شرح الاخبار فی فضائل الأئمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح الاخبار فی فضائل الأئمة - جلد 2

نعمان بن محمد التمیمی المغربی؛ تحقیق: السید محمد الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


(217)

عباده العلماء " ( 1 ) ، و قد ذكرت فيما تقدم ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه و آله من الشهادة لعلي صلوات الله عليه بالعلم ، و سوف نذكر بعد هذا ما يؤيد ذلك [ ما ] شهد له به الصحابة . و قوله : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنكم لن تجدوا من هو أعلم بما بين اللوحين مني . و لم يدع مقامه في ذلك أحد غيره ، و لم يزالوا أيام حياته يسألونه ، و لم يسأل هو أحد منهم . و قد عدوا من الصحابة رجالا ذكروهم بالعلم ، فقالوا : المذكورون بالعلم من الصحابة : علي بن أبي طالب عليه السلام ، و أبي بن كعب ، و عبد الله بن مسعود ، و عثمان بن عفان ، و زيد بن ثابت ( 2 ) ، و جابر بن عبد الله ، و أبو موسى الاشعري ، و عمر بن الخطاب ، و معاذ بن جبل ، و سلمان الفارسي ، و حذيفة بن اليمان ، و كل هؤلاء معترف لعلي صلوات الله عليه بالعلم ، مقر له بالفضل فيه ، و هم و إن عدوا في العلماء فإنهم لا يبلغون مكانه من العلم و لا يقاس أحد منهم به فيه ، فقد فضلهم وفاقهم علي عليه السلام بما حار من درجات الفضل بما ذكرناه و نذكره عنه صلوات الله عليه . [ 4 - الجهاد ] ثم ذكروا فضل الجهاد في سبيل الله و أهله لقول الله عز و جل : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين اؤلي الضرر و المجاهدون في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم و أنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسني و فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما . درجات


1 - فاطر 28 .

2 - أبو خارجة زيد بن ثابت بن الضحاك الانصاري الخزرجي ، كاتب الوحي ، ولد في المدينة 11 قبل الهجرة و نشأ بمكة و هاجر إلى المدنية و هو ابن 11 سنة توفي 45 ه .

(218)

منه و مغفرة و رحمة " ( 1 ) و قوله تعالى : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله " ( 2 ) الآية . في آي كثير من القرآن ذكر الله عز و جل فيها فضل الجهاد و فضل أهله ، و قد ذكرت في هذا الكتاب جهاد علي صلوات الله عليه أيام حياة رسول الله صلى الله عليه و آله و بعده ، و إنه لم يزل مجاهدا مذ أسلم حتى قبض صلى الله عليه و آله ، و ختم الله له عز و جل له بالشهادة ، و أن جهاده فوق جهاد كل ذي جهاد ، و قد علم ذلك ، و أجمع عليه الخاص و العام ، و اعترف له به كما ذكرنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله ، و قد ذكر بالجهاد و العناء فيه قوم من الصحابة ، فكان ممن ذكر منهم بذلك : علي ، و حمزة ، و عبيدة بن الحارث و الزبير بن العوام ، و طلحة ، و أبو دجانة الانصاري ، و محمد بن سلمة ( 3 ) ، و سعد بن أبي وقاص ، و البراء بن عازب ( 4 ) ، و سعد بن معاذ ، و ليس أحد من هؤلاء و لا من غيرهم يقاس بعلي عليه السلام في الجهاد و العناء فيه بل هو أفضلهم في ذلك ، و قد حاز دونهم من الفضائل ما تقدم القول به . [ 5 - التضحية ] ثم ذكروا بعد الجهاد بالانفس النفقة فيه ذكروا قول الله عز و جل : " و أنفقوا في سبيل الله و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ( 5 ) . و قوله تعالى : " و أنفقوا مما رزقناكم " ( 6 ) . و قوله تعالى : " و جاهدوا بأموالكم


1 - النساء : 95 و 96 .

2 - التوبة : 111 .

3 - هكذا في الاصل و أظنه محمد بن أبي سلمة ( الاصابة 3 / 375 ) .

4 - أبو عمارة الصحابي المتوفى 72 ه .

5 - البقرة : 195 .

6 - المنافقون : 10 .

