[ حديث سد الابواب ] [ 533 ] و بآخر ، عنه ، أنه قال : إن الله عز و جل أوحى إلى موسى و أخيه " أن تبوأا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبله " ( 1 ) . فبنى موسى مسجدا ، و كان فيه هو و أخوه هارون عليهما السلام ، و أهلوهما ، و ان النبي صلى الله عليه و آله لما دخل المدينة ( 2 ) ابتنى المسجد ، و ابتنى أصحابه حوله ، و فتحوا أبوابهم إلى المسجد . و ان النبي صلى الله عليه و آله أرسل معاذ بن جبل ( 3 ) إلى العباس ، فقال له : سد بابك الذي يلي المسجد . فقال : سمعا و طاعة . ثم أرسل إلى حمزة فكان حديدا ، فتكلم بشيء ، ثم قال : سمعا و طاعة . و أرسل إلى أبي بكر ، فقال سمعا و طاعة . ثم أرسل إلى عمر بذلك ، فقال : و لكن يترك لي كوة ( 4 ) أنظر منها 1 - يونس : 87 . 2 - هكذا في نسخة - ج - و في الاصل : دخل المسجد . 3 - أبو عبد الرحمان معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الانصاري الخزرجي ولد 20 قبل الهجرة توفي عقيما بناحية الاردن 18 ه و دفن بالقصير الميعني ( بالغور ) . 4 - و في مناقب ابن المغازلي ص 254 : إني ارغب إلى الله في خوخة .
(204)
إلى رسول الله صلى الله عليه و آله إذا خرج إلى الصلاة ، و إذا انصرف . فقال النبي صلى الله عليه و آله : لا و لا ثقبة . فقال : سمعا و طاعة . و أرسل إلى عثمان ، و إلى كل من كان له باب إلى المسجد ، أن يسدوا أبوابهم علي صلوات الله عليه . فقالوا : سمعا و طاعة . فقال علي عليه السلام لمعاذ : أمرك رسول الله صلى الله عليه و آله في شيء ؟ قال : لا . قال : فأسله . فأخبره معاذ بقول علي عليه السلام . فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله : ارجع اليه ، فقل له : أقم ( 1 ) طاهرا مطهرا . فلما ترك عليا عليه السلام وحده ، وجد قوم في أنفسم و تكلموا فيه . فقال العباس ( 2 ) لرسول الله صلى الله عليه و آله : أخرجت عمك و بني عمك و أبا بكر و عمر و تركت عليا وحده . فقال : يا عم و الله ما أنا الذي خرجتهم ، و لا أنا الذي تركت عليا انما أنا مأمور ، ما أمرت به فعلته ، و انما أمرت أن لا يجامع أحد في المسجد ، و لا يدخله جنبا إلا أنا و علي عليه السلام . علي مني بمنزلة 1 - و في مناقب ابن المغازلي : أسكن 2 - و في مناقب ابن المغازلي : فقال حمزة .
(205)
هارون من موسى ، يحل له ما حل لي ، و يحرم عليه ما حرم علي . فقال العباس : سمعا و طاعة . فقال النبي صلى الله عليه و آله : من تولاني تولى عليا ، و من لم يقل بولاء علي فقد حجد ولايتي ، و من كنت مولاه فعلي مولاه و إلى الله من والاه ، و عادى الله من عاداه . علي يبرئ ذمتي و يؤدي عني أمانتي ، و علي ضامن عداتي ، و خافر ذمتي ، و عيبة علمي ، و محيي شريعتي ، و الذي يقاتل عن سنتي ، و هو مني و أنا منه ، و هو معي على السنام الاعلى ، يكسى معي إذا كسيت ، و يدعى معي إذا دعيت ، و يفد معي إذا وفدت ، يحلى معي إذا حليت ، و هو إمام المؤمنين ، و قائد الغر المحجلين ، و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين . [ الرسول و منزلة علي ] [ 534 ] ابن لهيعة ( 1 ) ، باسناده ، عن معاذ بن جبل ، قال : لما فشى أمر رسول الله صلى الله عليه و آله بمكة ، و أسلم من أسلم من المسلمين ، و وثب عليهم قومهم يعذبونهم ليفتنوهم عن دينهم ، و أذن رسول الله صلى الله عليه و آله لهم في الهجرة ، فهاجر من خاف من قومه على نفسه و تفرقوا في البلدان ، و أقام مع رسول الله صلى الله عليه و آله من حماة قومه ، افتقد عليا عليه السلام - ذات يوم - فلم يعلم مكانه حتى أمسي ، فاشتد غمه به ، فرأت أثر الغم عليه خديجة رضوان الله عليها ، فقالت : يا رسول الله ما هذا الغم الذي أراه عليك ؟ 1 - و هو أبو عبد الرحمان عبد الله بن لهيعة بن فرعان الحضرمي المصري قاضي مصر . ولد 97 ه . توفي بالقاهرة 174 ه .
