شرح الاخبار فی فضائل الأئمة جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح الاخبار فی فضائل الأئمة - جلد 2

نعمان بن محمد التمیمی المغربی؛ تحقیق: السید محمد الحسینی الجلالی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


(294)

به اليه من علم غيبه ، و بأن ينقل من ذلك في الائمة من ولده ما جعل له أن ينقله فيهم ، و من ذلك قوله الله جل من قائل " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا . إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا . ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم و أحاط بما لديهم و أحصى كل شيء عددا " ( 1 ) فقد ارتضى جل ذكره محمدا صلى الله عليه و آله من رسله و أطلعه على ما شاء أن يطلعه عليه من علم غيبه ، الذي غيبه عن جميع خلقه دون الرسل ، و أطلق الرسل من ذلك أن يعلموا أوصياءهم ما أطلقه لهم من ذلك ، و أطلق للاوصياء أن يودعوا الائمة ، و ينقلوا إليهم ، و ينقل بعضهم إلى بعض من ذلك ما أطلقه سبحانه بالوحي إلى رسله ليبلغوا ذلك عنه إلى من أذن لهم في الابلاغ إليهم ، و لم يفض ذلك العلم على الرسل وحدهم ، و من ذلك قوله جل من قائل : " و ما صاحبكم بمجنون " ( 2 ) ، يعني محمدا رسول الله صلى الله عليه و آله . " و لقد رآه بالافق المبين ، و ما هو على الغيب بضنين " - و الضنين : الشحيح - ، فلم يشح صلى الله عليه و آله بما علمه الله من علم غيبه على وصيه بما جعل له منه ، و لا ضمن الوصي من ذلك بما جعل للائمة من بعده عنده ، بل أعطى ذلك من يليه حسب ما جعل له منه مما ينتقل فيهم واحدا بعد واحد ، و رمز الوصي عليه السلام من ذلك و أبدى للامة ما ينبغي أن يبديه و يرمز به لهم ليكون ذلك شاهدا على وصيه ، و كذلك بيدي كل إمام و يرمز بقدر ما ينبغي أن يرمز و يبدي مما صار اليه ليكون ذلك شاهدا لامامته كما ذكر رسول الله صلى الله عليه و آله للامة ما شهد لنبوته ، و سنذكر في هذا الكتاب بعض ما ينبغي أن نذكره فيه مما انتهى إلينا عن أئمتنا عليهم السلام من ذلك إن شاء الله . و الذي ذكرته في هذا


1 - الجن : 26 - 28 . ( 2 ) النجم : 2 .

(295)

الكتاب من سر النبي صلى الله عليه و آله إلى علي عليه السلام و إخباره إياه بما يكون و ذلك من علم غيب الله الذي أظهره عليه دليل و شاهد لمقامه الذي أقامه فيه ، إذ لم يكن غيره يدعي ذلك معه ، و لا يدعيه أحد له . و الحديث المأثور عن رسول الله صلى الله عليه و آله الذي يرويه عنه الخاص و العام ، أنه ذكر القرآن ، فقال : فيه نبأ من مضى من قبلكم و خبر من يأتي من بعدكم و حكم ما بينكم ، هل يدعي أحد من الناس أو يدعي له أنه يعلم من القرآن خبر ما كان و ما يأتي ، و الحكم بين الناس من أودعه الله علم تأويله ، و هم أئمة دينه الذين أودعهم ذلك ، و لسنا نقول إنهم يعلمون الغيب كله ، و لكنا نقول من ذلك ما قاله الله عز و جل من القول الذي حكينا من كتابه ، إنهم إنما يعلمون ما علمهم الله و رسوله مما غيبه عن غيرهم و جعله شاهدا لامامتهم من شيء قد خصوا به دون غيرهم ، كمثل ما حكيناه في هذا الكتاب عن علي عليه السلام مما قد رواه عنه الخاص و العام و لا يدفعه أحد من أهل العلم . فأما حشو الناس و جهالهم و عوامهم ، فإنهم إذا سمعوا هذا عن أوليآء الله أنكروه و تعاظموه و كذبوا به ، و إذا جاءهم مثله عن أصحاب المخاريق ممن يدعي الكهانة و القضايا بالنجامة ( 1 ) و أمثالهم من المتخرصين ( 2 ) من شرار الناس ، قبلوه منهم و صدقوهم فيه . و قد جاء النهي من رسول الله صلى الله عليه و آله عن تصديقهم و الوعيد الشديد من قبل عنهم و صدقهم ، و جاءت الاخبار عنه صلى الله عليه و آله بالاخبار عما يكون مما كان كثير منه و ينتظر مما يكون ما لم يكن بعد كثير ، روى ذلك عنه الخاص و العام ، و كان ذلك مما يشهد لنبوته ، و لذلك أودع ما أودعه من


