كتاب المقوقس اليه ص وهداياه
الرسول مع الملك في السر و أرسل المقوقس يوما إلى حاطب فقال : اسئلك عن ثلاث فقال لا تسئلني عن شيء الاصدقتك : قال إلى ما يدعو محمد ؟ قلت : إلى ان نعبد الله وحده ، و يأمر بالصلاة ، خمس صلوات في اليوم و الليلة ، و يأمر بصيام رمضان ، و حج البيت ، و الوفاء بالعهد ، و ينهى عن أكل الميتة ، و الدم ( إلى ان قال ) قال المقوقس صفه لي ، قال فوصفت فاوجزت قال المقوقس قد بقيت اشياء لم تذكرها : في عينيه حمرة قلما تفارقه ، و بين كتفيه خاتم النبوة ، يركب الحمار ، و يلبس الشملة ، و يجتزئ بالتمرات و الكسر ، و لا يبالى من لاقى من عم أو ابن عم ، ثم قال المقوقس هذه صفته ، و كنت أعلم ان نبيا قد بقي ، و كنت أظن ان مخرجه بالشام ، و هناك كانت تخرج الانبياء من قبله ، فأراه قد خرج في ارض العرب ، في ارض جهد و بؤس ، و القبط لا تطاوعنى في اتباعه ، و سيظهر على البلاد ، و ينزل اصحابه من بعد بساحتنا هذه ، حتى يظهروا على ما هيهنا ، و انا لا اذكر للقبط من هذا حرفا واحدا ، و لا احب ان يعلم بمحادثتى إياك ( 1 ) .كتاب المقوقس إلى رسول الله ثم دعى كاتبه الذي يكتب له بالعربية ، فكتب إلى النبي صلى الله عليه و اله : " بسم الله الرحمن الرحيم ، لمحمد بن عبد الله ، من المقوقس عظيم القبط ، سلام عليك .اما بعد فقد قرأت كتابك و فهمت ما ذكرت فيه و ما تدعو اليه ، و قد علمت ان نبيا قد بقي ، و قد كنت أظن انه يخرج بالشام ، و قد اكرمت رسولك ، و بعثت إليك بجاريتين ، لهما مكان في القبط عظيم ، و بثياب ، و اهديت إليك بغلة لتركبها ، و السلام عليك " ( 2 ) .هدايا الملك إلى النبي صلى الله عليه و اله و سلم اهدى المقوقس ، اليه صلى الله عليه و اله اشياء كثيرة ،1 - الاصابة ج 4 ، ص 503 ، و سيرة زيني دحلان ج 3 ، ص 73 ، 2 - الحلبية ج 3 ص 281 ، و سيرة زيني دحلان ج 3 ص 71 ، و اوعز اليه في الاصابة ج 3 ، و الطبقات الكبرى ج 1 ص 260 .