الفصل الثامن
فرق الزيدية في كتب تاريخ العقائد
قد ذكر موَرخو العقائد، للزيدية فرقاً بين مقتصر على الثلاثة، وإلى مفيض
إلى ستة، وثمانية، وإليك نصوصهم حسب التسلسل الزمني في التأليف:
1 ـ قال الاَشعري: «والزيدية» ست فرق:
فمنهم: الجارودية: أصحاب «أبي الجارود» وإنّما سمّوا «جارودية» لاَنّهم
قالوا بقول: «أبي الجارود» يزعمون أنّ النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ نصّ على
علي بن أبي طالب بالوصف لا بالتسمية، فكان هو الاِمام من بعده وأنّ الناس ضلّوا
وكفروا بتركهم الاقتداء به بعد الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ثم «الحسن» من
بعد علي هو الاِمام ثم «الحسين» هو الاِمام من بعد الحسن.
وافترقت الجارودية فرقتين: فرقة زعمت أنّ علياً نصّ على إمامة «الحسن»
وأنّ الحسن نص على إمامة «الحسين» ثم هي شورى في ولد الحسن وولد
الحسين فمن خرج منهم يدعو إلى سبيل ربّه وكان عالماً فاضلاً فهو الاِمام، وفرقة
زعمت أنّ النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ نص على «الحسن» بعد علي وعلى
«الحسين» بعد الحسن ليقوم واحد بعد واحد.
وافترقت الجارودية في نوع آخر ثلاث فرق: فزعمت فرقة أنّ «محمد بن
عبد اللّه بن الحسن» لم يمت وأنّه يخرج ويغلب، وفرقة أُخرى زعمت أنّ «محمد