طالب عليه السلام ؟ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ( 1 ) من ركب فيها نجا و من تخلف عنها غرق ؟ أما تذكر يوم كنا بباب رسول الله صلى الله عليه و آله فخرج إلينا ، فقال : إن إبراهيم خليل الله ، و موسى كليم الله ، و عيسى روح الله ، و أنا حبيب الله ، و علي بن أبي طالب وديعتي عند الله ؟ أو ما تذكر إذ كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه و آله إذ أقبل يسير على رجليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : و الذي نفسي بيده لئن شئتم لارينكم أي الناس شبها و منطقا بإبراهيم خليل الرحمان عليه السلام . قالوا : و من هو يا رسول الله ؟ قال : هذا المقبل علي بن أبي طالب ، نور الله بين عينه . فرفعوا أبصارهم فإذا وجه علي عليه السلام يضي مثل الشمس . [ 751 ] سعيد بن نوح العجلي ، باسناده ، عن أنس بن مالك . قال : كنت خادم رسول الله صلى الله عليه و آله فسمعته يقول : ليدخلن علي اليوم البيت رجل هو خير الاوصياء ، و سيد الشهداء ، و أقرب الناس يوم القيامة [ الي ] مجلسا ( 2 ) . 1 - لقد عثرت لجنة التنقيب عن الآثار السوفيتية في منطقة وادي قاف على قطع من هذه السفينة و على قطعة خشبية مكتوب عليها باللغة السامانية كلمات ترجمها العالم البريطاني إيف ماكس ( أستاذ الالسن القديمة في جامعة ما نجستر ) إلى الانكليزية ، و إليك ترجمتها بالعربية : يا إلهي و يا معيني برحمتك و كرمك ساعدني و لاجل هذه النفوس المقدسة محمد و إيليا شبر شبير فاطمة الذين هم جميعهم عظماء و مكرمون ، العالم قائم لاجلهم ، ساعدني لاجل أسمائهم . و لا يخفى أن هذه اللوحة موجودة في متحف الآثار القديمة في موسكو . و أن إيليا و شبر و شبير يعني بالعربية علي و الحسن و الحسين . 2 - و في أمالى الصدوق ص 175 : و أدنى الناس منزلة من الانبياء .
(407)
قال أنس بن مالك ، فقلت : أللهم اجعله رجلا من الانصار ، فدخل علي عليه السلام في ذلك اليوم . فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : و مالي لا أقول هذا فيك ، و أنت تبرأ ذمتي و تحفظ وصيتي . [ 752 ] حسن بن حريث بن عمارة ( 1 ) ، باسناده ، عن جابر بن عبد الله ، أنه سئل عن علي عليه السلام ، قال : ذلك خير البشر من سك فقد كفر . 1 - هكذا في نسخة ه و في الاصل : حسن بن حر بن أبو عمار . و المفروض أن يكون : بن أبي عمار فلا حظ .
(408)
[ علي مع الملائكة ] قول الملائكة في علي عليه السلام و عونهم إياه و ما جاء عنهم فيه [ 753 ] سعد بن طريف ، باسناده ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، أنه قال : زارت الملائكة رسول الله صلى الله عليه و آله ، فجاء عمر يريد أن يدخل اليه ، و علي عليه السلام بالباب ( 1 ) . فقال له عمر : أتأذن لي ؟ فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه و آله على حاجة . و علي عليه السلام يمسح العرق عن وجهه و يحسب بيده ، فانصرف عمر ، ثم عاد ، فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه و آله على حاجة ، ثم جاء الثالثة ، فقال : يا عمر إن رسول الله صلى الله عليه و آله زاره اليوم ثلاثمائة و ستون ملكا ، فهو معهم مشغول عنك و عن غيرك . فانصرف عمر ، فلما أن صلى الظهر أتى إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول الله أتيت اليوم إليك مرارا فردني علي و زعم أنه زارك اليوم ثلاثمائة و ستون ملكا . فدعا رسول الله صلى الله عليه و آله عليا عليه السلام ، فقال له : 1 - و في بحار الانوار 39 / 112 : أن رسول الله صلى الله عليه و آله دعا عليا فقال : يا علي ، احفظ علي الباب فلا يدخلن أحد اليوم فإن ملائكة من ملائكة الله استأذنوا ربهم أن يتحدثوا لي اليوم إلى الليل ، فاقعد ، فقعد علي عليه السلام على الباب .
(409)
يا علي ، ما أعلمك أنه زارني اليوم ثلاثمائة و ستون ملكا . قال : يا رسول الله ، أحصيت سلامهم عليك . فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : و الذي نفسي بيده ، ما زدت و لا نقصت قلامة ظفر و لقد أحصيت عددهم . [ 754 ] محمد بن عيسى النخعي ، باسناده ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، أنه قال : لما أن أمر الله عز و جل نبيه صلى الله عليه و آله بالهجرة ، و أعلمه بما عقد ( 1 ) المشركون من أن يثبوه ليقتلوه ، و أمر عليا عليه السلام بأن يضطجع مضجعه ، ففعل ، فأوحى الله عز و جل إلى جبرائيل و ميكائيل عليهما السلام : إني قد آخيت بينكما و إني قابض روح أحدكما ، فاختارا ، أيكما أقبض روحه ؟ فكلاهما أحب الحياة و كره الموت . فأوحى الله عز و جل إليهما : ما أنتما في مواساتكما كمواساة علي لمحمد ، فانطلقا ، فاحفظاه من كل سوء من عدوي وعدوه حتى يصبح . فهبطا ، فقعد أحدهما عند رأسه ، و الآخر عند رجليه ، و هما يقولان : بخ بخ لك يا علي المحبوب المواسي بنفسه . [ 755 ] أبو عثمان ( 2 ) قاضي الموصل ، باسناده ، عن أبي أيوب الانصاري ( 3 ) أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : لقد صليت و علي بن أبي طالب سبع سنين و ذلك أنه لم يؤمن ذكر من قبله ، و ذلك قول الله عز و جل " الذين يحملون العرش و من حوله 1 - هكذا في نسخة ه و في الاصل : بما عقل . 2 - و في نسخة الاصل : أبو غسان . 3 - و هو خالد بن زيد بن كعب بن ثعلبة من بني النجار ، توفي 51 ه .
