شرح الاخبار فی فضائل الأئمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح الاخبار فی فضائل الأئمة - جلد 2

نعمان بن محمد التمیمی المغربی؛ تحقیق: السید محمد الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


(238)

اعملا لما عند الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئا . قالت : و ثقل رسول الله صلى الله عليه و آله ، فدخل إلى بيتي فمات عليه أفضل السلام . و أما حديث أنس : [ 547 ] فرواه يريد بن هارون ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن أنس ، أنه قال : لما مرض رسول الله صلى الله عليه و آله مرضه الذي مات فيه ، أتى بلال ، فنادي بالصلاة . فقال : قد بلغت فمن شاء ، فليصل . قال : يا رسول الله ، فمن يصلي بالناس ؟ قال : مر أبا بكر فليصل بالناس . فقال بلال لابي بكر : قد أمرك رسول الله صلى الله عليه و آله أن تصلي بالناس . قلما تقدم أبو بكر ، رفعت الستور عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، فنظرنا اليه كأنه ورقة بيضاء و عليه قميصه ، فظن أبو بكر أنه يريد الخروج فتأخر ، فأشار اليه رسول الله صلى الله عليه و آله أن صل مكانك ، فصلى أبو بكر ، و ما رأينا رسول الله صلى الله عليه و آله بعد ذلك ، و مات من يومه على أفضل السلام . و أما حديث عبد الله بن عمر : [ 548 ] فرواه مكي بن إبراهيم ، عن موسى ، عن أبي عبيدة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنه قال : جاء ابن ام مكتوم ، فأذن النبي صلى الله عليه و آله في موضعه الذي قبض فيه بالصلاة الاولى ، فلم يستطع أن

(239)

يقوم من شدة المرض ، فقال له : قل لابي بكر يقيم للناس صلاتهم . فقالت عائشة : يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق القلب ، و إنه متى يقوم مقامك تخنقه العبرة . قال : و انتظر ما يكون من جواب رسول الله صلى الله عليه و آله لها . فقالت له : مر أبا بكر أن يقيم للناس صلاتهم . و لم يجب عائشة بشيء . فنظرت عائشة إلى حفصة ، و أشارت إليها أن تسأله أن يأمر أباها عمر . فقالت حفصة : يا رسول الله ، لو أمرت عمر . فصفق رسول الله صلى الله عليه و آله بيده ، و قال : إنكن صويحبات يوسف عليه السلام ، فاشتد ذلك على حفصة . قال : فكان أبو بكر يقيم للناس صلاتهم أياما حتى قبض رسول الله صلى الله عليه و آله . و أما حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة : [ 549 ] فرواه سهل بن محمد ، عن سفيان ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أنه قال : كان أول شكوى رسول الله صلى الله عليه و آله في بيت ميمونة . فقال لعبد الله بن عتبة : قل للناس فليصلوا . فخرج ، فلقي عمر بن الخطاب ، فقال : صل بالناس . فتقدم عمر ، فسمع النبي صلى الله عليه و آله صوته . فقال : أ ليس هذا صوت عمر ؟ قالوا : نعم . قال : يأبى الله ذلك و المسلمون ليصل بالناس أبو بكر .

(240)

ثم استأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة . قالت : يا رسول الله إن أبا بكر رقيق القلب لا يملك دمعه إن قام مقامك ، فو أمرت غيره أن يصلي بالناس ، فو الله ما أشاء أن يكون أول من يقوم مقامك . فأبى عليها ، فراجعته في ذلك مرتين أو ثلاثا . فقال : ليصل بالناس أبو بكر ، فانكن صويحبات يوسف عليه السلام . فهذا الذي انتهى إلينا عمن حمل هذا الحديث من العامة . و قد اختلف فيه الذين نقلوه - هذا الاختلاف - . [ بحث حول الحديث ] ففي بعض النقل أن رسول الله صلى الله عليه و آله أمر بلالا أن يأمر أبا بكر بالصلاة و أنه افتتحها ، فخرج رسول الله صلى الله عليه و آله ، فأخرجه ، و قام مقامه . و هذا حديث عائشة . و لو ثبت هذا الحديث لكان الذي في آخره من إخراج رسول الله صلى الله عليه و آله إياه من الصلاة ما يبين أن تقديمه لم يكن عن أمره ، لانه لو قدمه لم يخرجه . [ 550 ] و كذلك جاء الخبر عن الائمة صلوات الله عليهم : أن رسول الله صلى الله عليه و آله لما ثقل جاء بلال ليؤذن رسول الله صلى الله عليه و آله بالصلاة . فقالت له عائشة : إن رسول الله ثقيل ( 1 ) ، قد اغمي عليه ، فلا


1 - ضد الخفة و معناه المرض .

