محمد بن إسماعيل الاَمير، فبيّن لغته وسبب الضعف فيما ضعّفه الحافظ ابن
حجر، إذ أنكره، أو وهمه أو أعلّه، وذكر ما يدلّ عليه الحديث من الاَحكام الفقهية
ومن قال بها من كبار المجتهدين صحابة وتابعين وأئمة المذاهب ـ رض ـ ومن
خالفها مبيّناً نوع المخالفة ودليلها، ثم يقضي بالكتاب والسنّة غير متحيز إلى
مذهب من المذاهب (1)
قال الشوكاني: وجرت له مع أهل عصره خطوب ومحن: منها في أيام
المتوكل على اللّه القاسم بن الحسين، ثم في أيّام ولده الاِمام المنصور باللّه
الحسين بن القاسم، ثم في أيام ولده الاِمام المهدي العباس بن الحسين، وتجمع
العوام لقتله مرّة بعد مرّة حفظه اللّه من كيدهم، وكفاه شرّهم وولاه الاِمام المنصور
باللّه، الخطابة بجامع صنعاء فاستمر كذلك إلى أيّام ولده المهديّ ـ إلى أن قال: ـ
وكانت العامة ترميه بالنصب مستدلين على ذلك بكونه عاكفاً على الاَُمّهات،
وسائر كتب الحديث، عاملاً بما فيها، ومن صنع هذا الصنع رمته العامّة بذلك لا
سيما إذا تظهر بفعل شيء من سنن الصلاة كرفع اليدين وضمّهما (القبض
والتكتف) (2).
هنا ملاحظات :
1 ـ إنّ ابن الاَمير بلغ درجة الاجتهاد المطلق، فرفض الالتزام بمذهب خاصّ
وقام يعمل برأيه وهو بغية كل طالب داع. لكن المظاهرة على مخالفة العامة لماذا
؟!فإنّ رفع اليد وضمها الذي يعبر عنه في الفقه الاِمامي بالتكتف أو قبض اليد
اليسري باليمنى، كما هو التعبير الرائج اليوم، سنّة وليس بفرض ـ لو لم يكن بدعة
أُموية ـ (3) أو ما كان من واجب ابن الاَمير عقلاً ترك السنّة، لدفع الفتنة.
(1) سبل السلام مقدمة المحقّق: محمد بن عبد العزيز الخولي الطبعة الرابعة ـ 1379، والبدر
الطالع: 2|137، برقم 417.
(2) الشوكاني: البدر الطالع: 2|134.
(3) لاحظ: الاعتصام بالكتاب والسنّة للموَلف: 61.