[ من هم المستضعفون ؟ ] [ 890 ] فضالة بن أيوب ( 1 ) ، عن عثمان بن أبان ، قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام : إذا سمعتم الله عز و جل ذكر أحدا في كتابه ممن مضى بخير ، فنحن مثلهم ، و إذا ذكر أحدا من هذه الامة بخير ، فنحن هم . قال : و سألته عن قول الله عز و جل : " و المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها و اجعل لنا من لدنك وليا و اجعل لنا ، من لدنك نصيرا " ( 2 ) . قال : نحن أولئك . [ آية المودة ] [ 891 ] محمد بن خالد ، باسناده ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، أنه سئل عن قول الله عز و جل : قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ( 3 ) 1 - الازدي سكن الاهواز ثقة في حديثه مستقيما في دينه ( النجاشي : 311 ) . 2 - النساء : 75 . 3 - الشورى : 23 .
(505)
فقال : إن الله عز و جل علم أن قوما يحبون رسول الله صلى الله عليه و آله و يبغضون قرابته ، و كره لنبيه صلى الله عليه و آله أن يكون في قلبه على أحد من المؤمنين شيء ، ففرض مودة أهل بيته ، فمن عمل ذلك عمل بفريضة الله و من تركها ترك ما فرض الله عليه . [ 892 ] حماد بن عيسى ، باسناده ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه سئل عن قول الله عز و جل : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات " ( 1 ) . قال : فينا أنزلت ، أورث الله عز و جل الكتاب الائمة منا . و قوله " فمنهم ظالم لنفسه " يعني منهم من لا يعرف إمام زمانه و لا يأتم به فهو ظالم لنفسه بذلك . و قوله : " و منهم مقتصد " : يعني من هو منهم في النسب ممن عرف إمام زمانه و ائتم به و اتبعه فاقتصد سبيل ربه بذلك و " السابق بالخيرات " هو الامام منا . [ 893 ] محمد بن إسماعيل ، باسناده ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه سئل عن قول الله عز و جل حكاية عن إبراهيم عليه السلام : " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " ( 2 ) . فقال : نحن تلك الذرية . 1 - فاطر : 32 . 2 - إبراهيم : 37 .
(506)
[ كونوا مع الصادقين ] [ 894 ] موسى بن إسحاق ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ، أنه قال في قول الله عز و جل : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين " ( 1 ) . قال : نحن الصادقون ما حملناه ( 2 ) إليكم عن رسول الله صلى الله عليه و آله و عنه تبارك اسمه . [ النظر إلى أربع عبادة ] [ 895 ] محمد بن عبد الله الحلبي ، باسناده ، عن عبد الله بن مسعد ، أنه كان يقول : النظر إلى أهل بيت النبي عبادة ، و النظر إلى الكعبة عبادة ، و النظر إلى المصحف عبادة ، و النظر إلى الوالدين عبادة . [ 896 ] محمد بن عبيد الله ، باسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ، أنه قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي عليه السلام ابنته ام كلثوم . فقال علي عليه السلام : إنها صغيرة . فقال عمر : إنما أردت منها ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي ، 1 - التوبة : 119 . 2 - هكذا صححناه و في الاصل : عن حملناه .
(507)
به من أجله ( 1 ) . [ 897 ] جعفر بن الاحمر ، قال : دخلت على فطر الخياط - و قد اغمي عليه - ، فقرأت عند رأسه سورة ياسين ، فرفع رأسه الي . 1 - قال علي بن أحمد المتوفى 352 ه في الاستغاثة ص 91 مانصه : و أما تزويج عمر من أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام فانه حدثنا جماعة من مشايخنا الثقات ، منهم جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن أحمد بن الفضل ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سألت جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن تزويج عمر من ام كلثوم . فقال عليه السلام : ذلك فرج غصبنا عليه . و هذا الخبر مشكل لما رواه مشايخنا عامة في تزويجه منها و ذلك في الخبر : أن عمر بعث العباس بن عبد المطلب إلى أمير المؤمنين عليه السلام يسأله أن يزوجه ام كلثوم ، فامتنع عليه السلام . فلما رجع العباس إلى عمر يخبره امتناعه ، قال : يا عباس أيأنف من تزويجي ؟ و الله لئن لم يزوجني لاقتلنه . فرجع العباس إلى علي عليه السلام ، فأعلمه بذلك . فأقام علي عليه السلام على الامتناع ، فأخبر العباس عمر ، فقال له عمر : احضر في يوم الجمعة في المسجد و كن قريبا من المنبر لتسمع ما يجري فتعلم أني قادر على قتله إن أردت . فحضر العباس المسجد ، فلما فرغ عمر من الخطبة قال : أيها الناس إن هاهنا رجلا من أصحاب محمد و قد زنى و هو محصن و قد إطلع عليه أمير المؤمنين وحده ، فما أنتم قائلون ؟ فقال الناس من كل جانب : إذا كان أمير المؤمنين إطلع عليه فما الحاجة إلى أن يطلع عليه غيره و ليمض في حكم الله . فلما انصرف عمر ، قال للعباس : أمض إلى علي فاعلمه بما قد سمعته ، فو الله لئن لم يفعل لافعلن . فصار العباس إلى علي عليه السلام فعرفه ذلك . فقال علي عليه السلام : أنا أعلم أن ذلك مما يهون عليه و ما كنت بالذي أفعل ما يلتمسه أبدا . فقال العباس : لئن لم تفعله فأنا أفعل و أقسمت عليك أن لا تخالف قولي و فعلي . فمضى العباس إلى عمر ، فأعلمه أن يفعل ما يريد من ذلك فجمع عمر الناس فقال : إن هذا العباس عم علي بن أبي طالب و قد جعل اليه أمر ابنته ام كلثوم و قد أمره أن يزوجني منها ، فزوجه العباس بعد مدة يسيرة ، فحملوها اليه . و قال المفيد في المسائل السروية : إن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته من <
