الفصل السابع في كتبه صلى الله عليه و اله إلى الملوك لما تم صلح الحديبية في شهر ذي القعدة سنة ست من الهجرة رجع رسول الله صلى الله عليه و اله ، إلى المدينة قرير العين ، و رحيب الصدر ، بما فتح الله له ، و بما عمل من العمل الاكبر ، و لما يرى من كثب ، دخول الناس في دين الله افواجا ، و رجع المسلمون بين فرح راض ، ممن كان له نظر ثاقب ، وراى رزين ، و بين مغتم كاظم لغيظه ، لا يرى خلاف الرسول صلى الله عليه و اله خوفا أو طمعا أو لا يقدر عليه ، فراى فسحة لنشر الدين ، و مجالا لتبليغ الرسالة ، إلى الناس كافة ، من العرب ، و العجم ، و الابيض ، و الاسود ، ليتم الحجة ، و يكمل رحمة الله على الانسان كلهم .فعندئذ ، كتب إلى الملوك ، من العرب ، و العجم ، و رؤساء القبائل ، و الاساقفة و المرازبة ، و العمال ، و غيرهم ، يدعوهم إلى الله تعالى ، و إلى الاسلام ، فبدء ، بامبراطورى الروم ، و الفارس و ملكي الحبشة ، و القبط ، ثم بغيرهم ، فكتب في يوم واحد ستة كتب ، و أرسلها مع ستة رسل .قال ابن سعد ، في الطبقات ، ج 1 ص 258 : فكتب إلى الملوك ، يدعوهم إلى الاسلام ، فخرج في يوم واحد ، منهم ستة نفر ، و ذلك في المحرم ، سنة سبع ، و اصبح كل رجل ، يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم .تاريخ الكتب : اختلف المؤرخون ، اختلافا شديدا ، في ان الرسل ، هل سافروا ، في سنة ست من الهجرة ، أو في سنة سبع منها ، أو كان ذلك بين الحديبية ، و بين وفاته صلى الله عليه و اله ففى الكامل ج 2 ص 80 ، و الطبري ج 2 ص 288 ناقلا عن الواقدي ، انه كان في السنة السادسة ، و كذا المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 296 ، و قال المسعودي ، في التنبيه و الاشراف ص 225 ، و ابو الفداء ج 1 ص 148 و ابن سعد في الطبقات : انه كان في السنة السابعة . و نقل الطبري ، عن ابن اسحق ، انه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و اله ، قد فرق رجالا من اصحابه فيما ، بين الحديبية و وفاته للدعوة إلى الاسلام ،