68 - كتابه صلى الله عليه و اله لابى الحارث بن علقمة أسقف نجران ( بسم الله الرحمن الرحيم ) من محمد النبي إلى الاسقف ابى الحارث و اساقفة نجران و كهنتهم و من تبعهم و رهبانهم : ان لهم ما تحت أيديهم من قليل و كثير ، من بيعهم و صلواتهم و رهبانيتهم و جوار الله و رسوله لا يغير أسقف من اسقفيته ، و لا راهب من رهبانيته و لا كاهن من كهانته ، و لا يغير حق من حقوقهم و لا سلطانهم ، و لا شيء مما كانوا عليه ( على ذلك جوار الله و رسوله ابدا ) ما نصحوا و صلحوا فيما عليهم مثقلين بظلم و لا ظالمين و كتب المغيرة .المصدر الطبقات الكبرى ج 1 ص 266 ، و الهداية و النهاية ج 5 ص 55 و مجموعة الوثائق السياسية ص 115 رقم 95 عن زاد المعاد لا بن القيم ص 41 ج 2 ، و رسالات نبوية لعبد المنعم خان رقم - 1 ، و اللفظ للمجموعة .أخرجه ابن سعد ثم أخرج بعده ص 287 ما مر آنفا ، وعده في الوثيقة متعددا ، فكانه جعل الكتاب المتقدم لاهل نجران ، و ذاك للاساقفة فحسب .لكن الذي أظن هو اتحاد الكتاب ، و لكنه نقل بروايتين بينهما فرق شاسع و بون بعيد ، و يؤيده ما وقع من الخلاف في نسخ الكتاب ، كما أو عزنا اليه آنفا فراجع .الشرح قوله صلى الله عليه و اله " و صلواتهم " قال الراغب : يسمى موضع العبادة صلاة ، و لذلك سميت الكنائس صلوات ، كقوله تعالى " لهدمت صوامع و بيع و صلوات و مساجد " .قوله صلى الله عليه و اله " و رهبانيتهم " اصله من الرهبة بمعنى الخوف قال في ( ية ) و فيه لا رهبانية في الاسلام هى من رهبنة النصارى واصله من الرهبة الخوف ، كانوا يترهبون بالتخلي من اشتغال الدنيا و ترك ملاذها و الزهد فيها و العزلة عن أهلها ، و تعمد مشاقها ، حتى ان منهم من كان يخصى نفسه و يضع السلسلة في عنقه ، و غير ذلك من أنواع التعذيب فنفاها النبي صلى الله عليه و اله