شرح الاخبار فی فضائل الأئمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح الاخبار فی فضائل الأئمة - جلد 2

نعمان بن محمد التمیمی المغربی؛ تحقیق: السید محمد الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


(287)

ما ينتظر أشقاها أن يخضبها بدم من فوقها - و أومى ( 1 ) بيده إلى لحيته - فوالذي نفسى بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم و بين الساعة ، و لا عن فئة تضل مائة و تهدي مائة إلا نبأتكم بناعقها و قائدها و سائقها . فقام رجل ، يا أمير المؤمنين حدثنا عن البلايا . فقال : إنكم في زمان ذلك ، فإذا سأل سائل فليفعل ، و إذا سئل مسؤول فليثبت إلا أن من ورائكم أمورا لو فقدتموني لاطرق كثير من السائلين ، و فشل كثير من المسؤولين . و ذلك إذا اتصلت حربكم ، و شمرت عن ساق ، و كانت الدنيا ثقلا عليكم حتى يفتح الله لبقية الابرار ، فأنظروا قوما كانوا أصحاب رايات يوم بدر فلا تسبقوهم فتعرككم البلية . ثم قام رجل آخر ، فقال : حدثنا عن الفتن يا أمير المؤمنين . فقال : إن الفتن إذا أقبلت اشتبهت ، و إذا أدبرت أسفرت ، يشتبهن مقبلات ، و يعرفن مدبرات ، و إنما الفتن تحوم كالرياح يصبن بلدا ، و يخطين اخرى . ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية ، فإنها فتنة عمياء مظلمة عمت فتنتها ، و خصت بليتها ، فأصاب البلاء من أبصر فيها ، و أخطى من عمي عنها ، يظهر أهل باطلها على أهل حقها حتى يملا الارض عدوانا و ظلما . ألا إن أول من يضع منها جبروتها و يكسر ذريتها و ينزع أوتادها الله رب العالمين ، و إيم الله لتجدن بني أمية أرباب سوء لكم من


1 - و في الاصل : و أهوى .

(288)

بعدي كالناقة الضروس تعض بفيها ، و تخبط بيديها ، و تضرب برجليها ، و تمنع درها ، و لا يزالون بكم حتى لا يتركون منكم إلا نافعا لهم أو ضار ، و لا يزال بلاؤهم بكم حتى يكون انتصاركم منهم كانتصار العبد من موالاه . ألا إن قبلتكم واحدة ، و حجكم واحد ، و عمرتكم واحدة ، و القلوب مختلفة ، هكذا - و شبك بين أصابعه ، و أدخل بعضها في بعض - . فقام رجل ، فقال : و ما هذا يا أمير المؤمنين ؟ و خالف بن أصابعه ، فقال : يقتل هذا هذا ، و هذا هذا فتنة ، و قطيعة جاهلية ، ليس فيها إمام هدى و علم بر ، و نحن أهل البيت فينا نجاة ، و لسنا فيها . فقام رجل آخر ، فقال : فما نصنع في ذلك الزمان يا أمير المؤمنين ؟ فقال : تنظرون أهل بيت نبيكم ، فإن لبدوا فالبدوا ( 1 ) و إن استصرخوكم فانصروهم تنصروا و تؤجروا ، و لا تسبقوهم فتصرعكم البلية . ثم قال رجل آخر ، فقال : ثم ما يكون بعد يا أمير المؤمنين ؟ فقال : يفرج الله الفتن برجل من أهل البيت كتفريج الاديم يسومهم خسفا و يسقيهم بكأس مصبرة ، و لا يعطيهم إلا السيف . يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر ، فيجعلهم ملعونين أينما ثقفوا ، أخذوا و قتلوا تقتيلا . [ 602 ] جعفر بن سليمان ، باسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال : أسر


1 - اللبد : السكون و السكوت .

