غرائب اللغة في كتبه ( ص ) لايخل بالفصاحة
و مخاطبة المكتوب اليه ، بكاف الخطاب . و تائه ، و التعبير عن التثنية و الجمع ، بلفظهما ، كانتما ، و أنتم ، و هما ، الغاء لما اعتبرها الاعاجم ، و تبعهم العرب بعد ذلك في عهد الامويين و العباسيين .تدبر في بساطة هذه الكتب الخالية عن الكلفة و القيود ، في جميع شئونها ، و قسمها مع الكتب المنقولة عن العباسيين و من بعدهم ( 1 ) ، ترى بينهما بونا بعيدا و فرقا فاحشا ، اكتفى رسول الله صلى الله عليه و اله على افهام مقاصده من دون اسهاب و اوجز من دون إخلال في بساطة من التعبير و جزالة في العبارة .الفصل الرابع في ان غرائب كتبه صلى الله عليه و اله لا يخل بالبلاغة كان العرب حين ظهر الاسلام و صدع النبي صلى الله عليه و اله بالرسالة ، في اسنى مدارج الفصاحة ، و أعلى طبقات البلاغة ، يتنافسون في إنشاد الاشعار و إلقاء الخطب ، و كان رسول الله صلى الله عليه و اله ، مشرع الفصاحة ، و معدن البلاغة ، رئيس الفصحاء ، و امام البلغاء ، " و كان افصحهم لسانا : و اعذبهم منطقا ، و اسدهم لفظا ، و ا بينهم لهجة ، و أقومهم حجة ، و اعرفهم بمعرفة الخطاب ، و اهداهم إلى طرق الصواب ، تأييدا الهيا ، و عناية ربانية ، و رعاية روحانية ، حتى لقد قال له علي أبي طالب عليه السلام حين سمعه يخاطب وفد بني نهد : يا رسول الله ، نحن بنو اب واحد ، و نحن نراك تكلم وفود العرب بما لا نفهم أكثره ، فقال : ادبني ربي ، أحسن تاديبي ، و ربيت في بني سعد " ( 2 ) .يخاطب كل قوم بلسانه على اختلاف لغاتهم ، و تراكيب كلماتهم فتراه يخاطب الحضري بكلام سهل عذب ، يفهمه كل من له ادنى المام بلغة العرب ، و يخاطب البدوي بكلام متوعر الالفاظ بحيث يمجه الاسماع ، و يستغربه الحاضرون ، و يحسبه السامع العربي عجميا قال دحلان ( في السيرة هامش الحلبية ج 3 ص 83 ) : " و كان صلى الله عليه و اله يخاطب كل قوم و يكاتبهم بلغتهم ، و ذلك من أنواع بلاغته ، فكان يتكلم مع كل ذي لغة1 - راجع الجمهرة ج 3 و 4 و عصر المأمون ج 1 ص 172 وج 3 فيه كتب العهد العباسي و جواهر الادب ج 2 و رسائل ابي بكر الخوارزمى ، و غيرها .2 - ابن الاثير في مقدمة النهاية و ما ذكر من الحديث عن علي عليه السلام فقد نقله زيني دحلان في السيرة هامش الحلبية ج 3 ص 96 و 84