ابو الاسود الدؤلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابو الاسود الدؤلی - نسخه متنی

هاشم محمد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



الـملاحظ ان المنع في تلك الفترة من تاريخ الاسلام لم يفرض على كتابة الحديث النبوي فحسب , بل شـمـل ايـضا روايته ونقله , وقد بدا هذا المنع من زمان الرسول (ص ), وكذلك في زمان خلافة ابي
بـكـر, ولـكـنـه اشـتـد في زمان خلافة عمر, ولعل هناك اسبابا سياسية وراء المنع , وقد كان له
عـواقـبـه الـوخـيـمـة عـلى السنة النبوية خاصة وعلى التشريع الاسلامي عامة , بالرغم من حث
الـرسـول (ص ) على حفظ الاحاديث وتعلمها وتعليمها, وكيف يتلاءم ذلك مع كتمانها, وعدم كتابتها,
وقـد شعروا بعد ذلك بالحاجة الملحة لتدوينه وباخطار المنع منه , فرفع عمر بن عبد العزيز هذا
الـمـنـع , وكـتب الى اهل المدينة (ان انظروا حديث رسول اللّه فاكتبوه فاني قد خفت دروس العلم
وذهاب اهله ) ((397)) , ولكن لماذا لم يشعر بالخوف من كان قبله , وربما رفع المنع بعد ان توصل
المانعون الى بعض اهدافهم في هذا المجال , وربما تدخلت بعض الايادي في التدوين ايضا, ولسنا في
مجال الحديث عن هذا الموضوع , فقدبحثه علماؤنا بما فيه الكفاية , ودرسوا اسبابه ونتائجه , ولكن
نشير هنا الى بعض الروايات في هذا المجال :
امـا مـنعهم لكتابة الحديث في زمان الرسول (ص ) فقد (قال عبداللّه بن عمرو بن العاص : كنت اكتب
كـل شـي ء اسـمـعـه مـن رسول اللّه (ص ) فنهتني قريش , وقالت :تكتب كل شي ء سمعته من رسول
اللّه [(ص )], ورسـول اللّه بـشـر يـتكلم في الغضب والرضا؟ لرسول اللّه فاوماباصبعه الى فيه وقال : ((اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه الاحق ) ((398)) .


وعـلـق عـليه السيد العسكري قائلا: (قد كشفوا النقاب في حديثهم مع عبداللّه عن سبب منعهم من
كـتابة حديث الرسول وهو خشيتهم من ان يروي عنه حديثا في حق اناس قال فيهم حال رضاه عنهم ,
وفـي حق آخرين ما قاله في حال غضبه عليهم , ومن هنا نعرف سبب منعهم من كتابة وصية الرسول
فـي آخـر سـاعـات حـيـاتـه , ولـمـاذا احـدثـوا الـلـغـط والـضوضاء حتى توفي دون ان يكتب
وصيته ) ((399)) .


وذلك لان الرسول (ص ) حين حضرته الوفاة قال : (ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا,
فقالوا: يهجر رسول اللّه [(ص )] ((400))).


وقد عين البخاري في حديث آخر يرويه عن ابن عباس قائل هذا القول .قال : (لما حضر النبي (ص )
وفـي الـبـيـت رجـال فـيهم عمر بن الخطاب قال : هلم اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده . قال عمر: ان
الـنـبـي (ص ) غـلبه الوجع , وعندكم كتاب اللّه فحسبنا كتاب اللّه , واختلف اهل البيت واختصموا
فـمـنـهـم مـن يـقـول مـا قـالـه عـمر, فلما اكثروا اللغط والاختلاف قال : قوموا عني ولا ينبغي
عندي التنازع ) ((401)) , بينما يقول القرآن الكريم عن الرسول (ص ) (وما ينطق عن الهوى # ان هو
الا وحـي يـوحـى ), ولا يـخـرج منه (ص ) الا الحق , دون تخصيص مجال او مقال دون آخر, كما
ذكرناه في الحديث السابق .


ويـعـلم مما ذكرنا سبب منعهم لكتابة حديث الرسول (ص ) وروايته عندماتولوا الحكم ولم يبق مانع
منه .


فقد منع ابو بكر نقل الحديث (روى الذهبي ان ابا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال : انكم تحدثون
عن رسول اللّه (ص ) احاديث تختلفون فيها والناس بعدكم اشد اختلافا, فلا تحدثوا عن رسول اللّه
شيئا فمن سالكم فقولوا بينناوبينكم كتاب اللّه فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ) ((402)) .


وقـد اشـتد المنع في زمان خلافة عمر وروي عن قرظة بن كعب قال : لما سيرناعمر الى العراق
مـشـى معنا عمر الى صرار ثم قال : اتدرون لم شيعتكم ؟ قلنا:اردت ان تشيعنا وتكرمنا, قال : ان مع
ذلك لحاجة , انكم تاتون اهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالاحاديث عن رسول
اللّه ,وانا شريككم , قال قرظة : فما حدثت بعده حديثا عن رسول اللّه (ص )) ((403)) .


