على ما فيها لا تبدى عداوة الخ .أقول ، ما ذكره الحلبي هو الا وفق بقوله مكفوفة و ذكره ابن الاثير في لفظة كفف ، قال : و قد تكرر في الحديث و فيه : ان بيننا و بينكم عيبة مكفوفة - اى ان قال بعد ذكر ما مر منه آنفا - و قيل معناه ان يكون الشر بينهم مكفوفا كما تكف العيبة على ما فيها من المتاع ، يريد ان الذحول التي كانت بينهم اصطلحوا على ان لا ينشروها فكانهم قد جعلوها في وعاء و اشرجوا عليه .قوله صلى الله عليه و اله " في القراب " القراب هو شبه الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده و سوطه ، و قد يطرح فيه زاده من تمر و غيره .قوله صلى الله عليه و اله " و كتبه الخ " و فى اسد الغابة ج 1 ص 216 ، و المسند لاحمد ج 4 ص 325 ، و الحلبية ج 3 ص 23 و 25 و الكامل ج 2 ص 77 و غيرهم ، ان الكاتب لهذا العهد هو على بن أبي طالب عليه السلام و انما نسخ محمد بن مسلمة منه نسخة اخرى لسهيل بن عمرو كما في الحلبية ج 3 ص 25 .تنبيه كثر اختلاف النسخ في لفظ الكتاب كما اشرنا اليه أولا ، فللقارى ان يراجع ما ذكرنا من المصادر فيشاهد اختلاف النسخ ، و الذى أظن ان أكثر الرواة نقلوه بالمعني دون اللفظ ، فاوجد هذا الخلاف الفاحش ، و نحن تركنا ذكر اختلاف النسخ روما للاختصار .بحث تأريخي كان رسول الله صلى الله عليه و اله يجاهد في سبيل الله و يحارب قريشا مرة في بدر و اخرى في احد ، و كان الحرب دولا و سجالا ، و لكن الاسلام في خلال تلك الاحوال يزداد شوكة يوما فيوما ، و لمسلمون عدة وعدة ، و كلمة الله علوا ، و قريش تزداد ضعفا و فشلا قد كلت سيوفهم ، و تعبت أبدانهم ، و قتل رجالهم لا يجدون للتجارة مجالا و لا للسفر فسحة ، إلى ان أراد الرسول صلى الله عليه و اله في السنة السادسة من الهجرة العمرة ، فخرج في ذي القعدة معتمرا لا يريد حربا و ساق معه البدن لكي يعلم الناس انه معظم للبيت لا يرى حربا ، و استنفر المسلمين و من حوله من أهل البوادى من الاعراب ، ليخرجوا معه و هو يخشى