بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
تهدينا إلى التعمق في فهم اغراض الكتاب ، و الوصول إلى معانيه فنقول : كانت اليمن مملكة آهلة في قديم الزمان و حديثه ، و هو مسكن الاعراب البائدة ، و منها الملوك و الاقيال ، و فيها التمدن في الايام الغابرة قبل الميلاد و بعدها إلى ان طلع نجم الاسلام و شمس الهداية . و قد أطال المورخ الصيت جرجي زيدان في ذكر تاريخ العرب قبل الاسلام ، و غيره و عنى بذكر اليمن و ملوكها و محافدها ، و نحن نورد هنا من كلامه ماله مساس في غرضنا ، و نترك أكثره مخافة الاطالة ( 1 ) قال : قالوا : كانت اليمن في اقدم زمانها واصل نظامها تقسم إلى محافد ( جمع محفد ) و المحفد إلى قصور ، و القصر كالحصن أو القلعة يحيط به سور و تقيم فيه شيخ أو أمير ، او وجيه تحف به الاعوان و الحاشية و الخدم كما كانت حكومات بابل قديما .. و يعرف صاحب المفحد أو القصر بلفظ ذو اى صاحب و يضاف إلى اسم المحفد فيقال ذو غمدان اى صاحب غمدان ، و ذو معين اى صاحب معين ، و تعرف هذه الطبقة من الحكام بالاذواء أو الذوين ، و كانت هذه المحافد عديدة لكل منها حكومة قائمة بنفسها ، و اشهر المحافد أو القصور التي وصلت إلينا اسمائها غمدان ، تلفم .ناعم .ناعط .ضرواح .سلحين .ظفار .شبام .بينون .ديام براقش .روثان .ارياب عمران .غيرها ، و بعض هذه القصور بقي إلى ما بعد الاسلام . و قد يجتمع عدة محافد ، يتولى شئونها أمير واحد يسمى قيل ، جمعه اقيال ، و يسمى مجموع المحافد مع ما يلحقها من القرى و المزارع مخلاف ، و هو كالكورة أو الرستاق أو القضاء يحكمه قيل أو ملك صغير ، و ينسب المخلاف إلى اكبر محافد أو إلى المحفد الذي تقيم فيه القيل أو الملك و قد يتحول القصر أو المحفد إلى مدينة بعد ظهور الدولة ، و قد يبدل اسمه كما تحول قصر " ريدان " إلى مدينة ظفار ، و سلحين إلى مآرب ، و لم يكن لملوك اليمن نظام ، و انما كان الرئيس منهم يكون ملكا على مخلاف لا يتجاوزه .1 - راجع الاكليل للهمدانى ، و نهاية الارب للقلقشندي ، و معجم البلدان ايضا ، و التنبيه و الاشراف ص 158 ، و مروج الذهب ج 1 ، و نوصى القراء الكرام بمراجعة منتخب اخبار اليمن من كتاب شمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميرى المطبوع في ليدن سنة 1916 الميلادى .