من غلب عليه جازت طينته ( 3 ) .


بحار الانوار مجلد 9 ص 578 نقلا عن الموفقيات للزبير بن بكار الزبيري بإسم : مجفن بن أبي مجفن الضبي .

1 - و في نسخة - أ - : فأدخل عليه .

2 - هكذا في نسخه - ج - . و في الاصل : لكفيتها .

3 - طنت الكتاب أي جعلت عليه الطن و الختم .

(100)

[ و أما عقيل ] و كالذي جاء من خبر عقيل بن أبي طالب ، و ذلك أنه أتى إلى علي عليه السلام يسأله أن يعطيه ، فقال له علي عليه السلام : تلزم علي حتى يخرج عطائي فأعطيك . فقال : و ما عندك هذا ؟ قال : لا . فلحق معاوية فلما صار اليه ، حفل به ( 1 ) و سر بقدومه ، و أجزل العطاء له ، و أكرم نزله . ثم جمع وجوه الناس ممن معه و جلس و ذكر لهم قدوم عقيل ، و قال : ما ظنكم برجل لم يصلح لاخيه حتى فارقه و آثرنا عليه ، و دعابه . فلما دخل رحب به و قربه ، و أقبل عليه ، و مازحه ، و قال : يا أبا يزيد من خير لك أنا أو علي ؟ فقال له عقيل : أنت خير لنا من علي ، و علي خير لنفسه منك لنفسك . فضحك معاوية - و أراد أن يستر بضحكه ما قاله عقيل عمن حضر - و سكت عنه . فجعل عقيل ينظر إلى من في مجلس معاوية و يضحك . فقال له معاوية : ما يضحكك ( 2 ) يا أبا يزيد ؟ فقال : ضحكت و الله إني كنت عند علي ، و التفت إلى جلسائه فلم أر المهاجرين ، و الانصار ، و البدريين ، و أهل بيعة الرضوان ، و أخا ير


1 - حفل القوم حفولا : إذا اجتمعوا .

2 - و في نسخة - ج - ما يضحك . و في نسخة - أ - : ما أضحلك .

(101)

أصحاب النبي صلى الله عليه و آله ، و تصفحت من في مجلسك هذا فلم أر إلا الطلقاء ( 1 ) أصحابي و بقايا الاحزاب أصحابك . و كان عقيل ممن أسر يوم بدر ، و فيمن أطلق بفكاك فكه به العباس مع نفسه ( 2 ) . فقال له معاوية : و أنت من الطلقاء يا أبا يزيد ؟ فقال : إي و الله ، و لكني أبت إلى الحق ، و خرج منه هؤلاء معك . قال : فلما ذا جئتنا ؟ قال : لطلب الدنيا . فاراد أن يقطع قوله ، فالتفت إلى أهل الشام ، فقال : يا أهل الشام أسمعتم قول الله عزو جل : " تبت يدا أبي لهب " ( 3 ) . قالوا : نعم . قال : فأبو لهب عم هذا الشيخ المتكلم - يعني عقيل - وضحك و ضحكوا . فقال لهم عقيل : فهل سمعتم قول الله عز و جل : " و إمرأته حمالة الحطب " . هي عمة أميركم معاوية ، هي ابنة حرب بن أمية زوجة عمي أبي لهب و هما جميعا في النار ، فانظروا أيهما أفضل الراكب أم المركوب ؟ فلما نظر معاوية إلى جوابه قال : إن كنت إنما جئتنا يا أبا يزيد للدنيا فقد أنلناك منها ما قسم لك و نحن نزيدك ، و الحق بأخيك ، فحسبنا ما لقينا منك .


1 - و هم الذين من عليهم الرسول الكريم بالصفح عندما فتح مكة و بعد أن ذاق منهم ألوان العذاب خاطبهم بما مفاده : ماذا تروني صانع بكم ؟ قالوا : اخ كريم و ابن اخ كريم . فقال صلى الله عليه و آله : اذهبوا فأنتم الطلقاء .

2 - كما سيذكره المؤلف مفصلا في ج 13 من هذا الكتاب .