1 - أي علم النجوم . ( 2 ) الخرص : الكذب و الافتراء .

(296)

ذلك الائمة من أهل بيته ، ليكون شاهدا لامامتهم من مثل ما ذكرنا عن علي عليه السلام و نذكر بعد عن الائمة من ذريته إن شاء الله ، و بينا أن ذلك مما أبان به النبي صلى الله عليه و آله مقام علي صلوات الله عليه الذي أقام له دعاء النبي صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام بما دعا له به قد ذكرنا فيما تقدم من أبواب هذا الكتاب كثيرا من دعاء النبي صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام مما جاء في الاخبار التي جرى ذكر ذلك فيها ، و نذكر فيما بعد هذا الباب في مثل ذلك إن شاء الله .

(297)

[ دعاء النبي لعلي ] [ 614 ] و مما جاء في ذلك ما رواه الدغشي ، باسناده ، عن أبي الطفيل ، أن رسول الله صلى الله عليه و آله كان دعا لعلي عليه السلام أن لا يجد حرا و لا بردا . قال : فكان ربما خرج علينا في الشتاء في رداء و إزار و في الصيف في جبة . [ 615 ] محمد بن حنبل ، باسناده ، عن المنهال بن عمرو ( 1 ) ، قال : راح الناس إلى المسجد في يوم صائف في الازر و الاردية ، و راح علي عليه السلام في ثياب كثاف . ثم كان الشتاء فراح الناس في الاقبية و السراويلات و راح علي عليه السلام في ثوبي كتان ، ثم دعا بماء فشرب ، و جعلت أنظر اليه و هو علي المنبر يتصاب عرقا . ثم نزل يصلي . قال : قلت لعبد الرحمان بن أبي ليلي : أ رأيت من أمير المؤمنين الذي رأيت ؟ قال : و ما هو ؟ فأخبرته . قال : فطنت له ، قال : فدخل اليه ابن أبي لبلى ، فسأله عن ذلك . فقال : أو ما بلغك ما كان من رسول الله صلى الله عليه و آله في ذلك ؟


1 - و هو المنهال بن عمرو الاسدي مولاهم الكوفي .

(298)

قال عبد الرحمن : و ما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : دعاني يوم خيبر ، و أنا أرمد فجئت اقاد بين رجلين فتفل في راحته ثم ألصقها بعيني . ثم قال : أللهم أذهب عنه الحر و البرد و الرمد ، فو الله ما وجدت بعدها حرا و لا بردا و لا رمدا حتى الساعة و لا أجده حتى أموت . [ 616 ] وكيع ( 1 ) ، باسناده ، عن علي عليه السلام أنه قال : لما مات أبو طالب ، أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله ، فقلت : يا رسول الله إن عمك الضال قد مات ( 2 ) . فقال لي : فواره ، و لا تحدثن شيئا حتى تأتيني . قال : فواريته ، فأمرني فاغتسلت ثم دعا لي بدعوات . ما أحب أن لي بهن ما على الارض من شيء . [ 617 ] علي بن عبد الحميد ، ، باسناده ، عن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه ، قال : شكا علي إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ، أنه يفلت القرآن من قلبه . فقال له : يا علي ألا اعلمك كلمات يثبتن القرآن في قلبك ؟ قل : أللهم ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني ، و ارحمني من تكلف ما لا يعنيني ، و ارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، و الزم قلبي حفظ


1 - أبو سفيان ، وكيع بن الجراح بن مليح الرواسي ، ولد بالكوفة 129 ه و توفي راجعا من الحج بفيد 197 ه .

