بحث تاريخي حول الكتاب
ان يكون إخبارا عن بقائه لو اسلم ، كما أخبر عن انقضاء ملك كسرى و ملك الحبشة بقوله فخرق فخرقه الله تعالى .بحث تأريخي كتب رسول الله صلى الله عليه و اله في ذلك اليوم الذي كتب فيه إلى الملوك ، إلى الحارث بن ابى شمر الغساني عامل هرقل ملك الروم على دمشق و اعمالها و كان ينزل الجولان ( 1 ) مع شجاع بن وهب ( 2 ) فخرج شجاع حتى اتى الشام قال : فاتيت اليه و هو بغوطة ( 3 ) دمشق و هو مشغول بتهيئة الالطاف و الانزال لقيصر ( 4 ) فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة ، فقلت لحاجبه انى رسول رسول الله صلى الله عليه و اله اليه ، فقال لا تصل اليه حتى يخرج يوم كذا و كذا و جعل حاجبه و كان روميا اسمه - مري - يسئلنى عن رسول الله صلى الله عليه و اله و ما يدعو اليه ، فيرق حتى يغلبه البكاء و يقول : انى قرأت الانجيل واجد صفة هذا النبي بعينه ، فانا أؤمن به و أصدقه و أخاف من الحارث ان يقتلنى ، فكان هذا الحاجب يكرمنى و يحسن ضيافتى و يخبرني عن الحارث باليأس منه : و يقول هو يخاف قيصر . و خرج الحارث يوما فجلس و وضع التاج على رأسه فاذن لي عليه ، فدفعت اليه كتاب رسول الله صلى الله عليه و اله فقرئه ثم رمى به ( لان في الكتاب ما معناه ان لم تسلم يزول ملك و ان اسلمت يبقى ملكك ) فقال : من ينتزع ملكى ؟ ها انا سائر اليه و لو كان باليمن جئته ، ثم امر بعرض الجيش عليه و قال : على بالناس ، فلم يزل جالسا يعرض عليه حتى امر بالخيل ان تنعل ، ثم قال : أخبر صاحبك بما ترى من الجيوش و الخيول وانى سائر اليه .1 - الجولان : بالفتح ثم السكون قرية و قيل جبل بالشام ( المعجم وق ) 2 - كذا في الاصابة ، و فى اسد الغابة شجاع بن ابى وهب الاسدى حليف لبني عبد شمس يكنى ابا وهب اسلم قديما و كان من السابقين الاولين و هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية و عاد إلى مكة لما بلغهم ان أهل مكة اسلموا ثم هاجر إلى المدينة و شهد بدرا و المشاهد كلها و استشهد باليمامة و هو ابن بضع و أربعين سنة .3 - بالضم ثم السكون وطاء مهملة هى الكورة التي منها دمشق استدارتها ثمانية عشر ميلا محيط بها جبال عالية جدا الخ ( المعجم و اللباب و سيرة زيني دحلان ) 4 - كان قيصر جائيا من حمص إلى إيليا لنذر نذره كما مر