بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فلما قضوا صلاتهم ناظروه ، فعرض رسول الله صلى الله عليه و اله عليهم الاسلام فامتنعوا فكثر الكلام و طال الجدال ، و جعل رسول الله صلى الله عليه و اله يتلوا عليهم الآيات إلى ان نزل قوله تعالى " فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا و أبنائكم و نسائنا و نسائكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " فرضوا بالمباهلة فقال أبو حارثة : أنظروا من يخرج معه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه و اله و معه على و فاطمة و الحسن و الحسين ، فلما رأوهم قالوا هذه وجوه لو أقسمت على الله ان يزيل الجبال لازالها ، و لم يباهلوه و رضوا بالجزية فصالحوه ، فكتب لهم كتاب الصلح على ان يعطوا كل سنة الفى حلة من حلل الاواقى ، قيمة كل حلة أوقية ( أربعون درهما جيدا ) يؤدونها في كل صفر و رجب ، و شرطوا في الكتاب شروطا لهم و عليهم و كتبه على عليه السلام و سيأتي في الفصل الثالث .تاريخ الكتابين لا خلاف عند المؤرخين : ان كتاب الصلح كتب سنة عشر من الهجرة ، و اما الكتاب إليهم للدعوة إلى الاسلام ، ( الذي نحن بصدده هنا ) فظاهر الدر المنثور و البداية و النهاية ، و البحار عن دلائل النبوة للبيهقي : انه كان بمكة قبل نزول سورة طس سليمان قال البيهقي : كتب إلى أهل نجران قبل ان تنزل سورة طس سليمان : بإسم اله إبراهيم ، و سورة طس مكية ( كما في الاتقان للسيوطي و الفهرست لا بن نديم ص 38 و اليعقوبي ج 2 ص 24 و كتب التفسير فراجع ) بالاتفاق . و صرح السيد في الاقبال ، بكون الكتاب إليهم بعد ان كتب إلى كسرى و قيصر بالجزية أو الحرب أو الاسلام ، و بعد ان بعث رسلا إلى القبائل ، فعلى هذا يكون الكتاب إليهم في سنة تسع أو بعدها ، لان آية الجزية نزلت قبيل غزوة تبوك على رواية ، و على كل حال كان الكتاب إليهم في المدينة سنة سبع أو بعدها ، و ما نقلناه عن البيهقي من انه كان بمكة باطل من وجوه : الاول ان البيهقي ذكر انهم لما قرأ و الكتاب فزعوا و ارتاعوا فوفدوا و حضروا للمباهلة ثم قبلوا الجزية ، و ظاهره انهم وفدوا عقيب القرائة ، و المتفق عليه ان وفودهم كان في سنة عشر ، و الحمل على انهم قرؤا و فزعوا فوفدوا بعد بضع و عشر سنين بعيد في الغاية الثاني ان فزعهم من المسلمين و من كتاب النبي لا يناسب