2 - و هذه الرواية بما فيها من الاضطراب تعارضها روايات اخرى ، منها ما رواه وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي ذر الغفاري قال : و الله الذي لا إله إلا هو ما مات أبو طالب حتى أسلم . و أما هذه الرواية التي ذكرها المؤلف فقد رواها المفيد بصورة صحيحة راجع تخريج الاحاديث . الكلام حول إيمان أبي طالب فسوف يأتي في ج 13 من الكتاب إن شاء الله .

(299)

كتابك كما علمتني ، و اجعلني أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، أللهم نور بكتابك بصري ، و فرج به قلبي ، و استعمل به جسدي ، و وفقني لذلك إنه لا يوفقني إلا أنت ، لا حول و لا قوة إلا بالله . قال : فقلت ذلك ، فما تفلت مني بعد ذلك شيء منه . [ 618 ] أحمد بن شعيب النسائي ، باسناده ، عن عمرو بن ميمون ( 1 ) ، أنه قال : إني لجالس عند عبد الله بن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا له : إما أن تقوم معنا ، و إما أن يخلونا هؤلاء الذين معك ، فإنا أردنا أن نسألك عن شيء فيما بيننا و بينك . قال : بل أنا أقوم معكم [ قال : و هو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ] ( 2 ) قال لنا : تحدثوا . و قام فخلا معهم ، فلا أدري ما قالوا ، إلا أنه جاء و هو ينفض ثوبه ، و يقول : اف و تف يقعون في رجل له عشر خصال ( 3 ) ما منها خصلة إلا و هي خير من الدنيا بما فيها . وقعوا في رجل قال رسول الله صلى الله عليه و آله : لابعثن رجلا يحب الله و رسوله ، و يحبه الله و رسوله لا يخزيه الله أبدا ، فاستشرف لذلك من استشرف . فقال : أين علي ؟ فوجد يطحن ، و ما كان أحدهم ليطحن ، فدعي ، و هو أرمد ، و لا يكاد أن يبصر ، فنفث في عينيه ، و دعا له ، ثم أخذ الراية فهزها ثلاثا ، ثم دفعها اليه . فجاء بصفية بنت حي ( فأخذها منه ) ( 4 ) .


1 - أبو عبد الله أو أبو يحيى عمرو بن ميمون الاودي المتوفى 75 ه .

2 - ما بين المعقوفتين موجود في خصائص أمير المؤمنين ص 62 .

3 - و في خصائص النسائي : اف و تف وقعوا في رجل له بضع عشر .

4 - ما بين القوسين زيادة من نسخة - ب - .

(300)

و بعث أبا بكر بسورة التوبة ، و بعث عليا خلفه فأخذها منه ، و قال : لا يذهب بها إلا رجل مني ، و علي مني و أنا منه . و دعا رسول الله صلى الله عليه و آله عليا و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السلام و مد عليهم ثوبا ، و قال : أللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا . و كان أول من أسلم من الناس بعد خديجة . و ألبسه النبي صلى الله عليه و آله ثوبه في الليلة التي أمره جبرائيل بالخروج فيها إلى الغار . [ و شرى على نفسه ] ( 1 ) و نام على فراشه فجعل المشركون يرمونه ، و هم يحسبون أنه نبي الله عليه السلام ، فجاء أبو بكر اليه ، فقال : أين رسول الله ؟ فقال : ذهب نحو بئر ميمونه ( 2 ) ، فاتبعه ، فدخل معه الغار ، و المشركون يرمون عليا صلوات الله عليه حتى أصبح . و خرج الناس في غزوة تبوك ، فقال علي صلوات الله عليه : أخرج معك يا رسول الله ؟ فقال : لا . فبكى ! فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي . ثم قال : أنت خليفتي على كل مؤمن من بعدي . و سد أبواب المسجد غير باب علي عليه السلام . و كان يدخل المسجد و هو جنب ، و هو طريقه ليس له طريق غيره . و قال : من كنت وليه فعلي وليه . قال ابن عباس : و أخبرنا الله سبحانه في القرآن أنه قد رضي عن


1 - خصائص النسائي : ص 63 .

2 - بئر ميمونة : منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر الحضرمي حفرها بأعلى مكة في الجاهلية و عندها قبر أبي جعفر المنصور . ( معجم البلدان 1 / 436 ) .




/ 88