شرح الاخبار فی فضائل الأئمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح الاخبار فی فضائل الأئمة - جلد 2

نعمان بن محمد التمیمی المغربی؛ تحقیق: السید محمد الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


(245)

فاختصاص الله من يختصه بفضله لا يقاس بالمتعارف في الناس لان الخصوص العموم ، و دكر هذا القائل في مثل هذا حججا كثيرة قد قدمنا قبل هذا ما يغني عنها ، و يكفي من جملتها و غيرها ، و لو لم يكن إسلام علي صلوات الله عليه بعد إسلاما ما كان يفخر به على أهل الشورى و يقروا بفضله ، و يذكره رسول الله صلى الله عليه و آله و يعده في مناقبه ، و قد تقدم القول بذلك في موضع من هذا الكتاب ، و هذا أيضا كما ذكرنا مما يدفعه فعل أبي بكر لانه قد قدم عمر و في المسلمين الذين قدمه عليهم كثير ممن هو أقدم إسلاما منه ، و مما رووه من فضائله أن رسول الله صلى الله عليه و آله سماه صديقا ، و قد ذكرنا فيما تقدم في روايات كثيرة أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال لعلي صلوات الله عليه : أنت الصديق الاكبر . و قد جاء هذا الاسم في كتاب الله عز و جل عاما للمؤمنين ، و ذلك قول الله عز و جل : " و الذين آمنوا بالله و رسله أولئك هم الصديقون و الشهداء عند ربهم " ( 1 ) و ان كان ذلك الخصوص فلم كانت لابي بكر خاصة دون أن يكون بها أفضل دون غيره ؟ و لذلك قال لهم : وليتكم و لست بخيركم . [ مصاحبته في الغار ] و قالوا : من فضائله ، كونه مع رسول الله صلى الله عليه و آله في الغار و أن الله قد وصفه بصحبته ، فقال : " ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " ( 2 ) . فقال بعض من ناظرهم في ذلك من الشيعة ( 3 ) : إن الصحبة قد تكون


1 - الحديد : 19 . ( 2 ) التوبة : 40 .

3 - و هو مؤمن الطاق أبو جعفر محمد بن النعمان مع ابن أبي حذرة عند أبي نعيم النخعي ، راجع احتجاج الطبرسي 2 / 378 .

(246)

للبر و الفاجر ، و قد وصف الله تعالى في كتابه صحبة مؤمن لكافر فقال ) ( 1 ) : " و دخل جنته و هو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا . و ما أظن الساعة قائمة و لئن رددت إلى ربي لاجدن خيرا منها منقلبا . قال له صاحبه و هو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا . لكنا هو الله ربي و لا اشرك بربي أحدا " ( 2 ) قال : و قول رسول الله صلى الله عليه و آله : " لا تحزن إن الله معنا " ( 3 ) نهى له عن الحزن الذي كان منه و كراهية له ، و لو لا أنه كان معصية لما نهاده عنه لان رسول الله صلى الله عليه و آله لا ينهى عن الطاعة ، و إنما ينهى عن المعصية . و قالوا : فيما ادعوه له من الفضل في قوله " إن الله معنا " ؟ فإن الله عز و جل مع كل أحد كما قال سبحانه : " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم و لا أدنى من ذلك و لا أكثر إلا هو معهم " ( 4 ) . و قال سبحانه : " يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله و هو معهم " ( 5 ) . و قال سبحانه : " إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون " ( 6 ) . فقد ذكر انه مع البر و الفاجر . قال : و قد كان مقام علي عليه السلام في اضطجاعه على فراش رسول الله صلى الله عليه و آله حينئذ باذلا نفسه دونه . و قد أخبره أن المشركين تمالاوا عليه ليقتلوه ، و كان في ذلك أفضل من أبي بكر . و ذكروا من فضائل أبي بكر أنه كان أسلم و هو ذو مال ، فأنفقه في سبيل الله و واسى به في حال العسرة و وقت هجرة رسول الله صلى الله عليه و آله .


1 - ما بين القوسين سقط من نسخة الاصل موجودة في نسخة - ب - . ( 4 ) المجادلة : 7 .

2 - الكهف : 35 - 38 . ( 5 ) النساء : 108 .

3 - الحديد : 19 . ( 6 ) النحل : 128 .