(508)
فقال لي : جعفر . قال : قلت : لبيك . قال : ما يسرني بحبي أهل بيت محمد صلى الله عليه و آله و عدد كل شعر في جسدي يذكر الله عز و جل و أنا أبغضهم . [ السوأل يوم القيامة ] [ 898 ] حسن بن حسين الانصاري ، باسناده ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : لا يزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسآل [ عن أربع ] : عن عمره فيما أفناه ، و عن جسده فيما أبلاه ، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه ، و عن حبنا أهل البيت . [ 899 ] محمد بن عبد الله ، باسناده ، عن علي عليه السلام ، أنه قال : صلى رسول الله صلى الله عليه و آله صلاة الفجر ، ثم التفت إلينا ، فنظر مليا ، ثم سجد ست سجدات . فقال له العباس : يا رسول الله ، ما هذا السجود ؟ عمر ثابت ، و طريقه من الزبير بن بكار ، و طريقه معروف لم يكن موثوقا به في النقل ، و كان متهما فيما يذكره من بغضه لامير المؤمنين عليه السلام و غير مأمون فيما يدعيه عنهم في بني هاشم ، و انما نشر الحديث أبي محمد الحسن بن يحيى صاحب النسب ذلك في كتابه ، فظن كثير من الناس أنه حق لرواية رجل علوي له و هو انما رواه عن ابن الزبير . كما روى الحديث نفسه مختلفا . فتارة يروي أن أمير المؤمنين عليه السلام تولى العقد له على ابنته . و تارة يروي عن العباس أنه تولى ذلك عنه . و تارة يروي أنه لم يقع العقد إلا بعد وعيد من عمر و تهديد لبني هاشم . و تارة يروي أنه كان من اختياره و إيثاره . . و بدء هذا القول و كثرة الاختلاف يبطل الحديث ، و لا يكون له تأثير على حال .
(509)
فقال : هبط علي جبرائيل ، فقال : إنك يا محمد في الجنة ، فسجدت . ثم يشرني أن عليا في الجنة ، فسجدت . ثم بشرني أن فاطمة في الجنة ، فسجدت . ثم بشرني أن الحسن و الحسين في الجنة و أنهما سيدا شبابها ، فسجدت . ثم بشرني أن عمي حمزة في الجنة ، فسجدت . ثم بشرني أن ابن عمي جعفر في الجنة يطير فيها بجناحين ، فسجدت . قال : فكان العباس بعد ذلك يقول : منا سبعة ليس في الناس مثلهم : منا رسول الله صلى الله عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر ذو الجناحين ، و ليس من هذه الامة أحد يعدلهم ، فمن ناصبنا حربا أو جحدنا حقنا فقد حارب الله و رسوله و جحد ما أنزل الله عز و جل على نبيه صلى الله عليه و آله . [ الرسول و فاطمة ] [ 900 ] يحيى بن عبد الحميد ، باسناده ، عن أبي أيوب الانصاري ، قال : مرض رسول الله صلى الله عليه و آله ، فأتته فاطمة عليها السلام تعوده ، فلما رأت مابه [ من الجهد و الضعف ] بكت . فقال لها : ما يبكيك يا فاطمة ، أما علمت أن الله عز و جل إطلع إلى أهل الارض إطلاعة ، فاختار منهم أباك ، فجعله نبيا ، ثم إطلع إليهم ثانية ، فاختار منهم بعلك ، فجعله لي وصيا ، و أوحى الي أن أزوجك إياه ، أما علمت يا فاطمة أن لكرامة أباك زوجك أعظمهم حلما ، و أقدمهم سلما ، و أكثرهم علما . فسرت فاطمة عليها السلام بذلك و استبشرت . فلما رأى ذلك منها رسول الله صلى الله عليه و آله أراد أن يزيدها من مزيد الخير الذي قسمه الله له و لاهل بيته عليه و عليهم السلام .
(510)
فقال : يا فاطمة إن لعلي أربعة أضراس ( 1 ) ثواقب : إيمانه بالله و رسوله ، و علمه و حكمته ، و أمره بالمعروف و نهيه عن المنكر ، و قضاؤه بكتاب الله عز و جل . يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الاولين قبلنا و لا يدركها أحد من الآخرين بعدنا : نبينا خير الانبياء و هو أبوك ، و وصينا خير الاوصياء و هو بعلك ، و شهيدنا خير الشهداء هو عم أبيك ، و منا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء و هو ابن عم أبيك . و منا سبطا هذه الامة و هما ابناك . و منا مهدي هذه ( 2 ) الامة في آخر الزمان . [ ذرية بعضها من بعض ] [ 901 ] عبد الله بن بشير ، باسناده ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه قال : عجبا للناس كيف غفلوا أو تناسوا أو نسوا قول رسول الله صلى الله عليه و آله يوم مشربة ام إبراهيم ، إذ و ثبت قدمه ، و جاء الناس يعودونه و يسلمون عليه حتى تضايق بهم المكان . ثم جاء علي عليه السلام فسلم عليه ، و قد أخذ الناس مجالسهم ، فلم يوسعوا له ، و لم ير أن يتخطاهم إلى رسول الله . فلما رآهم لا يوسعون قال له : ادن مني يا علي . فدنا منه فأجلسه إلى جانبه ، ثم قال : 1 - و في بحار الانوار 43 / 98 : يا فاطمة لعلي ثمان خصال : إيمانه بالله و رسوله ، و علمه ، و حكمته ، و زوجته . و هكذا في مناقب ابن المغازلي : ص 102 . 2 - و فى نسخة - و - : و منا المهدي لهذه .