(219)

و أنفسكم " ( 1 ) . و قوله تعالى : " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له " ( 2 ) . و قوله تعالى : " ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل و من يبخل فإنما يبخل عن نفسه " ( 3 ) . و الجود ، جودان : جود بالنفس ، وجود بالمال . و قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، أنه قال : من جبن عن الجهاد ، فليجهز بماله رجلا يجاهد في سبيل الله . و المجاهد في سبيل الله و إن جهزه بماله غيره فله فضل الجهاد ، و لمن جهزه فضل النفقة في سبيل الله و لكليهما فضل ، و الجود بالنفس أفضل في سبيل الله من الجود بالمال فيه . و قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، أنه قال : أجود الناس من جاد بنفسه في سبيل الله ، و أبخل الناس من يبخل بالسلام . و من جمع الجود بنفسه و ماله كان أفضل ممن انفرد بواحد منهما ، فقد علم الخاص و العام أن عليا عليه السلام كان أكثر الناس جهادا ، و أن جهاده كان بنفسه و ماله و كان بعد ذلك لا يدع عند نفسه شيئا فضل نفقته في جهاده و قوته و قوت عياله إلا أنفقه في سبيل الله قليلا كان أو كثيرا ( 4 ) ، و قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، أنه سئل عن أي النفقة أفضل في سبيل الله ؟ فقال : جهد من مقل . و قد ذكر المعروفون من الصحابة بالنفقة في سبيل الله ، فذكروا منهم عليا


1 - التوبة : 41 .

2 - البقرة : 245 .

3 - محمد : 38 .

4 - روى أحمد بن حنبل في مسنده قوله : لقد رأيتني و إني لا ربط الحجر على بطني من الجوع و أن صدقتي اليوم لتبلغ أربعة آلاف دينار ( و في رواية أربعين ألف دينار ) .

(220)

صلوات الله عليه ، و فيه أنزل الله عز و جل كما تقدم القول بذلك : " الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهار سرا و علانية " ( 1 ) الآية قالوا - و منهم أبو بكر ، و عمر ، و عثمان ، و عبد الرحمن بن عوف - : و لعلي صلوات الله عليه في ذلك من الفضل ما نزل فيه من القرآن ، و من ذلك مما نزل فيه قوله : " و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا " ( 2 ) الآية ، نزلت في علي عليه السلام كما ذكرنا فيما تقدم و غيرها مما ذكرناه و نذكره في هذا الكتاب . و كان علي صلوات الله عليه أفضلهم في ذلك مما انفرد به من الفضائل التي تقدم ذكرها دونهم . [ 6 - الورع و الاعمال الصالحه ] ثم ذكروا فضل الورع بعد ذلك و الاعمال الصالحه ، لقول الله عز و جل : " قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون . و الذين هم عن اللغو معرضون . و الذين هم للزكاة فاعلون . و الذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم ملومين . فمن ابتغي وراء ذلك فاولئك هم العادون . و الذين هم لاماناتهم و عهدهم راعون . و الذين هم ( 3 ) على صلواتهم يحافظون . أولئك هم الوارثون . الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " ( 4 ) . و قوله تعالى : رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الابصار " ( 5 ) .


1 - البقرة : 274 .

2 - الانسان : 8 .

3 - وهنا في الاصل : و الذين هم بشهاداتهم قائمون و الذيهن هم . و نظرا لعدم وجودها في الآية حذفناها من المتن .

4 - المؤمنون : 1 - 11 .

5 - النور : 37 .

(221)

فكان علي صلوات الله عليه أفضل [ الناس في ] هذه الاعمال . و كان أتم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و آله صلاة و أخشعهم فيها ، و جاء أن أحدا لم يقدر أن يحكي صلاة رسول الله صلى الله عليه و آله من بعده إلا علي صلوات الله عليه ، و لا صلاة علي عليه السلام إلا علي بن الحسين ، كذلك الائمة بعده . و كان أول من صلى القبلتين . و كان أكثر الناس إعراضا عن اللغو . و كان أكثر الناس محافظة على إخراج زكاة ماله ، و فيه أنزل الله عز و جل كما تقدم بذلك في هذا الكتاب : " الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون " ( 1 ) و جرى ذلك في الائمة من ولده كما جاء القول بذلك فيما تقدم من هذا الكتاب . و كان أحفظ الناس لفرجه ، و قد ذكرنا ما شهد به جبرائيل عليه السلام له عند رسول الله صلى الله عليه و آله من أن ملكيه يفخر ان على غيرهما ، بأنهما لم يكتبا عليه قط خطيئته ، و لانه صحب رسول الله صلى الله عليه و آله طفلا فلم يعبد الله ، و لم يشرك به شيئا ، و لم يتخذ من دونه وليا و لا عبد صنما ، و لا اقترف إثما . و كان أورع الامة ، و قد عدوا فيمن ذكروا بالورع جماعة من الصحابة فمنهم فيما قالوا : علي صلوات الله عليه ، و أبو بكر ، و عمرو بن مسعود ( 2 ) ، و أبو ذر ، و سلمان ، و عمار ، و المقداد ، و عبد الله بن عمر . و علي أفضلهم في ذلك مع ما حازه - دونهم - من الفضل الذي تقدم ذكره .


