طاهر بن الحسين البندنيجي
إسماعيل بن إبراهيم
السلطان تركان خاتون ، حماة الخليفة ، و سألها أن تحمل الوديعة الشريفة إلى دار الخليفة ، فأجابت إلى ذلك ، فحضر الوزير نظام الملك و أعيان الامراء و بين أيديهم من الشموع و المشاعل ما لا يحصى ، و جاءت نساء الامراء ( 1 ) كل واحدة منهن في جماعتها و جواريها ، و بين أيديهن الشموع و المشاعل ، ثم جاءت الخاتون ابنة السلطان زوجة الخليفة بعد الجميع ، في محفة مجللة ، و عليها من الذهب و الجواهر ما لا تحصى قيمته ، و قد أحاط بالمحفة مائتا جارية تركية ، بالمراكب المزينة العجيبة مما يبهرن الابصار ، فدخلت دار الخلافة على هذه الصفة و قد زين الحريم الطاهر و اشعلت فيه الشموع ، و كانت ليلة مشهودة للخليفة ، هائلة جدا ، فلما كان من الغد أحضر الخليفة أمراء السلطان و مد سماطا لم ير مثله ، عم الحاضرين و الغئبين ، و خلع على الخاتون زوجة السلطان أم العروس ، و كان أيضا يوما مشهودا ، و كان السلطان متغيبا في الصيد ، ثم قدم بعد أيام ، و كان الدخول بها في أول السنة ، ولدت من الخليفة في ذي القعدة ولدا ذكرا زينت له بغداد .و فيها ولد للسلطان ملكشاه ولد سماه محمودا ، و هو الذي ملك بعده .و فيها جعل السلطان ولده أبا شجاع أحمد ولي العهد من بعده ، و لقبه ملك الملوك ، عضد الدولة ، و تاج الملة ، عدة أمير المؤمنين ، و خطب له بذلك على المنابر ، و نثر الذهب على الخطباء عند ذكر اسمه .و فيها شرع في بناء التاجية في باب أبرز و عملت بستان و غرست النخيل و الفواكه هنالك و عمل سور بأمر السلطان ، و الله أعلم .و ممن توفي فيها من الاعيان .إسماعيل بن إبراهيم ابن موسى بن سعيد ، أبو القاسم النيسابوري ، رحل في الحديث إلى الآفاق حتى جاوز ما وراء النهر ، و كان له حظ وافر في الادب ، و معرفة العربية ، توفي بنيشابور في جمادى الاولى منها .طاهر بن الحسين البندنيجي أبو الوفا الشاعر ، له قصيدتان في مدح نظام الملك احداهما معجمة و الاخرى منقوطة ، أولها : لا موا و لو علموا ما اللوم ما لاموا ورد لو مهم هم و آلام توفي ببلده في رمضان عن نيف و سبعين سنة .( 1 ) من الكامل 10 / 161 و في الاصل " الاميرات " .