حكم متأولي الرجعة :
على ضوء ما تقدّم ، تبين لنا أن الرجعة من ضروريات المذهب عندالشيعة الاِمامية الاثني عشرية ، وان كان هناك في السابقين منهم قول
بتأويل رواياتها ، لكن القائل بالتأويل لا ينكرها ، لالتفاته إلى أنَّ الانكار مع
العلم بالروايات وتواترها تكذيبٌ لاَهل العصمة المخبرين بها ، والعياذ
بالله .وبالجملة : فإنَّ حال الاعتقاد بالرجعة حال سائر الاُمور الضرورية في
المذهب ، فإنَّه ـ بعد ثبوت كونه من الضروريات ـ يجب الاعتقاد به ، لكن
الاعتقاد بالتفاصيل والجزئيات غير واجب .وأمّا تفاصيل الاَحكام المترتبة على انكار الضروري من المذهب أو
الدين ، فليرجع فيها إلى الكتب الاعتقادية والفقهية .
الهدف من الرجعة :
إنَّ أحداث آخر الزمان لا تزال في ظهر الغيب ، إلاّ أننا نستطيع أن نقرأالحكم عليها أيضاً ، لاَنّ العدل الاِلهي مطلق لا يحدّه زمان ولا مكان ،
والحكم بالعدل أصيل على أحداث الماضي والحاضر والمستقبل ، ولو
لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يأتي بالخير
المخبوء المتمثّل بمهدي آخر الزمان عليه السلام ورجاله ليجتثَّ مؤسسات الباطل
وأجهزة الظلم والجور ويملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً
____________
(1) رسائل الشريف المرتضى 1 : 126 .