(241)

تؤذه ، و قل لابي بكر ، فليصل بالناس . فخرج اليه ، فأخبره ، قتقدم ، فسمع رسول الله صلى الله عليه و آله صوته ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : عائشة أمرت أبا بكر أن يصلي بالناس . فقال : إنكن صويحبات يوسف عليه السلام . و أخذ بيد علي صلوات الله عليه يتوكأ عليه ، و خرج ، فأخرج أبا بكر من الصلاة ، وصلى بالناس . و مات من يومه صلى الله عليه و آله . و هذا هو الخبر الصحيح الذي يثبته أوله آخره ، و يثبت نقله بصحته . فأما ما روته العامة في ذلك ، فقد اختلفوا فيه ، ففي خبر عائشة ما قد ذكرناه . و في خبر أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه و آله لم يخرج ، و أن أبا بكر صلى بالناس دونه . و الخبر ان جميعا عن وقت واحد و صلاة واحدة . و في حديث عبد الله بن عمر ، أن أبا بكر صلى بهم أياما . و في حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن النبي صلى الله عليه و آله قال لابيه - عبد الله - : قال للناس فليصلوا ، و لم يأمره بأن يصلي بهم أحد . و أن عبد الله لقي عمر ، فقال له : صل بالناس ، و أن رسول الله صلى الله عليه و آله أنكر صلاة عمر بهم . و قال : يصلي بالناس أبو بكر . و في بعض هذه الاخبار أنه أمر بلالا . و في بعضها أنه أمر ابن ام مكتوم . و في بعضها أنه أمر عبد الله بن عتبة ، فلم يبق شيء من التناقض إلا دخل هذا الحديث . و من قولهم إن الخبر إذا اختلف فيه مثل هذا الاختلاف لم تقم به حجة إذ لا يعلم أي الوجوه كان وجهه ، فتقوم الحجة به .

(242)

و لو ثبت هذا الخبر ، و أن رسول الله صلى الله عليه و آله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس لم يكن له في ذلك فضل علي عليه السلام لان عليا صلوات الله عليه لم يكن بإجماع منهم في القوم الذين صلى بهم أبو بكر ، و أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه و آله و مسنده إلى صدره ، و لم يكن رسول الله صلى الله عليه و آله إن كان كما زعموا أمر أبا بكر بالصلاة أن يدع الصلاة بل قد صلى ، فصلاة علي عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه و آله أفضل من صلاة أبي بكر بالناس لا يدفع ذلك دافع ، و قد قدم رسول الله صلى الله عليه و آله عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل علي أبي بكر و عمر ، و كان يصلي بهما ، فلم يقل أحد منهم إن عمرو بن العاص أفضل من أبي بكر و عمر . و كذلك فقد بعث رسول الله صلى الله عليه و آله بعوثا و سرايا ، و أمر عليهم الامراء ، و كانوا يصلون بهم ، فلم يدع أحد منهم بذلك الامامة . و قد استخلف رسول الله صلى الله عليه و آله عليا عليه السلام في غزوة تبوك على المدينة ، فأقام يصلي بالناس مذ خرج رسول الله صلى الله عليه و آله إلى أن انصرف . و استخلف أيضا في بعض غزواته أبا لبابة ( 1 ) ، و في بعضها ابن ام مكتوم ( 2 ) ، و في بعضها أبا ذر الغفاري . و استخلف عباد بن أسد بمكة ، فصلى كل واحد منهم مدة ما غاب رسول الله صلى الله عليه و آله عن الناس بالناس ، و ذلك أكثر من صلاة أبي بكر ، لو قد ثبت أنه صلى . و لو كانت الصلاة توجب الامامة كما قالوا لم يكن لابي بكر أن يقدم عمر على الناس . و قد أنكر رسول الله صلى الله عليه و آله كما رووا صلاته


1 - بشير و قيل اسمه رفاعة بن عبد المنذر الانصاري .

2 - و هو عمرو بن قيس بن زائدة بن الاصم ( جندب ) بن هرم بن رواحة القرشي العامري المؤذن ، و امه ام مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة . و هو ابن خال خديجه ام المؤمنين هاجر إلى المدينة و اشترك في فتح القادسية ، و اشهد بها .

