و هذه النصوص تدل ، على انه صلى الله عليه و اله كان يقرء ، و انما اختلفت في الكتابة ، و انه يحسن الكتابة ام لا ؟ فالجمع بينها ، انه صلى الله عليه و اله كان يحسن الكتابة ، و القرائة ، بعد نزول القرآن ، و لكنه لم يكتب أصلا ، و ما في قضية الحديبية من بعض المحدثين انه صلى الله عليه و اله كتب كتاب الصلح معارض بمثله بل بنقل جميع المؤرخين ، قال المحقق المجلسي ( ره ) : و كيف لا يعلم من كان عالما بعلوم الاولين ، و الاخرين ، ان هذه النقوش موضوعة لهذه الحروف ، و من كان يقدر باقدار الله تعالى له على شق القمر ، و أكبر منه كيف لا يقدر على نقش الحروف ، و الكلمات على الصحايف ، و الالواح .أقول : لو لا ما ورد عن عترته ، واهل بيته ( ع ) لكنا فيه من المتوقفين ، كما توقف السيد المرتضى ( ره ) لان ما ذكره المحقق المجلسي ( ره ) ، امر تعليقي صحيح يعنى : لو شاء الله لا قدره كما اقدره على شق القمر ، بل و أكبر منه و لكنه لا يثبت انه شاء و أقدر ، اذ من الممكن ان لا يؤتيه الكتابة .كما انه لم يعلمه الشعر ، و ما ينبغى له ، لتحقيق الاعجاز و إتمام الحجة ، واهل البيت أدري بما فيه ، و يؤيده ، بعض ما ورد من طرق العامة ايضا كما مر .الفصل السادس في كتابه صلى الله عليه و اله لما بعث الله نبيه صلى الله عليه و اله بالرسالة ، و شرفه بالقرآن ، و أنزل عليه الكتاب ، احتاج إلى كاتب يكتب له الوحي و غيره من الرسائل و الحوائج و هو اذ كان بمكة ، ليس له كثير حاجة إلى الكتابة الا الوحي فيكتبه أمير المؤمنين عليه السلام أو هو مع غيره من المسلمين ممن يعلم الكتابة ، فمضى على ذلك عشر سنين ، فلما هاجر إلى المدينة و كثر المسلمون و توفرت الحوائج ، و ازدادت الروابط الاجتماعية بانحائها ، فمست الحاجة إلى كتاب ، يلازمون الكتابة ، فيما يحدث من الامور ، فمن اجله كثر الكتاب ، و جعل صلى الله عليه و اله ، لكل عمل كاتبا ، و لكل كاتب معينا ، و نحن نذكرهم ، على حسب ما أثبته الماضون ، و نجعل للمناقب ( ب ) و لا سد الغابة ( بة ) و للتنبيه و الاشراف ( ف ) و للحلبى ( ى ) .1 - على بن أبي طالب ( ع ) ( ب ) كان يكتب أكثر الوحي ، و يكتب ايضا