و جعله من بعه نبيا ، و لو لا أن الله عز و جل ختم بي المرسلين و قضى أنه لا نبي بعدي لكنت يا علي من بعدي نبيا . و لكن الله عز و جل قد اختارك لي وصيا هاديا لامتي من بعدي ، فأنت صديقها و سائقها و قائدها إلى الجنة برحمة الله عز و جل . [ 835 ] يحيى بن الحسن ، باسناده ، عن أنس بن مالك ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : إن علي بن أبي طالب ليزهر في الجنة لاهل الجنة ككوكب الصبح لاهل الدنيا . [ 836 ] و بآخر ، عنه ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يوما - و أنا بين يديه أخدمه - يقول : ليدخلن علي الساعة من هذا الباب رجل هو خير الاوصياء و سيد الشهداء ، و أقرب الناس من النبيين يوم القيامة مجلسا . قال أنس بن مالك : أللهم اجعله من الانصار . فدخل عليه علي بن أبي طالب عليه السلام . [ 837 ] أبو البختري ( 1 ) ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه صلوات الله عليهما ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : منزلتي و منزلتك يا على في الآخرة متواجهتان كمنزلتي الاخوان . [ 838 ] مالك بن أنس ( 2 ) ، باسناده ، عن أنس بن مالك ، أنه قال : لما آخى رسول الله صلى الله عليه و آله بين أصحابه جاء علي بن أبي طالب عليه السلام فقام قائما بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله ، ثم 1 - و أظنه وهب بن وهب . 2 - أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك الاصبحي الحميري واحد الائمة الاربعة عند أهل السنة و اليه تنسب المالكية ، مولده و وفاته في المدينة 93 ه - 179 ه .
(477)
قال : يا رسول الله ، قد رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت ، و تركتني ، فإن يكن ذلك لموجدة منك علي فلك العتبي ، فقد ضاقت علي الارض برحبها . فتبسم اليه رسول الله صلى الله عليه و آله و قال : ما الذي فعلت بأصحابي ، و لم أفعله بك يا علي ؟ قال : آخيت بين كل اثنين منهم و أعطيت كل واحد منهم فضيلة و تركتني . فقال له : مه يا علي ، تركتك لنفسي أنت أخي و وصيي ، و أنت معي في الجنة في قصر مع فاطمة زوجتك في الدنيا و الآخرة إبنتي و مع الحسن و الحسين ابني و ابنيكما . يا علي إنما مثلنا مثل الشجرة أنا أصلها و أنت فرعها و فاطمة أغصانها و الحسن و الحسين ثمارها . يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . يا علي يدك في يدي حتى أدخل الجنة . يا علي إن الله عز و جل يبعث مناديا يوم القيامة من بطنان العرش مناديا ينادي : معشر الخلائق ، غضوا أبصاركم و طأطئوا رؤوسكم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط . يا علي إنه من أحبك في حياتي و بعد وفاتي كنت له آمنا و أمانا ما طلعت الشمس و ما غربت . يا على إنه من أبغضك في حياتي و بعد موتي مات ميتة جاهلية ، و حوسب بعمله في الاسلام . يا علي أنت معي في الجنة . يا علي و خصلة اخرى ادخرها الله عز و جل لك .
(478)
قال : يا رسول الله ، و ما هي ؟ قال : إن لواء الحمد يوم القيامة بيدي و أنت معي تسقي المؤمنين من حوضي ، فإذا سرنا إلى الجنة أعطيتك لواء الحمد ، و قدمت به بين يدي ، و هم خلفي . يا علي و من أبغضك أبغضني ، و من أبغضني أبغضه الله ، و من أبغضه الله أصلاه جهنم و ساءت مصيرا . [ 839 ] عبد الرحمن بن صالح ، باسناده ، عن أبي ذر ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول لعلي عليه السلام : أنت أول عن آمن بي ، و أول من يصافحني يوم القيامة ، و أنت الصديق الاكبر ، و أنت الفاروق تفرق بين الحق و الباطل ، و أنت يعسوب المؤمنين ، و المال يعسوب الظلمة . قد ذكرت فيما تقدم من الاخبار كثيرا مما جرى فيها ذكر ما أفردت له هذا الباب من شهادة رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي صلوات الله عليه بالجنة ، و اختصاصه بما أعد الله عز و جل له فيها من الكرامة و المنزلة التي لا تنبغي إلا لمن قام مقامه ، وحل محله من الوصية و الامامة ، و المقام الذي أقامه له رسول الله صلى الله عليه و آله و إن كان قد عهد الجنة لغيره ، فإنه لم يأت عنه أنه بلغ بأحد منهم في ذلك مبلغه ، و لا ذكر فيه مثل ما ذكر في علي عليه السلام . و قد وعد الله عز و جل المؤمنين الجنة ، و لكنه لم يجعل لهم فيها مثل هذه المنازل و الدرجات التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام و في ذلك أبين البيان على مقامه ، و أنه كما قال فيه ، و نص عليه فيما ذكره وصيه من بعده كأحد أوصياء النبيين بعدهم و أفضلهم ، و صاحب أمر الامة بعده كما كان ، كذلك وصي كل ني ، و صاحب أمر أمته من بعده ، و بانه لم بكن يجب لاحد أن يتقدم عليه ، و لا أن يدعي مقامه بعد رسول الله صلى الله عليه و آله .
