كتاب المنذر اليه ص وموته ، كتابه ص لرفاعة بن زيد الجذامي
فلما وصل الكتاب إلى المنذر فقرئه ، قال العلاء بن الحضرمي - رسول رسول الله صلى الله عليه و اله - يا منذر انك عظيم العقل في الدنيا فلا تقصرن عن الاخرة ، ان هذه المجوسية شر دين ينكح فيها ما يستحيا من نكاحه و يأكلون ما يتكره من أكله و تعبدون في الدنيا نارا تأكلكم يوم القيمة و لست بعديم العقل و لا رأى ، فانظر هل ينبغى من لا يكذب في الدنيا ان لا نصدقه و لمن لا يخون ان لا نائتمنة ، و لمن لا يخلف ان لا نثق به ، فان كان هذا هكذا فهذا هو النبي الامى الذي و الله لا يستطيع ذو عقل ان يقول ليت ما امر به نهى عنه أو ما نهى عنه امر به .فقال المنذر قد نظرت في هذا الذي في يدى فوجدته للدنيا دون الاخرة ، و نظرت في دينكم فرأيته للاخرة و الدنيا فما يمنعنى من قبول دين فيه امنية الحياة و راحة الموت ، و لقد عجبت أمس ممن يقبله ، و عجبت اليوم ممن يرده ، و ان من اعظام من جاء به ان يعظم رسوله ( 1 ) .فاسلم و كتب إلى النبي صلى الله عليه و اله " اما بعد يا رسول الله فانى قرأت كتابك على أهل البحرين ، فمنهم من احب الاسلام و أعجبه و دخل فيه و منهم من كرهه فلم يدخل فيه ، و بارضى يهود و مجوس ، فاحدث إلى امرك في ذلك " ( 2 ) فأقره النبي صلى الله عليه و اله على عمله ، كما وعده و تتابع بينهما الكتب بعد ذلك في الصدقة ، و الجزية و غيرهما ، و سيأتي بعيد هذا .مات المنذر بعد الرسول صلى الله عليه و آله بالقرب من وفاته و قبل ردة أهل البحرين ( 3 ) . و كان قد قدم عليه عمرو بن العاص و حضر وفاته ، فقال المنذر لعمرو : كم جعل صلى الله عليه و اله للميت من ماله عند الموت ؟ قال الثلث قال : فما ترى ان اصنع في ثلث مالى ؟ قال ان شئت قسمته في سبيل الخير و ان شئت جعلت غلته تجري بعدك على من شئت ، قال ما احب ان اجعل شيئا من مالى كالسائبة و لكني أقسمه .1 - سيرة زيني دحلان هامش الحلبية ج 3 ص 74 و السيرة الحلبية ج 3 ص 283 .2 - سيرة زيني دحلان هامش الحلبية ج 3 ص 73 و الحلبية ج 3 ص 284 .3 - الحلبية و سيرة زيني دحلان و الطبقات الكبرى ج 1 ص 263 و أسد الغابة و الاصابة و الكامل ج 2 ص 82 و الطبري ج 2 ص 519 و معجم البلدان ج 1 في لفظة بحرين .