مکاتیب الرسول (ص) جلد 1

هو اكيدر بن عبد الملك رجل من كندة ، كان ملكا عليها و كان نصرانيا هو سكونى من بني السكون بن اشرس من كندة و يقال له عبد المغيث ايضا معجم القبائل ص 529 ) .

فقال رسول الله صلى الله عليه و اله لخالد : انك ستجده يصيد البقر ، فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين ، في ليلة مقمرة صائفة ، و هو على سطح له ، و معه إمرأته ، فباتت البقرة تحك بقرونها باب القصر ، فقالت له إمرأته : هل رأيت مثل هذا قط ؟ قال : لا و الله ، قالت : فمن يترك هذه ؟ قال لا احد ، فنزل فامر بفرسه ، فاسرج له و ركب معه نفر من أهل بيته ، فيهم اخ له يقال له حسان ، فركب و خرجوا معه بمطاردهم ، فلما خرجوا تلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه و اله ، فاخذته و قتلوا اخاه ، و قد كان عليه قباء من ديباج مخوص ( منسوج ) من ذهب ، فاستلبه خالد ، فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه و اله قبل قدومه به عليه .

نم ان خالدا قدم باكيدر على رسول الله صلى الله عليه و اله فحقن له دمه ، و صالحه على الجزية ثم خلى سبيله ، فرجع إلى قريته و كتب صلى الله عليه و اله هذا الكتاب في حقن دمه .

قال ابن الاثير في اسد الغابة ج 1 ص 113 : قلت اما سرية خالد فصحيح ، و انما اهدى لرسول الله صلى الله عليه و اله و سلم و صالحه و لم يسلم ، و هذا لا اختلاف بين أهل السير فيه ، و من قال انه اسلم فقد اخطأ خطا ظاهرا و كان اكيدر نصرانيا ، و لما صالحه النبي صلى الله عليه و اله عاد إلى حصنه و بقى فيه الخ .

أقول : الظاهر من الكتاب انه اجاب إلى الاسلام كما في فتوح البلدان و هو مخالف لما ذكره ابن الاثير ( كما مر ) و ياقوت في المعجم و ابن هشام في السيرة ، و لكن يوافقه ما في الاصابة عن البلاذرى : من انه اسلم و عن ابن مندة و أبى نعيم انهما ذكراه في الصحابة . و من العجب ان ابن حجر بحث بحثا طويلا فذكر ادلة من قال بإسلامه و حديث اسلام اكيدر عن بعض ، و لم يذكر هذا الكتاب المصرح بإسلامه و خلعه الانداد و الاصنام .