(410)
يسبحون بحمد ربهم و يؤمنون به و يستغفرون " ( 1 ) لمن في الارض و كان ذلك لي و لعلي و خديجة بنت خويلد ، ثم لمن آمن من بعد . [ حديث الناقة ] [ 756 ] محمد بن مالك ، باسناده ، عن جابر بن عبد الله ، أنه قال : خرج علي عليه السلام و معه إزار ، فباعه بستة دراهم في سوق المدينة ، و أقبل ليبتاع بها طعاما لعيال رسول الله صلى الله عليه و آله فلقيه سائل . فقال يا أبا الحسن عادتك الجميلة ، فدفع اليه الستة الدراهم ، و أقبل بلا شيء ، فلما أن صار في بعض الطريق لقي أعرابيا و معه ناقة . فقال : له الاعرابي : هل تشتري مني هذه الناقة ؟ قال له : ليس معي ثمنها . قال : أنا أصبر عليك . قال [ أمير المؤمنين ] : بكم هي ؟ قال [ الاعرابي ] : بمائة درهم . قال [ أمير المؤمنين ] : أخذتها . قال : فدفعها اليه ، فأخذها علي عليه السلام منه ، ثم وقف عليهما أعرابي آخر . فقال لعلي عليه السلام : أ تبيع الناقة ؟ قال : نعم . قال [ الاعرابي ] بكم هي ؟ قال : أخذتها من هذا بمائة درهم بنظرة فأعط ما شئت ؟ 1 - غافر : 7 .
(411)
قال : أعطيك مائة و ستين درهما نقدا . قال [ أمير المؤمنين ] : هي لك . فوزن الدراهم ، فاستوفى البائع المائة ، و أتى عليه السلام بستين درهما فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليه و آله . فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله ، و قال : نعم البائع ، و نعم المشتري . يا علي ، أما البائع منك فجبرائيل ، و أما المشتري منك فميكائيل . أعطيت ستة ، فاعطيت ستين ، و لو زدت لزادك ، و لو دنقت لدنق عليك ، ألا إن الله عز و جل انتجبك ، فهداك . [ 757 ] محمد بن إسماعيل ، باسناده ، عن عبد الله بن عباس ، أنه قال : قدم علي عليه السلام من بعض غزواته المباركة . فقال له النبي صلى الله عليه و آله : يا على إن جبرائيل يقرئك السلام ، و أخبرني أنه عنك راض . قال : فبكى علي عليه السلام . فقال له النبي صلى الله عليه و آله : أ فرحا بكيت يا علي ؟ قال : فكيف لا أفرح يا رسول الله ؟ و أنت تخبرني برضاء جبرائيل عني . فقال : يا علي إن الله عز و جل و ملائكته و رسوله عنك راضون ، و لو لا أني أخاف أن يقول فيك الناس ما قالت النصارى في عيسى بن مريم عليه السلام لقلت فيك اليوم قولا ما تمر بملا من أمتي ( 1 ) إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ، يرجون بذلك البركة و الرحمة . 1 - و في مقتل الخوارزمي 1 / 46 : لا تمر بأحد من المسلمين .
(412)
[ 758 ] إسحاق بن وهب بن زياد ، باسناده ، عن جابر عن عبد الله ، أنه قال : لما أن قدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه و آله بفتح خيبر . قال له رسول الله صلى الله عليه و آله : يا علي ، إني أخبرت خبرك و اوتيت مناي فيك ، و إني عنك راض . قال : فدمعت عينا علي عليه السلام . فقال له رسول الله صلى الله عليه و آله : لا تبك فان الله و ملائكته و رسله و جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل عنك راضون ، و لو لا أن تقول أمتي فيك ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر على ملا من الناس قلوا أو كثروا إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ، و فضل طهورك ، يلتمسون به البركة و يستشفون به ، و لكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وإنك ترثني وارثك ، و إن ولدك ولدي ، و حربك حربي ، و سلمك سلمي ، و إن سرك سري ، و علانيتك علانيتي ، و إن سريرة صدرك كسريرة صدري ، و إن الايمان قد خالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي ، وإنك تنجز عداتي ، و تقاتل على سنتي ، وإنك أول من يرد الحوض علي ، وإنك على الحوض خليفتي ، و إن الحق بين عينك و في قلبك و على لسانك ، وإنك تكسى إذا كسيت ، و تحلى إذا حليت و تعطى إذا أعطيت ، و إن شيعتك يوم القيامة على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي ، أشفع لهم ، و يكونون في الجنة جيراني ، و كل مبغض لك و أهل بيتك يذاد عن حوضي . قال : فخر علي ( 1 ) عليه السلام ساجدا ، ثم رفع رأسه إلى السماء 1 - هكذا في نسخة ه - و في الاصل : فخر رأسه علي .