(479)
فضائل أهل البيت ( ع ) و مما جاء في الاخبار مجملا في ذكر أهل بيت رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين : [ 840 ] أبو غسان ، باسناده ، عن أبي ذر رضوان الله عليه ، أنه أخذ بحلقتي باب الكعبة ، و قد اجتمع الناس للموسم ( 1 ) ، و حول وجهه إلى الناس و هم أجمع ما كانوا في الطواف حول البيت . فقال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، و إلا فأنا أعرفه بنفسي ، أنا أبو ذر الغفاري ، لا أخبركم إلا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و آله ، سمعته يقول : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، و عترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، [ ألا و إن ] مثلهما فيكم ( 2 ) سفينة نوح من ركبها نجا ، و من تخلف عنها غرق . [ 841 ] و بآخر ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : إني تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض طرف منه عند الله ، و طرف منه في 1 - أي : موسم الحج . 2 - هكذا صححناه من كتاب البحار 23 / 134 الحديث 74 . و في الاصل : مثلهما مثل سفينه .
(480)
أيديكم ، فاستمسكوا به ، و عترتي . قال فضيل : فقلت لعطية ( 1 ) : ما عترته ؟ قال : أهل بيته . [ أقول : ] و قول أصحاب اللغة في هذا أوضح و أصح . قال الخليل ( 2 ) بن أحمد : عترة الرجل أقرباؤه من ولده و ولد ولده و بني عمه . فولد رسول الله صلى الله عليه و آله فاطمة و ولد ولده الحسن و الحسين و ابن عمه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين . [ 843 ] إسماعيل بن أبان ، باسناده ، عن علي عليه السلام : أن رجلا سأله ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قوله الله عز و جل : " أ فمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه " ( 3 ) من عني به ؟ فقال علي عليه السلام : و الذي نفسي بيده ، ما أحد ضرب عليه المواسي من قريش إلا و قد نزل فيه من كتاب الله طائفة . و الذي نفسي بيده ، ما قضاه الله عز و جل لنا أهل البيت على لسان نبيه صلى الله عليه و آله أحب الي من أن يكون لي [ ملء ] هذه الرحبة ذهبا و فضة ، و ما بي إلا يكون قد جف و جرى القلم بما هو كائن . و لكن لتعلموا ، و الله ما مثلنا في هذه الامة إلا كمثل سفينة نوح في قومه ، أو باب حطة في بني إسرائيل . 1 - و في بحار الانوار 23 / 131 الحديث 64 : فقلت لابي سعيد : من عترته . 2 - هكذا في نسخة و ، و في الاصل : قال قيل بن . 3 - هود : 17 .
(481)
[ حديث الثقلين ] [ 843 ] أبو نعيم ، عن زيد بن أرقم ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يوم غدير خم و هو يقول : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ( 1 ) من استمسك به كان على الهدى ، و من تركه كان على الضلالة ، و أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي - يقولها ثلاثا - . قال : فقلنا له : من أهل بيتك يا رسول الله ( 2 ) الدواوين ؟ قال : آل علي و آل جعفر و آل العباس و آل عقيل الذي لا يأكلون الصدقة . [ 844 ] أبو نعيم ، باسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : قد خلفت فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر سببا موصولا من السماء إلى الارض : كتاب الله ، و عترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . [ فقلت لابي سعيد : من عترته ؟ قال : أهل بيته ] ( 3 ) . [ 845 ] أبو نعيم أيضا ، باسناده عن النبي صلى الله عليه و آله ، أنه قال : اشتد غضب الله على اليهود [ أن قالوا : عزير بن الله ] و اشتد غضب الله على النصارى [ أن قالوا : المسيح ابن الله ] ( 4 ) و اشتذ غضب الله على من 1 - و في نسخة و : كتاب الله و عترتي . 2 - و في فرائد السمطين 2 / 250 : قلنا : من أهل بيته ، نساؤه ؟ قال : لا ، أهل بيته ، أهله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده آل علي . الحديث . 3 - معاني الاخبار : ص 90 . 4 - ما بين المعقوفتين من كنز العمال : 1 / 67 .
(482)
آذاني في عترتي من بعدي . [ 846 ] الدغشي ، باسناده ، عن علي عليه السلام ، أنه قال : إن في الجنة لؤلؤتين في بطنان العرش ، أحدهما بيضاء و الاخرى صفراء ، في كل لؤلوة منها سبعون ألف غرفة أبوابها و أسرتها منها ( 1 ) . فالبيضاء لمحمد و أهل بيته ( عليهم السلام أجمعين ) و الصفراء لابراهيم و أهل بيته عليهم السلام . قال الدغشي : فقلت لسعيد بن طريف : ما بطنان العرش ؟ قال : وسطه . [ 847 ] الليث بن سعد ، باسناده ، عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، أنه قال : إني كائن لكم يوم القيامة فرطا على الحوض ، و إني أسائلكم عن اثنتين : عن القرآن ، و [ عن ] عترتي . [ 848 ] يحيى بن سلام ، باسناده ، عن رسول الله صلى الله عليه و آله ، أنه قال : أتاني جبرائيل عليه السلام ، فقال : الله عز و جل قد بعثني إلا بلاده و عباده هو أعلم بعباده و بلاده مني ، فقلبت أسفلها أعلاها ، فلم أجد فيها قبيلا أفضل من العرب . ثم بعثني إلى العرب ، فقلبت أسفلها أعلاها فلم أجد فيها قبيلا أفضل من قريش . ثم بعثني إلى قريش ، فقلبت أسفلها أعلاها ، فلم أجد فيها قبيلا أفضل من بني هاشم . ثم بعثني إلى بني هاشم فقلبت أسفلها أعلاها فلم أجد فيها أفضل من بني عبد المطلب . ثم بعثني إلى بني عبد المطلب فقلبت أسفلها أعلاها فلم أجد أحدا . 1 - و في عمدة ابن البطريق : أبوابها و أكوابها من عرق واحد .