(247)

فيقال لهم : ذلك لا يجهل و لا ينكر أن له فيه فضلا ، فأما أن يكون يساوي بذلك الفضل عليا عليه السلام فضلا أن يفوقه فلا ، لان الله عز و جل فرض على المؤمنين الجهاد في سبيله بأموالهم و أنفسهم . فالمجاهد بنفسه و بما قدر عليه من ماله و إن قل أفضل من المجاهد بماله دون نفسه و إن كثر ، لان بذل النفس و القليل من المال الذي لا يبقى باذله لنفسه غيره أفضل من بذل بعض المال ، و الشح بالنفس . و لم يزل علي عليه السلام مذ أسلم يبذل نفسه و ما قدر عليه و و جده من المال في سبيل الله عز و جل ، و ليس أبو بكر و لا غيره ممن يقاس به في ذلك و لا يدانيه فيه لان بذل المال إذا ذهب قد يخلف و ليس في رد النفس إذا ذهبت حيلة . [ هجرته مع الرسول ] و زعموا أن من فضائل أبي بكر هجرته مع رسول الله صلى الله عليه و آله من مكة إلى المدينة ، و صحبته إياه في هجرته هذه وحده دون سائر الناس غيره ، و في ذلك فضل . و فضل علي عليه السلام في المقام أياما بعد رسول الله صلى الله عليه و آله لما استخلفه عليه ، و أقام له من الخلافة على أهله و قضاء ديونه و أداء ما كان عنده من الامانات و الودائع إلى من كان ذلك له على حنق المشركين عليه لانهم أرادوه ليلة خروجه ، فاضطجع لهم مضجعه ، و غرهم بنفسه و ستر عنهم أمره و لما يعلمون من محله منه ، فكانوا أشد الناس حنقا عليه ، لكن الله عز و جل حماه منهم و منعه و صرف بأسهم عنه . فكان مدة ما أقام علي صلوات الله عليه بمكة في خوف شديد و تهديد و وعيد و وحشة من فقد رسول الله صلى الله عليه و آله ، و فقد ما جرت طباعه عليه من الانس به و الكون معه . و سار أبو بكر إلى المدينة في حال أمن ودعه

(248)

وبر وسعة ، ففضل علي عليه السلام في ذلك على أبي بكر لا يجهل و لا يخفى و لا يستتر . [ سيد كهول الجنة ] و مما آثروه من فضائل أبي بكر أنهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال : أبو بكر و عمر سيدا كهول أهل الجنة . و ذلك لم يثبت . و ان ثبت فليس يوجب لهما فضلا على علي عليه السلام لان الجنة لا يدخلها الكهول و لا الشيوخ و إنما يدخلها ( أهلها شبابا ) ( 1 ) كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه و آله . فقول النبي صلى الله عليه و آله إن كان قال ذلك ، فإنما سودهم على من شهد له بالجنة من كهول أصحابه . و علي عليه السلام يومئذ دون الكهولية ، و قد قال النبي صلى الله عليه و آله : الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ، و أبوهما خير منهما . فهذا أبلغ من الفضل لان سيادة الحسن و الحسين لشباب أهل الجنة قد تكون لجميع من فيها إذ هم شباب كلهم ، و أبان رسول الله صلى الله عليه و آله عليا صلوات الله عليه بدرجة فوق درجتهما ، فالذي جاء فيه أفضل مما جاء في أبي بكر . [ أصحابي كالنجوم ] و قالوا من فضائل أبي بكر : قول رسول الله صلى الله عليه و آله : اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر و عمر . و قد روي أن رسول الله صلى الله عليه و آله عم بهذا جميع أصحابه ،


1 - ما بين القوسين من نسخة - ج - .

(249)

فقال : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم . و قال رسول الله صلى الله عليه و آله : رضيت لامتي بما رضى لها ابن ام عبد - يعني ابن مسعود - ( 1 ) . فهذا قول عم به رسول الله صلى الله عليه و آله و لم يخص ، فيكون الفضل فيه لمن خص به . [ قرب مجلسه من مجلس الرسول ] و قالوا : من فضائل أبي بكر أن رسول الله صلوات الله عليه كان يقرب مجلسه . و قرب المجلس ليس مما يوجب الفضل ، و قد كان رسول الله صلى الله عليه و آله يفد عليه من وفود العرب ، فيقرب ذوي الاسنان منهم و أهل التقدمة فيهم ، و بحضرته من أصحابه من هو أفضل عند الله و عنده ممن قربه منهم ، و فرش لاحدهم رداءه ( 2 ) ، و قال : إذا أتاكم كريم قوم ، فأكرموه . و من المتعارف في الناس أن الرجل يقرب من أتاه ممن يبعد منه دون أهله و خاصته و ولده ، مع أنه قد جاء من تقريبه لعلي صلوات الله عليه و قوله فيه ما ذكرناه مما لا يجهل فضله علي أبي بكر و غيره ( و أشهر ذلك و أفضله ) ( 3 ) سده أبوابهم في مسجده و ترك باب علي عليه السلام معه فيه و هذا هو القرب الحقيقي و أنه دعاه عند موته و استند إلى صدره و مات كذلك مستندا اليه . [ خليفة الرسول ] و قالوا : من فضائل أبي بكر أن سماه المسلمون خليفة رسول الله صلى الله


1 - أي عبد الله بن مسعود .