(243)

بهم ، و فيهم جماعة قد قدمهم رسول الله صلى الله عليه و آله على الصلاة و أكثر ما تعلقوا به في تقديم أبي بكر بالصلاة . و قد بينا فساد النقل فيها ، و اضطرابه و تناقضه ، و أن ذلك - لو ثبت و صلح - لم يكن فيه حجة توجب الامامة . و قد أقام عمر الستة أصحاب الشورى ، و قصر الخلافة عليهم و أخرجهم كلهم من التقدمة ، و جعل الصلاة لصهيب فصلى بهم أيام الشورى حتى تقدم عثمان ، و أكثرهم يرى الصلاة جائزة خلف البر و الفاجر . فهذه حجتهم بالصلاة و هي آكد حجة عندهم قد بينا فسادها بعد أن أثبتنا كلما بلغنا من روايتهم فيها ، و لم نقتصر على ما اقتصر عليه من ذكرنا قوله ، إذ اقتصر على حديث عائشة وحده و ضعفه لئلا يأتي من يريد إثبات ذلك بغيره ، مما ذكرناه فيشتبه الامر فيه على من قصر علمه و قل فهمه . فأما ما ذكر القائل الذي قدمنا ذكر قوله عنهم من أنهم قالوا لعل لابي بكر فضائل لم نقف عليها ، فقد ذكروا له فضائل بزعمهم ، و لسنا نقول إنه لم تكن له فضيلة و لا سابقة ، بل قد ذكرنا أنه قل من يذكر من الناس بخبر إلا و له فضيلة يذكر بها ، و لكن قد ذكرنا أن من اجتمعت فيه الفضائل أفضل ممن لم يكن فيه إلا بعضها ، و من له فضيلة ما لا يجب أن يقاس به أهل النقص منها . [ اسلام أبي بكر ] و مما رووا من فضائل أبي بكر قديم إسلامه ، و أن إسلام علي عليه السلام قبله كان و هو بالغ . و قد ذكرت فيما تقدم فساد ما احتجوا به من ذلك مختصرا و فيه كفاية من التطويل ، و قد ذكر هذا القائل الذي حكينا قوله في إسلام علي عليه السلام ، فقال : قد أجمعوا على أن عليا عليه السلام أسلم قبل أبي بكر ، إلا أنهم زعموا أن إسلامه كان و هو طفل .

(244)

قال : فقد وجب تصديقنا في أنه أسلم قبل أبي بكر ، و دعواهم في أنه أسلم و هو طفل مقبولة إلا بحجة . قال : فان قال قائل : و قولكم إنه أسلم و هو بالغ ، دعوى مردودة ( 1 ) . قلنا : أما الاسلام فقد ثبت و حكمه قد وجب له بالدعوة و الاقرار ، و لما دعاه النبي صلى الله عليه و آله إلى الاسلام و أمره بالايمان ، و بدأ به قبل الخلق ، علمنا أنه لم يفعل ذلك به و إيمانه لا يجوز ( 2 ) . فإن قيل : قد يكون فعل ذلك به تأديبا . قلنا : إنما يكون ذلك في دار الايمان على النشوء و الولادة ، فأما في دار الشرك و الحرب ، فليس يجوز لا سيما عند بدء الدعوة و النبي صلى الله عليه و آله لم يكن ليدع ما امر به ، و أرسل اليه ، و يقصر إلى دعاء الاطفال و دعاءهم لا يجوز ، و المدار دار شرك ، فليس يجوز أن يشتغل بالتطوع قبل الفريضة ، و ما باله و لم يدع علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، و ليس في سنة أن يدعى أطفال المشركين إلى الاسلام ، و يفرق بينهم و بين آبائهم . قال هذا القائل : و للبالغ حد و حدود في الناس تفاضل في سرعة البلوغ و كمال العقول ، و ذلك معروف فيما عليه الناس من التفاضل في العلم . و قد كان رسول الله صلى الله عليه و آله في صغر سنه يعرف بالوقار و الحلم و الصدق و رجاحة العقل ، و كانت منزلة النبي صلى الله عليه و آله في ذلك على خلاف ما يتعارف من منازل الاطفال ، و كان علي صلوات الله عليه لا حقا له في ذلك ، و لذلك استحق أن يكون منه بمنزلة هارون من موسى عليه السلام . و قد قال عز و جل في يحيى : " و آتيناه الحكم صبيا " ( 3 )


1 - المعيار و الموازنة : ص 66 .

2 - هكذا في نسخة - ج - و في الاصل : لا يكون

3 - مريم : 12 .




/ 88