بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الاسلامية و صونا لجانب الاستقلال و العظمة ، الا ترى ان الامم الراقية المتمدنه يسعون في انتشار لسانهم في العالم حتى تصير لغتهم لغة عالمية ، اعمالا للسيادة و تثبيطا للعظمة ، فكانه صلى الله عليه و اله يلاحظ جانب الاسلام و انه يعلو و لا يعلى عليه ، و ان لغة القرآن لابد و ان ينتشر ، و يعم العالم ، لان القرآن كتاب للعالم فعظمة القرآن و عموم دعوته و عظمة النبي الاقدس و رسالته العالمية تقضى ان يكتب إليهم بلغة القرآن .فعلى ملوك العالم و العالم البشرى ان يتعلموا لسانه المقدس ، و لغته السامية لغة القرآن المجيد ، تثبيطا لهذا المرمى العظيم و الغرض العالي الفصل الخامس في انه صلى الله عليه و آله يكتب ام لا ؟ كان رسول الله صلى الله عليه و اله يملى ، و الكاتب يكتب ، و لا يكتب بيده الشريفة ، كما ان الخلفاء بعده كانوا يملون على الكاتب ، و لا يكتبون الا في مقام الضرورة ، و لم اجد في كتب السير ، و التواريخ ، و الحديث موردا كتب فيه النبي صلى الله عليه و اله بيده الشريفة ، في كتاب الصلح ، و اخرج في البحار ( 1 ) ، عن جامع الاصول من صحاحهم ، عن البراء بن عازب ، في حديث الحديبية : فاخذ رسول الله ، و ليس يحسن يكتب فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، و أخرجه احمد ، في مسنده ج 4 ص 298 .قال دحلان و الحلبي ، تمسك بعضهم بظاهر الحديث ( الاول ) ، و قال ان النبي صلى الله عليه و سلم كتب بيده يوم الحديبية معجزة له ، مع انه لا يقرء و لا يكتب ، و جرى على ذلك أبو الوليد الباجى المالكي ، فشنع عليه علماء الاندلس في زمانه ، و قالوا : ان هذا مخالف للقرآن ، فناظرهم و استظهر عليهم ، بان هذا لا ينافى القرآن ، و هو قوله تعالى : " و ما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون " لان هذا النفي ، مقيد بما قبل ورود القرآن ، و قبل ان تحقق أمنيته ، و اما بعد نزول 1 - البحار ج 6 في آخر باب غزوة الحديبية ، و وافقه الكامل ج 2 ص 77 و نقل عن البخارى انه كتبه بيده ، و قال الحلبي : ان لفظة بيده ، ليست في البخارى ، و معنى كتب اى : امر بالكتابة ، و هو مجاز ، و جزم به القاضي في شرح الشفا ج 1 ص 727 و تكلم في المقام ، فراجع ص 727 و 729 .