(289)

رسول الله صلى الله عليه و آله إلى علي صلوات الله عليه ما يلقاه بعده . فبكى علي عليه السلام ، و قال : يا رسول الله أسألك بقرابتي منك لما سألت الله عز و جل أن يقبضني في حياتك . فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله : يا علي ، تسألني أن أسأل الله أجلا مؤجلا . فقال علي صلوات الله عليه : فعلى ماذا أقاتلهم يا رسول الله ؟ قال : على إحداثهم في الدين . [ 603 ] يونس بن أبي يعقوب ، باسناده ، عن علي عليه السلام ، أنه قال : كان فيما عهد الي رسول الله صلى الله عليه و آله أن اقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين . فالناكثون أصحاب الجمل ، و القاسطون أهل الشام ، و المارقون الخوارج . [ 604 ] عبد الله بن صالح الجهني ، باسناده ، عن سعيد بن أبي سالم ، عن أبيه ، أنه قال : كنا مع علي عليه السلام بالكوفة ( 1 ) ، فقال - يوما من الايام - ، و نحن عنده : إني ( 2 ) سبط من الاسباط ، اقاتل على حق ليقوم ، و لن يقوم ، و الامر لهم ، فإذا كثروا فتنافسوا بعث الله عز و جل عليهم أقواما من هذا المشرق ، فقتلهم بددا ، و أحصاهم بهم عددا . و الله لا يملكون سنة إلا ملكنا سنتين و لا يملكون سنتين إلا ملكنا أربعا ، و ما من فئة تخرج


1 - مدينة في العراق على الجانب الغربي عن نهر الفرات أسسها سعد بن أبي وقاص بعد معركة القادسية قرب الحيرة ، اتخذها أمير المؤمنين عليه السلام عاصمة له ، و استشهد فيها ، جعلها العباسيون عاصمة لهم ، ثم انتقلوا إلى بغداد ، كانت مع البصرة مركزا للثقافة العربية .

2 - و في نسخة - ج - : أنا .

(290)

إلى يوم القيامة إلا و لو شئت لسميت لكم سائقها و ناعقها . قال : فقلت لاصحابي : فما المقام ، و قد أخبركم أن الامر لهم ؟ قالوا : لا شيء . و استأذناه إلى مصر . فأذن لمن شاء ، و أقام معه قوم منا . [ 605 ] الدغشي ، باسناده عن الاصبغ بن نباتة ( 1 ) ، قال : لما انهزم أهل البصرة قام فتى إلى علي صلوات الله عليه ، فقال : ما بال ما في الاخبية لا تقسم ؟ فقال علي عليه السلام : لا حاجة لي في فتوى المتعلمين . قال : ثم قام اليه فتى آخر . فقال مثل ذلك . فرد عليه مثل مارد أولا . فقال له الفتى : أما و الله ما عدلت . فقال له علي عليه السلام : إن كنت كاذبا فبلغ الله بك سلطان فتى ثقيف . ثم قال علي عليه السلام : أللهم إني قد مللتهم و ملوني ، فأبدلني بهم ما هو خير منهم ، و أبدلهم بي ما هو شر لهم . قال الاصبغ بن نباتة : فبلغ ذلك الفتى سلطان الحجاج ، فقتله . [ 606 ] و بآخر عن رجل من أهل البصرة قال : قال علي عليه السلام - على المنبر - :


1 - الاصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر التميمي الحنظلي المجاشعي كان من خواص أمير المؤمنين و شهد معه صفين ، و كان على شرطة الخميس ، و كان شاعرا ، تقدم بالراية في صفين قائلا : إن الرجاء بالقنوط يد مغ حتى متى ترجو البقا يا أصبغ أما ترى أحداث دهر تنبغ فادبغ هواك و الاديم يدبغ و الرفق فما قد تريد أبلغ اليوم شغل و غدا لا تفرغ و قاتل حتى حرك معاوية من مقامه .

(291)

يا أهل البصرة ، إن كنت قد أديت لكم الامانة و نصحت لكم بالغيب ، و اتهمتموني ، و كذبتموني ، فسلط الله عليكم فتى ثقيف . فقام رجل ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، و ما فتى ثقيف ؟ قال : رجل لا يدع لله حرمة إلا انتهكها ، به داء يعتري الملوك ، لو لم تكن إلا النار لدخلها ( 1 ) . [ على اعتاب الشهادة ] [ 607 ] يحيى بن السلم ، باسناده ، عن أبي الطفيل ( 2 ) ، قال : دعا علي عليه السلام الناس إلى البيعة ، فجاءه فيمن جاء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله ، فرده مرتين أو ثلاثا ، ثم بايعه ، فلما أخذ عليه قال : ما يحبس أشقاها ، و الذي نفسي بيده لتخضبن هذه - و أومى إلى لحيته - من هذا - و أومى إلى رأسه - . ثم قال شعرا : اشدد جيازيمك للموت إذا حل بواديكا و لا تجزع عن الموت فإن الموت يأتيكا [ 608 ] أبو نعيم ، باسناده ، عن عثمان بن المغيرة ، قال : لما دخل شهر رمضان الذي أصيب فيه علي صلوات الله عليه ، كان يفطر فيه ليلة عند الحسن و ليله عند الحسين عليه السلام [ و ابن عباس ] ( 3 ) و لا يزيد على ثلاث لقم ، فيقولان له في ذلك . فيقول : يا بني إنما هن ليال قلائل ، يأتي أمر الله تعالى ، و أنا خميص البطن أحب الي .