1 - المائدة : 55 .

2 - و أظنه عمرو بن مسعود بن معتب أخو عروة بن مسعود الصحابي .

(222)

[ 7 - الزهد ] ثم ذكروا بعد ذلك فضل الزهد في الدنيا لقول الله عز و جل : " أنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الاموال و الاولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما و في الآخرة عذاب شديد و مغفرة من الله و رضوان و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " ( 1 ) و قوله تعالى : " إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس و الانعام حتى إذا أخذت الارض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس " ( 2 ) و قوله تعالى : " فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور " ( 3 ) فوصف عز و جل الدنيا و متاعها و ما فيها بالفناء و الانقطاع ، و الآخرة و نعيمها و ما فيها بالبقاء و الدوام ، و لم يحظر مع ذلك طلب الدنيا من وجهها و بحقها لان معايش العباد منها بل قد اباح ذلك ، فقال سبحانه : " و جعلنا لكم فيها معايش " ( 4 ) و قال تعالى : " وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا " ( 5 ) و قال تعالى : " و سخر لكم ما في السماوات و ما في الارض " ( 6 ) و كرر ذلك في كثير من كتابه ، و لكنه إنما ذكر ما ذكر من صفة الدنيا ، و انقطاعها ، و ذهاب متاعها لئلا يغتبط بها أهلها و يتشاغلون عن الآخرة التي هي دار البقاء و الحيوان بها ، و لينظروا إليها ، و إلى ما بأيديهم منها بعين الزهادة فيه و فيها ، فلا يغتبطوا بشيء من ذلك فيشحوا به عما أوجبه الله عز و جل عليهم فيه ، أو أن يقدموا منه إلى


1 - الحديد : 20 . ( 4 ) الاعراف : 10 .

2 - يونس : 24 . ( 5 ) المائدة : 88 .

3 - لقمان : 33 . ( 6 ) الجاثية : 13 .

(223)

الآخرة ما يجدونه منه . فهذه حقيقة الزهد في الدنيا ليس على أنها تطرح بأسرها ، أو يكره كسب شيء منها ، و لو كان ذلك هو الفضل ، و اليه ندب الله عز و جل لم يكن أنبياؤه و أولياؤه ليملكوا منها علقا و لا يكتسبوا منها ، و قد ملكوا منها ، و اكتسبوا كثيرا ، و لكنهم ينظرون إلى ذلك بعين القلة و الاحتقار ، و بها وصفه الله عز و جل به من الفناء و الانقطاع ، و يزهدون فيه و يرغبون في الآخرة و متاعها التي رغبهم الله عز و جل فيها ، و يقدمون بما في أيديهم من الدنيا لها ، و يقومون بما افترض الله عز و جل عليهم فيها ، و لو كانت الدنيا و ما فيها مرفوضا لا ينبغي طلابه و لا اكتسابه لكان الواجب على العباد ذلك أن يفعلوه . و إذا ما فعلوا أخربوها و انقرضوا وشيكا منها ، و قد أمر الله عز و جل بالاستعداد منها لا رهاب أعدائه و ما يقوى على جهادهم به ، و النفقة في سبيله ، فقال سبحانه : " و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم " ( 1 ) و قال تعالى : " و أنفقوا في سبيل الله و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ( 2 ) . و افترض النفقات على الزوجات ، فقال تعالى : " و ارزقوهم فيها و أكسوهم و قولوا لهم قولا معروفا " ( 3 ) و قال تعالى : " لينفق ذو سعة من سعته و من قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله " ( 4 ) فهل تكون النفقات إلا من اكتساب الدنيا و متاعها ، و التصرف فيها و ابتغاء الرزق منها ، و هذا ما لا يدفعه أحد من أهل العلم و لا ينكره . [ نظرة علي إلى الدنيا ] [ 544 ] و قد جاء أن قوما ذموا الدنيا عند علي صلوات الله عليه ، فقام فيهم


1 - الانفال : 60 . ( 3 ) النساء : 5 .

2 - البقرة : 195 . ( 4 ) الطلاق : 7 .




/ 88