باك و متفجع ، سيما بني هاشم قد اشتغلوا بالنياحة و البكاء رجالا و نساءا و البضعة الطاهرة قطب رحى المصائب صبت عليها مصائب لو صبت على الايام لصارت لياليا ، قد غمرها الاحزان ، تجلبب البكاء و استشعرت الانين .فإذا دهمتها مصيبة اخرى ، اذ سمعت تغلب الخليفة على أموالها بفدك و صدقات أبيها بالمدينة ، و صفايا أبيها في بني النضير و خيبر ( و سيأتي ان حصنين من خيبر كانا من الفيئ ) و قرعت اذنها إجماعهم على منع ذوى القربى من حقهم : الثابت بالكتاب و السنة ، بل منعه لها عن أموال الرسول صلى الله عليه و اله التي اعطاها له الانصار كما في الحلبية ج 3 ص 398 .فعندئذ لاثت خمارها على رأسها ، و أقبلت في لمة من حفدتها و نساء قومها ، تطأذيولها ، تروم الحفلة العامة الاسلامية ، فيها الخليفة و أنصار الدولة المتغلبة ، و رجال الاسلام ، و قد اجتمع فيه القريب و البعيد ، و الوضيع و الشريف ، و المجلس غاص بأهله .فجلست ثم نيطت دونها ملاءة و ذكرت أيام أبيها ، و انقطاع الوحي و اخبار السماء ، حيث رأى آثار الرسول صلى الله عليه و اله : منبره و محرابه ، فانت انه ، ا جحش القوم لها بالبكاء ، فسكتت فسكنت فورتهم ، ثم اقبلت إليهم فخاطبتهم ، و اتت بما بهر العقول ، و قرعتهم بالبراهين الجلية ، و القول الفصل ، فلم تستنتج الا الاياس من فلاحهم ، فخرجت كاظمة ، و رجعت راغمة ، و لم تقنع بذلك ، بل راجعتهم مرة بعد اخرى ، فلم تسمع منهم الا التمادي في الباطل ، فلم تجد سلاحا الا الحنين و البكاء و الانين ، صباحا و مساعا و نعم ما قال الشاعر : يمثل لنا حالها في تلك الحفلة : مظلومة و الاله ناصرها تديرارجاء مقلة حافل هاك اجوبة الخليفة تجاه البراهين الساطعة : قالت الصديقة و هي تطالبه بالنحلة : " ان ابى اعطانى فدك " .قال أبو بكر : هل لك بينة ؟ فجائت بعلي عليه السلام وام ايمن ، و رباح مولى رسول الله صلى الله عليه و اله بل الحسن و الحسين عليهما السلام ( راجع ما تقدم من المصادر ) قال أ برجل