(206)
قال : غاب علي منذ اليوم فما أدري ما صنع به ، و قد أعطاني الله عز و جل فيه ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة لا أخاف معها عليه [ أن يموت و لا يقتل حتى يعطيني الله موعده إياي ] ( 1 ) . إلا أني أخاف عليه واحدة . قالت : يا رسول الله و ما الثلاث الذي أعطاكها الله في الدنيا ؟ و ما الثلاث الذي أعطاكها الله في الآخرة ، و ما الواحدة التي تخشاها عليه ؟ قال : يا خديجة ، إن الله عز و جل أعطاني في علي لدنياي : إنه يقتل أربعة و ثمانين ( 2 ) مبارزا قبل أن يموت أو يقتل ، فإنه يواري عورتي عند موتي ، و إنه يقضي ديني وعداتي من بعدي . و أعطاني في علي لآخرتي إنه صاحب مفتاحي يوم أفتح أبواب الجنة ، و صاحب لوائي يوم القيامة ، و إنه صاحب حوضي . و التي أخافها عليه ضغائن له في قلوب قوم . فخرجت خديجة في الليل تلتمس خبر علي عليه السلام ، فوافقته ، فأعلمته باغتمام رسول الله صلى الله عليه و آله بغيبته ، و ألفته مقبلا اليه ، فسبقته تبشره ، فقام قائما ، فحمد الله تعالى رافعا يديه . [ 535 ] و بآخر ، عن علي صلوات الله عليه ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : قال لي جبرائيل عليه السلام : يا محمد ، إن حفظة علي تفتخر على الملائكة . قلت : بما ذا يا جبرائيل ؟ 1 - هذه الزيادة من بحار الانوار 40 / 65 الحديث 99 . 2 - و في بحار الانوار : أربعة و ثلاثين .
(207)
قال : تقول : إنها لم تكتب على علي خطيئة منذ صحبته . [ آية الاعتصام ] [ 536 ] محمد بن علي العنبري ، باسناده ، عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، أنه كان جالسا في المسجد و حوله جماعة من أصحابه ، و فيهم علي إذ وقف عليه أعرابي ، فقال : يا رسول الله جئت إليك أسألك عن آية من كتاب الله تعالى سمعته يأمر فيها بما لم أدر ما هو . قال رسول الله صلى الله عليه و آله : سل يا أعرابي . قال : سمعت الله عز و جل يقول : " و اعتصموا بحبل الله جيمعا " ( 1 ) ، فما هذا الحبل الذي أمرنا أن نعتصم به ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله بيد الاعرابي ، فوضعها على كتف ( 2 ) علي عليه السلام ، و قال : هذا حبل الله الذي آمركم بالاعتصام به . فدار الاعرابي من خلف علي عليه السلام ، فاعتنقه ، و قال : أللهم إني أعتصم به . فقال رسول الله : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة ، فلينظر إلى هذا الاعرابي . [ 537 ] أحمد بن علي الروري ( 3 ) ، باسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : إن عليا أوتي ما لم يؤته إلا نبي ، إن عليا لم يشرك بالله قط ، و لم يكذب كذبة قط ، و لم يشرب خمرا قط . 1 - آل عمران : 103 . 2 - هكذا في نسخة - ج - و في الاصل : فوضعها من خلف على كتف . 3 - و في نسخة - ب - : الدوري .
(208)
[ 538 ] سفيان ، باسناده ، عن علي صلوات الله عليه ، أنه قال : لما نزلت : " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " ( 1 ) سألت رسول الله صلى الله عليه و آله عن قدر الصدقة ؟ فقال : دينار . قلت : إن أكثر الناس لا يجده . قال : فما استطعت . قال : فتصدقت و ناجيت رسول الله صلى الله عليه و آله . و أنزل الله عز و جل : " أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات " ( 2 ) . و خفف الله ذلك عن الامة و لم يفعله غيري . [ 539 ] أبو عبد الرحمان القصير ( 3 ) المقري ، باسناده ، عن عبد الرحمن بن سداد بن الهادبة ( 4 ) ، قال : وددت أني كنت قمت ، فذكرت مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ، و ما قال رسول الله صلى الله عليه و آله فيه يوما إلى الليل ثم أقدم فتضرب عنقي . [ 540 ] و بآخر ، عن أبي رجا العطاردي ( 5 ) ، أنه سمع قوما من الخوارج يسبون عليا عليه السلام ، فقال : مهلا ويلكم أ تسبون أخا رسول الله صلى الله عليه و آله و ابن عمه ، و أول من صدقه ، و آمن به ، و الله لمقام علي صلوات الله عليه مع رسول الله صلى الله عليه و آله ساعة من نهار خير من أعماركم بأجمعها . 1 - المجادلة : 12 . 2 - المجادلة : 13 . 3 - هكذا في نسخة - ج - و في الاصل : القصر . 4 - و في نسخه - ب - : شداد بن المهادية . ( 5 ) المصري و اسمه عمران .
(209)
[ حديث الراية ] [ 541 ] أبو عوانة ( 1 ) ، باسناده ، عن عمرو بن ميمون ( 2 ) ، قال : كنا عند عبد الله بن عباس ، فأتاه قوم ( 3 ) ، فقالوا : إنا نحب أن نخلو معك . فقام ، فجلس معهم ناحية ، ثم انصرف ، و هو ينفض ثوبه ، و يقول : اف لهؤلاء وقعوا في رجل قال فيه رسول الله صلى الله عليه و آله عشر خلال ، كل خلة منها خير من الدنيا و ما فيها ، وقعوا في علي أمير المؤمنين . و قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله : لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله ، و يحبه الله و رسوله لا يخزيه الله عز و جل ، فأعطاها عليا صلوات الله عليه . و قال رسول الله صلى الله عليه و آله لبني عبد المطلب - و قد جمعهم - : أبكم يتولاني ؟ يعرض ذلك عليهم رجلا رجلا و يأبون حتى انتهى إلى علي عليه السلام - و هو أحدثهم سنا - . فقال : أنا أتولاك يا رسول الله . قال : فأنت أخي و وليي في الدنيا و الآخرة . و وضع رسول الله صلى الله عليه و آله ثوبه عليه و على زوجته فاطمة عليها السلام و على ابنيه الحسن و الحسين عليهما السلام و قال : " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم 1 - و في نسخة الاصل : أبو عوان . 2 - أبو عبد الله : و يقال : أبو يحيى عمرو بن ميمون الاودي المتوفى 75 ه . 3 - و في مناقب الخوارزمي ص 73 : إذ أتاه تسعة رهط .