فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : إن لكل نبي رفيقا و هو أول من يؤمن به من أمته . و أنت أول من آمن بي ، فأنت لي رفيقي في الجنة ( 1 ) . فأنزل الله عز و جل : " أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا " ( 2 ) . فقال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : يا علي قد أنزل الله عز و جل جواب ما سألت عنه و جعلك رفيقي في الجنة و أنت الصديق الاكبر ، لانك أول من أسلم . [ 701 ] أحمد بن محمد بن زياد ابن الاعرابي ، باسناده ، عن ابن عباس ، قال ( 3 ) : لما أنزلت " إنما أنت منذر و لكل قوم هاد " ( 4 ) . قال رسول الله صلى الله عليه و آله : أنا المنذر ، و علي الهادي ، بك يا علي يهتدي المهتدون . [ 702 ] و بآخر ، عن ابن عباس أيضا ، أنه قال : في قول الله عز و جل " السابقون السابقون أولئك المقربون " ( 5 ) . قال : سابق هذه الامة علي بن أبي طالب ( 6 ) . [ 703 ] محمد بن سنان ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ، أنه قال 1 - هكذا في الاصل ، و في نسخة ه : رفيقا ، و هو أول من آمن به ، فأنت رفيقي في الجنة فأنزل الله . 2 - النساء : 69 . 3 - و في الاصل : قال له . 4 - الرعد : 7 . 5 - الواقعة : 11 . 6 - و ينسب اليه عليه السلام : سبقتكم إلى الاسلام طرا صغيرا ما بلغت أوان حلمي
(351)
في قول الله عز و جل : " و ربك يخلق ما يشاء و يختار " ( 1 ) . قال : اختار محمدا صلى الله عليه و آله و أهل بيته . [ 704 ] و قال في قول الله عز و جل " و ليعلمن الله الذين آمنوا " ( 2 ) : يعني بولاية علي عليه السلام " و ليعلمن المنافقين " يعني الذين كفروا ولايته . [ 705 ] و منه قول رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق . [ 706 ] و قول بعض أصحابه ( 3 ) ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله إلا ببغضهم عليا عليه السلام . [ 707 ] و إنه سئل عن قول الله عز و جل : " ذلك بأنهم ابتعوا ما أسخط الله و كرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " ( 4 ) . و قوله : " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله و سنطعكم في بعض الامر و الله يعلم أسرارهم " ( 5 ) . قال : إن رسول الله صلى الله عليه و آله أخذ عليهم المواثيق مرتين لاميرالمؤمنين علي عليه السلام : فقال : هل تدرون من وليكم بعدي ؟ فقالوا : الله و رسوله أعلم . قال : إن الله عز و جل يقول : " و إن تظاهرا عليه فان الله هو مولاه و جبريل و صالح المؤمنين " ( 6 ) و أشار إلى علي عليه السلام فهو 1 - القصص : 68 . 2 - العنكبوت : 11 . 3 - و هو أبو سعيد الخدري ، راجع تخريج الاحاديث . 4 - محمد : 28 . ( 5 ) محمد : 26 . ( 6 ) التحريم : 4 .
(352)
وليكم بعدي . و الثانية : أشهدهم على أنفسهم يوم غدير خم . و قد كانوا يقولون : إن قبض - يعنون محمدا رسول الله - لا نرجع الامر في آل محمد ، و لا نعطيهم الخمس ، فأطلع الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و آله على أمرهم ، و أنزل عليه " أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون . أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم و نجواهم بلى و رسلنا لديهم يكتبون " ( 1 ) . و أنزل عليه : " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض و تقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم . أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها . إن الذين أرتذوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم و أملي لهم " ( 2 ) . [ 708 ] و قال في قوله الله عز و جل : " و يزداد الذين آمنوا " إيمانهم لمحمد و " إيمانا " ( 3 ) بولاية علي عليه السلام . [ 709 ] و سئل عن قول الله عز و جل : " قل إني لا أملك لكم ضرا و لا رشدا . قل إني لن يجيرني من الله أحد " إن عصيته فيما أمرني " و لن أجد من دونه ملتحدا . إلا بلاغا من الله و رسالاته و من يعص الله و رسوله " في ولاية علي " فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا " ( 4 ) . قال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله : الذي كرهتموه من ولاية علي ليس هو لي و لا عن أمري هو لله عز و جل أمرني به و لا أعصيه ، و لو عصيته لعذبني كما تواعدني . 1 - الزخرف : 79 و 80 . 2 - محمد : 22 - 25 . 3 - المدثر : 31 . 4 - الجن : 21 - 23 .