(وعـن عبد الرحمن بن عوف قال : ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث الى اصحاب رسول اللّه (ص )
فـجمعهم من الافاق , عبداللّه بن حذيفة , وابا الدرداءوابا ذر وعقبة بن عامر فقال : ما هذه الاحاديث
الـتـي افشيتم عن رسول اللّه في الافاق ؟ قالوا: تنهانا؟ قال : لا, اقيموا عندي , لا واللّه لا تفارقوني
ماعشت , فنحن اعلم ناخذ منكم ونرد عليكم , فما فارقوه حتى مات ) ((404)) .


وروى الذهبي (ان عمر حبس ثلاثة , ابن مسعود وابا الدرداء وابا مسعودالانصاري , فقال : اكثرتم
الحديث عن رسول اللّه ) ((405)) .


وامـا عـن كـتابة الحديث , فقد روى ابو بكر في فضله حديثا عن الرسول (ص )(اخرج الحاكم في
تـاريخه بالاسناد الى ابي بكر عن رسول اللّه (ص ) قال : من كتب علي علما او حديثا لم يزل يكتب له
الاجـر مـا بقي ذلك العلم اوالحديث ) ((406)) , ولكن ابا بكر نفسه منع من كتابة الحديث في زمان
خـلافـتـه فـيروى (ان ابا بكر اجمع ايام خلافته على تدوين الحديث عن رسول اللّه (ص )فجمع
خمسمئة حديث , فبات ليلته يتقلب كثيرا, قالت عائشة : فغمني تقلبه , فلما اصبح قال لي : اي بنية هلمي
الاحاديث التي عندك فجئته بهافاحرقها... الحديث ) ((407)) .


(وعـن ابي وهب قال : سمعت مالكا يحدث ان عمر بن الخطاب اراد ان يكتب هذه الاحاديث او كتبها,
ثم قال : لا كتاب مع كتاب اللّه ) ((408)) .


(وعـن يـحيى بن جعدة قال : اراد عمر ان يكتب السنة ثم بدا له ان لا يكتبهاثم كتب في الامصار من
كان عنده شي ء فليمحه ) ((409)) .


(وعن القاسم بن محمد بن ابي بكر قال : ان الاحاديث كثرت على عهد عمربن الخطاب فانشد الناس
ان ياتوه بها فلما اتوه بها امر بتحريقها) ((410)) .


(وفي ايام عمر جاء رجل من اصحابه فقال : يا امير المؤمنين , انا لما فتحناالمدائن اصبنا كتبا فيها من
عـلـوم الفرس وكلام معجب , قال : فدعا بالدرة فجعل يضربها بها حتى تمزقت , ثم قرا: (نحن نقص
عليك احسن القصص ),ويقول : ويلك , اقصص احسن من كتاب اللّه ؟) ((411)) .


ويـعـلـق السيد شرف الدين على كل ذلك بقوله : (والاخبار متواترة في منعه الناس عن تدوين العلم
وردعـه ايـاهم عن جمع السنن والاثار, وربما حظرعليهم الحديث عن رسول اللّه مطلقا, وحبس
اعلامهم في المدينة الطيبة لكيلا يذيعوا الاحاديث في الافاق , ولا يخفى ما قد ترتب من المفاسد التي
لاتتلافى ابدا, فليت الخليفتين صبرا نفسيهما مع علي بن ابي طالب وسائرالذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي يريدون وجهة من آل محمد(ص ) والخيرة من اصحابه , فيحبساهم على جمع السنن والاثار
الـنـبـويـة وتدوينها في كتاب خاص يرثه عنهم من جاء بعدهم من التابعين فتابعيهم في كل خلف من
هـذه الامة , شان الذكر الحكيم , فان في السنة ما يوضح متشابه القرآن ويبين مجمله ويخصص عامه
ويـقيد مطلقه , ويوقف اولي الالباب على كنهه ,فبحفظها حفظه , وبضياعها ضياع لكثير من احكامه ,
فـمـا كـان اولاهـا بـعناية الخليفتين واستفراغ وسعهما في ضبطها وتدوينها, ولو فعلا ذلك لعصما
الامة والسنة من معرة الكاذبين , اذ لو كانت السنن مدونة من ذلك العصر في كتاب تقدسه الامة لارتج
على الكذابين باب الوضع , وحيث فاتهما ذلك كثرت الكذابة على النبي (ص ) ولعبت في الحديث ايدي
الـسـيـاسـة , ولـعـلـك تـعـلـم انـهـم كـانوا اعرف منا بلزومه , لكن مطامعهم لا تتفق مع كثير من
الـنصوص الصريحة التي لا بد من تدوينها لوابيح التدوين لكونها مما لا يجحد صدوره ولا يكابر في
معناه , ومن ها هنا اتينا, فانا للّه وانا اليه راجعون ) ((412)) .


/ 11