2 - كما هو معروف لا ساري طي حينما و فودوا عليه و فيهم بنت حاتم الطائي . ففرش صلى الله عليه و آله رداءه لها ، و أجلسها .

3 - ما بين القوسين سقط من نسخة الاصل موجودة في نسخة - ب - .

(250)

عليه و آله لما استخلفه على الصلاة . فقد ذكرنا فساد قولهم في الصلاة ، و أحق بأن يسمى خليفة رسول الله صلى الله عليه و آله من استخلفه على أهله و على أمته ، و قد ذكرنا فيما تقدم استخلافه عليا عليه السلام ، و قوله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى . و قد كان هارون ( 1 ) خليفة موسى في قومه . و حكى الله عز و جل عنه ذلك بقوله تعالى : " اخلفني في قومي " ( 2 ) . [ وزير الرسول ] و قالوا : من فضائل أبي بكر ، قول النبي صلى الله عليه و آله : وزيراي من أهل السماء جبرائيل و ميكائيل ، و من أهل الارض أبو بكر و عمر . فهذا الحديث إن ثبت ، ليس بموجب لهما فضلا على علي صلوات الله عليه بما قاله رسول الله صلى الله عليه و آله فيهما ، لان الوزارة إنما توجب المشاورة و الرأي و رسول الله صلى الله عليه و آله يقول لعلي عليه السلام : أنت أخي و وليي و أنت كنفسي ، و أنت مني و أنا منك . و هذه أحوال تفرق الوزارة و قد ذكرناها ، و غيرها مما هو في مثل حالها فيما تقدم ، و ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه و آله لبني عبد المطلب إذ جمعهم : يا بني عبد المطلب إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له أخا و وزيرا و وارثا و وصيا و خليفة في أهله ، فمن يقوم منكم فيبايعني على أن يكون أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أهلي ، و إمساكهم ، و قوله كذلك ثلاثا . ثم قوله : لئن لم يقم قائمكم لتكونن في غيركم ، ثم لتندمن . و قيام علي عليه السلام من بينهم و مبايعته إياه على ما دعاهم اليه .


1 - أخو موسى الكليم ، و أول أحبار بني إسرائيل أرسله موسى ليتكلم عنه عند فرعون .

2 - الاعراف : 142 .

(251)

[ أفضل الامة بعد نبيها ] و قالوا : إن من فضائل أبي بكر أن عليا عليه السلام قال : أفضل هذه الامة بعد نبيها أبو بكر و عمر ، و لا أجد أحدا يفضلني على أبي بكر و عمر إلا جلدته حد المفتري . فهذا حديث لا يصح لما فيه من الباطل ، و الحد لا يجب على من فضل مفضولا على فاضل . و لو قال : أفضل الناس أبو بكر لم يكن ذلك مما يوجب فضله عليه ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله : ما أقلت الغبراء ، و لا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر . فلم يكن أبو ذر بهذا القول أصدق من رسول الله صلى الله عليه و آله . و هذا من المتعارف في الكلام أن يقول الرجل : فلان أكرم الناس ، و أجود الناس ، و لا يعني بذلك أنه [ لا ] أكرم و لا أجود منه . و يحلف أنه لادخل داره أحد من الناس ، و يدخل هو فلا يحنث ، و يقول : ما أجد في الناس أحب الي من فلان ، و نفسه أحب اليه . منه . و قد روى بعضهم هذا الخبر مفسرا ، و أنه قيل له : فأنت ؟ قال : نحن أهل بيت لا يقاس بنا غيرنا . و قد يكون قوله صلوات الله عليه خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر و عمر على معنى أن من ولي مكانهما بعدهما من المتغلبين شر على الامة . و أنهما خير منهم في سيرتهما في الناس . تم الجزء السابع من شرح الاخبار في فضائل الائمة الاطهار ، و الحمد لله على نعمه ، و صلواته على رسوله سيدنا محمد و على آله الائمة الطاهرين و سلامه و تحياته ، و حسبنا الله و نعم الوكيل و نعم المولى و نعم النصير ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .




/ 88