ثم دخلت سنة ثنتين و ثمانين و مائتين
أبو بكر عبدالله بن أبي الدنيا القرشي
أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي مولى بني أمية ، و هو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس أبو بكر بن أبي الدنيا الحافظ المصنف في كل فن ، المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة الشائعة الزائعة في الرقاق و عيرها ، هي تزيد على مائة مصنف ، و قيل إنها نحو الثلثمائة مصنف ، و قيل أكثر و قيل أقل ، سمع ابن أبي الدنيا إبراهيم بن المندر الخزامي ، و خالد بن خراش و علي بن الجعد و خلقا ، و كان مؤدب المعتضد و علي بن المعتضد الملقب بالمكتفي بالله ، و كان له عليه كل يوم خمسة عشر دينارا ، و كان صدوقا حافظا ذا مروءة ، لكن قال فيه صالح بن محمد حزرة : إلا أنه كان يروي عن رجل يقال له : محمد بن إسحاق البلخي و كان هذا الرجل كذابا يضع لاعلام إسنادا ، و للكلام إسنادا ، و يروي أحاديث منكرة .و من شعرا بن أبي الدنيا أنه جلس أصحاب له ينتظرونه ليخرج إليهم ، فجاء المطر فحال بينه ، فكتب إليهم رقعة فيها : أنا مشتاق إلى رؤيتكم يا أخلاي و سمعي و البصر كيف أنساكم و قلبي عندكم حال فيما بينا هذا المطر توفي ببغداد في جمادى الاولى من هذه السنة عن سبعين سنة ، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي و دفن بالشونيزية رحمه الله .عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة البصري الدمشقي الحافظ الكبير المشهور بإبن المواز الفقية المالكي ، له اختيارات في مذهب مالك ، فمن ذلك و جبوب الصلاة على رسول الله صلى في الصلاة .ثم دخلت سنة ثنتين و ثمانين و مائتين في خامس ربيع الاول منها يوم الثلاثاء دخل المعتضد بزوجته قطر الندى ابنة خمارويه ، قدمت بغداد صحبة عمها و صحبة ابن الجصاص ، و كان الخليفة غائبا و كان دخولها إليه يوما مشهودا ، امتنع الناس من المرور في الطرقات من كثرة الخلق .و فيها نهى المعتضد الناس أن يعملوا في يوم النيروز ما كانوا يتعاطونه من إيقاد النيران وصب الماء و غير ذلك من الافعال المشابهة لافعال المجوس ، و منع من حمل هدايا الفلاحين إلى المنقطعين في هذا اليوم و أمر بتأخير ذلك إلى الحادي عشر من حزيران و سمي النيروز المعتضدي ، و كتب بذلك إلى الآفاق .و فيها في ذلك الحجة ( 1 ) قدم إبراهيم بن أحمد الماذرائي من دمشق على البريد فأخبر الخليفة بأن خمارويه و ثبت عليه خدامه فذبحته على فراشه ( 2 ) و ولوا بعده( 2 ) في الطبري : لاثنتي عشرة بقيت من ذي الحجة .( 2 ) في الطبري لثلاث خلون من ذي الحجة .و في مروج الذهب 4 / 277 : في ذي القعدة لايام بقيت منه .و قال الكندي في ولاة مصر / 264 : لليلتين بقيتا من ذي القعدة .