و إسحاق بن إبراهيم
ثم دخلت سنة إحدى و ثمانين و مائتين
الاربعين ، و قيل بن إنما عمره ثنتين و ثلاثين سنة فالله أعلم .قرأ بعضهم على قبره هذه الابيات : ذهب الاحبة بعد طول تزاور و نأى المزار فأسلموك و أقشعوا تركوك أوحش ما تكون بقفرة لم يؤنسوك و كربة لم يدفعوا قضى القضاء و صرت صاب حفرة عنك الاحبة أعرضوا و تصدعوا ( 1 ) ثم دخلت سنة إحدى و ثمانين و مائتين فيها دخل المسلمون بلاد الروم فغنموا و سلموا .و فيها تكامل غور المياه ببلاد الري و طبرستان .و فيها غلت الاسعار جدا و جهد الناس حتى أكل بعضهم بعضا ، فكان الرجل يأكل ابنه و ابنته فإنا لله و إنا إليه راجعون .و فيها حاصر المعتضد قلعة ماردين و كانت بيد حمدان بن حمدون ففتحها قسرا و أخذ ما كان فيها ، ثم أمر بتخريبها فهدمت .و فيها وصلت قطر الندى بنت خمارويه سلطان الديار المصرية إلى بغداد في تجمل عظيم و معها من الجهاز شيء كثير حتى قيل إنه كان في الجهاز مائة هاون من ذهب الفضة و ما يتبع ذلك من القماش و غير ذلك مما لا يحصى .ثم بعد كل حساب أرسل معها أبوها ألف ألف دينار و خمسين ألف دينار لتشتري بها من العراق ما قد تحتاج إليه مما ليس بمصر مثله .و فيها خرج المعتضد إلى بلاد الجبل و ولى ولده عليا المكتفي نيابة الري و قزوين و أزربيجان ( 2 ) و همدان و الدينور ، و جعل على كتابته أحمد بن الاصبغ ، و ولى عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف نيابة أصبهان و نهاوند و الكرج ( 3 ) ، ثم عاد راجعا إلى بغداد .و حج بالناس محمد بن هارون بن إسحاق ، و أصاب الحجاج في الاجفر مطرا عظيم فغرق كثير منهم ، كان الرجل يغرق في الرمل فلا يقدر أحد على خلاصه منه .و فيها توفي من الاعيان إبراهيم بن الحسن بن ديزيل الحافظ صاحب كتاب المصنفات ، و منها في وقعة صفين مجلد كبير .و أحمد بن محمد الطائي بالكوفة في جمادى منها ( 4 ) .و إسحاق بن إبراهيم المعروف بإبن الجيلي سمع الحديث و كان يفتي الناس بالحديث ، و كان يوصف بالفهم و الحفظ .و فيها توفي :( 1 ) الابيات في وفيات الاعيان 3 / 464 و نسبها لسليمان بن يزيد العدوي .( 2 ) في الطبري 11 / 344 و ابن الاثير 7 / 467 : زنجان و أبهر وقم .( مروج الذهب 4 / 276 ) .( 3 ) من الطبري و ابن الاثير : و في الاصل : الكرخ .و في مروج الذهب : فكالاصل .( 4 ) في الطبري : لخمس ليال بقين من جمادى و دفن بالكوفة في موضع يقال له : مسجد السهلة .