يبدء ( ص ) باسمه المبارك في كتبه ومراسلاته
الاستنان بما نزل عليه من الله سبحانه ، مع ان البسملة نزلت قبل ذلك كله فهلا استن بها ؟ ! ! و لست أدري وجها لهذه المنقولات المذكورة ، الا ان يكون سهوا من أقلامهم و الذى يتضح للمتدبر هو ان رسول الله صلى الله عليه و اله ، كان مستنا بسنة الله في افتتاح جميع أموره ، و كتبه ، و مراسلاته بالبسملة فحسب .
اما ما نقل عنه صلى الله عليه و اله من الكتب و ليس فيها البسملة ، فمن آفات الرواة ، و تلخيص الناقلين ، و اما ما أخرجه السيوطي من كتابه صلى الله عليه لاهل نجران فسياتى الكلام عليه في ذكر وفد نجران ، مع ان المنقول في جمهرة الرسائل ج 1 ص 76 عن صبح الاعشى ج 6 ص 38 و 381 ، هكذا : بسم الله الرحمن الرحيم اله إبراهيم الخ و أضف إلى ما ذكرنا ما سيأتي ، ان رسول الله صلى الله عليه و اله ، كتب للداريين بمكة ، سنة خمس اوست من البعثة ، و فيه بسم الله الرحمن الرحيم .
عود إلى بدء : لم اجد إلى الآن الكتب الاربعة التي ، ذكر الحلبي ان رسول الله صلى الله عليه كتب فيها بسمك أللهم ، فانه أحالها هنا على ما تقدم من السيرة ، و نحن تصفحنا السيرة و لم نجد فيها الا ما ذكره هنا مجملا ، و لو صح ما قيل اما كان في وسع سهيل بن عمرو في غزوة خديبية حين أنكر كتابة بسم الله الرحمن الرحيم ، ان يقول أكتب بسمك أللهم ، كما كتبت من ذي قبل ، مع ان سهيلا قال : أكتب كما يكتب آباؤك بسمك أللهم .
الفصل الثاني فيما يبدء صلى الله عليه و آله به الكتب بعد البسملة كان رسول الله صلى الله عليه و اله يكتب في أول كتبه : من محمد رسول الله إلى فلان ، أو من محمد رسول الله لفلان ، أو هذا كتاب من محمد النبي لفلان ، أو هذا ما كتبه : النبي محمد لفلان ، و قد يكتب : سلم أنت ، أو سلام عليك ، أو سلام على من أمن بالله ، أو هذا ما اعطى محمد رسول الله لفلان ، و قد يكتب احمد الله إليك ، أو احمد إليك الله ( اى اهدى إليك حمد الله ، و كان ذلك تحية يكتبونه في افتتاح كتبهم ) و كان صلى الله عليه و اله ، إذا كتب بدء باسمه الشريف تعظيما للنبوة ، و ترفيعا لمقام الرسالة ، و وضعا له في مقامه ، و صونا له عن الذلة ، اذ كما يجب على غيره ان يعظم ، و يكرم ساحتها المقدسة السامية ، يلزم