(353)
[ 710 ] و عنه عليه السلام ، أنه قال : نزل في علي عليه السلام من سورة هل أتى على الانسان ( 1 ) قوله " إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا " إلى [ قوله تعالى ] " إن هذا كان لكم جزاء و كان سعيكم مشكورا " ( 2 ) . و قال عليه السلام : من أراد أن يعرف ما أنزل الله عز و جل فينا و ما أنزل في عدونا فليقرأ سورة : " الذين كفروا و صدوا " ( 3 ) ، فإنها نزلت آية فيهم و آية فينا . [ 711 ] الحسن بن و اسم ، باسناده ، عن طاووس قال : نزلت في علي عليه السلام سبعون ( 4 ) آية من كتاب الله عز و جل ما يشركه فيها أحد من الناس . [ 712 ] سعد ( 5 ) بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن علي عليه السلام أنه قال : نزل القرآن أرباعا ، فربع فينا ، و ربع في عدونا ، و ربع سير و أمثال ، و ربع فرائض و أحكام . و لنا كرائم القرآن . فهذا يغني عن التطويل و الاكثار . و من نزل فيه ربع القرآن و كان له كرائمه مع ما ذكرناه أن نص عليه فيه بعد ما تركنا ذكر ما رأينا أن العامة لم تروه ، و كرهنا ذكره لان لا تعرضه لتكذيبها به اذ فيها ذكرنا من ذلك ما لا 1 - قال المغفور جدنا آية الله الخراساني في كتاب الالفين ص 105 : و إنما الابرار في النص الجلي سيدهم بالقطع مولانا علي آيات هل أتى لمن ، و هل أتى إلا لمن أنزل فيه لا فتى 2 - الانسان : 5 - 22 . 3 - سورة محمد صلى الله عليه و آله . 4 - هكذا في نسخة ه ، و في الاصل : تسعون . 5 - و في كلا النسختين : سعيد .
(354)
يدفع فضل من نزل فيه من سمعه ، و لا يقس ( 1 ) به غيره و في ذلك كفاية و بلاغ لذوي الالباب . 1 - هكذا في نسخة ه ، و فى الاصل : و لا يلبس .
(355)
[ زواج فاطمة بعلي ] و مناقب و مآثر و فضائل لعلي عليه السلام من وجوه شتى [ 713 ] محمد بن مسلم أبو عبد الله الرازي ، باسناده ، عن عبد الله بن عباس ، قال : كانت فاطمة عليه السلام تذكر لرسول الله صلى الله عليه و آله ، و كان لا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها ، فلقي سعد بن معاذ الانصاري ( 1 ) عليا عليه السلام ، فقال له : و الله ما أرى النبي صلى الله عليه و آله يريد بها غيرك . فقال علي عليه السلام : أ ترى ذلك ؟ فو الله ما أنا بواحد من الرجلين ما أنا بصاحب دنيا يلتمس لها ما عندي منها ، لقد علم أنه مالي صفراء و لا بيضاء ، و ما أنا بالكافر الذي يترفق به عن دينه و يتألفه ، إني لاول من أسلم . قال : أعزم عليك لتفرجها عني ، فإن لي فرجا . [ لتفعلن ] ( 2 ) . قال : أقول ماذا ؟ قال : تقول جئت خاطبا إلى الله و رسوله فاطمة بنت رسول الله 1 - سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الاوسي من أهل المدينة سيد الاوس و حامل لوائهم في بدر واحد ، و يوم خندق رمي بسهم ادى إلى وفاته سنة 5 ه ، و دفن بالبقيع عن عمريناهز 37 سنة و حزن عليه الرسول صلى الله عليه و آله . 2 - ما بين المعقوفتين من كشف الغمة 1 / 370 .
(356)
صلى الله عليه و آله و عليها . فانطلق علي حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و آله ، فأراد أن يتكلم ، فانحصر عن الكلام حياء و إجلالا لرسول الله صلى الله عليه و آله . فلما رأى ذلك قال : كأن لك يا علي حاجة ، فتكلم بما تريده ! قال : نعم إني جئت خاطبا إلى الله و رسوله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و آله . فقال له النبي صلى الله عليه و آله : مرحبا ، كلمة ضعيفة ( 1 ) . فاستحى علي عليه السلام فرجع إلى سعد . فقال له : ما فعلت ؟ قال : فعلت الذي أمرتني به . فما زاد علي أن رحب بي ، و قال كلمة ضعيفة . فقال سعد : قد أنكحك و الذي بعثه بالحق نبيا ، لانه لا خلف عنده ، و لا كذب ، أعزم عليك لتأتينه ، فلتقولن متى تبنيني بأهلي يا رسول الله ؟ قال علي عليه السلام : هذه أشد من الاولى ، بل أقول حاجتي لرسول الله صلى الله عليه و آله ؟ قال سعد : قل كما أمرتك . فانطلق علي عليه السلام حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و آله . فقال له : متى تبنيني بأهلي يا رسول الله ؟ : قال الليلة إن شاء الله . [ ثم انصرف ] . 1 - و في كشف الغمة : مرحبا و حبا . و لم يزده على ذلك ثم تفرقا .