1 - اشارة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي .

2 - و هو عامر بن وائلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي توفي بمكة 110 ه .

3 - ما بين المعقوفتين من تاريخ دمشق 3 / 294 .

(292)

[ 609 ] عبد الله بن صالح البصري ، باسناده ، عن يحيى بن سعد ، قال : قال علي عليه السلام يوما - و عنده رجل من مراد ، من أهل مصر - لكأني أنظر إلى أشقى مراد يخضب هذه - و أومى بيده إلى لحيته - من هذا - و أومى إلى رأسه - . فقال الرجل المرادي الذي كان عنده : يا أمير المؤمنين ، لا تؤكد ذلك في مراد . قال : و الله ما كذبت و لا كذبت عدد علي قبائلكم . فجعل يعدد عليه حتى ذكر سدوسا أو دؤلا ( 1 ) ، فقال عليه السلام : اشدد حيازيمك للموت فإن الموت يأتيكا تجزع من الموت إذا حل بواديكا [ 610 ] و بآخر ، عن أبي سنان ( 2 ) الدولي ، أنه عاد عليا عليه السلام من مرض أصابه و قد وجد خفة منه . فقال : يا أمير المؤمنين ، أصبحت بارئا بحمد الله ، و لقد كنا خشينا عليك من علتك هذه . قال : لكني ما خشيت منها على نفسي لان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول لي فيما عهده الي : ستضرب ضربة هاهنا - و أومى إلى رأسه - تسيل دمها حتى تخضب لحيتك ، يكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمودا . [ 611 ] إسماعيل بن أبان ( 3 ) ، باسناده ، عن ثعلبة بن زيد الجملي ، قال :


1 - سدوسا : أي قبيلة من بكرها . دؤلا : أي قبيلة من كنانة .

2 - هكذا صححناه و في الاصل : عن أبي سفيان .

3 - أبو إسحاق إسماعيل بن أبان الوراق الازدي المتوفى 216 ه .

(293)

قال علي عليه السلام : و الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذا . فلما اصيب جعل يأخذ لحيته فيتلقى بها الدم و يقول : أنظروا هل صدقتكم . [ 612 ] و بآخر ، عن أبي يحيى ، قال ، قال علي عليه السلام : لتخضبن هذه من هذا . فقلنا : و الله لا يفعل ذلك أحد إلا أبدنا عشيرته . فقال : مه ، إن هذا لهو العدوان المبين ، إنما هي النفس بالنفس . [ و لكن اصنعوا به ما صنع بقاتل النبي . قتل ، ثم أحرق بالنار ] ( 1 ) . [ 613 ] أبو غسان ، باسناده ، عن علي صلوات الله عليه ، أنه قال : و الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لتغدرن بي الامة عهدا عهده الي النبي الصادق صلى الله عليه و آله . فهذه أخبار مشهورة عن علي صلوات الله عليه قد رواها الخاص و العام و غيرها مما هو مأثور عنه عليه السلام كثير ، تركت ذكره اختصارا ، إذ كان شرطي في هذا الكتاب أن لا أذكر من مثل ذلك إلا ما كان مشهورا عند العامة دون ما انفردت به الخاصة ، و الذي آثره به رسول الله صلى الله عليه و آله عن أمر الله جل ذكره و اختصه به من العلم و الحكمة ، و أودعه إياه ، و أسرة اليه من تأويل الكتاب و غوامض العلم و مكنون الحكمة ، أجل و أكثر و أعظم من أن يحويه هذا الكتاب ، أو أن يكون ما يكون منه مطلقا إلا في صدور ذوي الالباب لان رسول الله صلى الله عليه و آله لما أقامه وصيا من بعده و إماما لامته ، أفضي اليه بسره و بما أطلعه الله عليه مما أمره أن يفضي


1 - ما بين المعقوفتين من تاريخ دمشق 3 / 293 .




/ 88