3 - المسد : 1

(102)

فقال عقيل : و الله لقد تركت معه الدين ، و أقبلت إلى دنياك ، فما أصبت من دينه ، و لا نلت من دنياك عوضا منه ، و ما كثير اعطائك إياي ، و قليله عندي إلا سواء ، و إن كل ذلك عندي لقليل في جنب ما تركت من علي . و انصرف على علي عليه السلام . و الاخبار في مثل هذا كثير ، و إن نحن أوردنا ما انتهى إلينا طال الكتاب بها ، و ليس أحد يجهل فضل علي عليه السلام على معاوية إلا من لا علم له بأخبار الناس و أشرارهم ، و من الفاضل و من المفضول منهم ، و قد ذكرت فيما مضى من هذا الكتاب ، و أذكر فيما بقي منه ما في أقل قليل منه ما يبين لمن وفق لفهمه ما لعلي صلوات الله عليه من نهاية الفضل الذي لا يدعى لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه و آله مثله . و أن معاوية ليس يقاس به ، و لا يدانيه في ذلك ، و لا يقارنه ( 1 ) بل معائبه و مثالبه ( 2 ) أغلب عليه ، و أكثر ما فيه ، و لو لم يكن له ما يعيبه و يثلبه إلا محاربته عليا صلوات الله عليه و معاداته إياه مع قول رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : حربك حربي و سلمك سلمي ، و قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، و عاد من عاداه . فمن عاداه الله عز و جل ، و كان حربا لرسوله صلى الله عليه و آله ، فأي نصيب له في الاسلام ، فكيف بان يدعى له فضيلة فيه ؟


1 - و في نسخة - أ - : و لا يقاربه .

2 - مثالب : نقائص .

(103)

[ الفضائل المزعومة ] و أكثر ما ادعى له من الفضل من ادعاه ممن مال اليه و تولاه لدنياه ، و من تسبب به إلى الباطل لنيل حطام الدنيا و إيثاره ذلك على الاخرى . إنهم قالوا : كان حليما صبورا محتملا . و الحلم و الصبر و الاحتمال إنما يحمد عليها من استعملها في طاعة الله عز و جل ، فحلم عما يجب في الدنيا الحلم عنه ، و صبر على طاعة الله ، و صبر عن معاصيه ، و احتمل المكروه في ذاته عز و جل . فأما من حلم و صبر ، و احتمل في معاصيه عز و جل و ما يوجب سخطه ، و استعمل ذلك فيما حاد الله به و رسوله و أولياءه ليقوى بما استعمله من ذلك على ما ارتكبه من المعصية و العنود ، كما استعمل ذلك معاوية ليستميل به قلوب أهل الباطل اليه ليقوى بهم على مناصبة ولي الله و محاربته ، فذلك فيما يعد من مثالبه و معائبه و خطاياه ، و ليس بأن يكون له في ذلك فضل . و كذلك قالوا : كان سمحا جوادا و هوبا مفضالا ، و إنما يحمد السماحة و الموهبة ، و يعد الافضال ، و يذكر الجود ( 1 ) لمن جاد لماله في مرضات الله جل ذكره ، و أنفقه في سبيله .


1 - و في نسخة - أ - و - د - : و يزكو الجواد .

(104)

فأما من غل أموال المسلمين و خانها و اقتطعها ، و أقطعها و سمح بها ، و وصل من يستعين به على معصية الله جل ذكره ، و حرب وليه الذي أمر الله بطاعته و افترض مودته كما فعل معاوية ، فليس يعد من فعل ذلك في أهل ( 1 ) السماحة و الجود و الافضال ، و إنما يعد من كانت هذه خاله في أهل الخيانة و الغلول و المحاربة الله عز و جل و للرسول صلى الله عليه و آله ، و قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، أنه قال : يسأل العبد يوم القيامة عن ماله مما جمعه و فيما أنفقه ( 2 ) . فجمع معاوية ما جمعه من الاموال معلوم ، و قد ذكرت ذلك و عطاءه و سخاءه ، فإنما كان على من نزع اليه كما ذكرنا ممن يطلب ذلك عنه . و قالوا : كان ذا رأي و عقل و سياسة ، جمع بذلك قلوب من كان معه عليه اليه ، و انصلحت به أحوالهم له ( 3 ) . فإنما الرأي المحمود ما اصيب به الحق لا الباطل ، و الرأي الذي يصيب به صاحبه الباطل مذموم واجب أن يستعمل ، و العاقل من عمل بطاعة الله ، فأما من عمل بمعاصيه فهو الجاهل . و أما السياسة ، فقد أقام الله عز و جل منها للعباد في كتابه ، و على لسان رسوله صلى الله عليه و آله ، و في سنته ما إذا فعلوه استقام لهم به أمر دينهم الذي تعبدهم بإقامته ، فمن جعل الله عز و جل اليه سياسة الخلق ، فساسهم بأمره و نهيه ، و حملهم على كتابه و سنة رسوله كما فعل علي عليه السلام ، فقد


1 - و في نسخة - أ - : من فعل .

2 - و قد مر ذكر الحديث كاملا في الجزء الاول الحديث 104 .

3 - و هذه الاقوال كلها موجوده في كتاب مناقب معاوية وجدت نسختها الخطية في مكتبه الحرم المكي ، و حاولت مطالعته و لكن منعت من قبل إدارة المكتبة .




/ 88