بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید كان فقيهاً، مفتياً، بليغاً، فصيحاً، وافر الحرمة، كثير الجلالة، ذا عقل وكياسة، تولّـى السفارة بعد وفاة أبي جعفر العمري سنة خمس وثلاثمائة، فحفّبه الشيعة وعوّلوا عليه في أُمورهم، وحملوا إليه الاَموال، وكثرت غاشيته حتى كان الاَُمراء والوزراء والاَعيان يركبون إليه، وتواصف الناس عقله وفهمه.وقد جرت بينه وبين حامد بن العباس(1)وزير المقتدر العباسي أُمور وخطوب، ثمّ أُخذ وسجن، ثمّ أُطلق وقت خلع المقتدر (سنة 317هـ)، فلمّـا أعادوه إلى الخلافة، شاوروه فيه، فقال: دعوه فبخطيَّته أُوذينا .قال ابن أبي طيّ: وبقيت حرمته إلى أن مات في سنة ست وعشرين وثلاثمائة. وقد كاد أمره أن يظهر.و عقب الذهبي بعد نقل كلام ابن أبي طي بقوله: ولكن كفى اللّه شرّه، فقد كان مضمراً لشقّ العصا.(2) أقول: ما الذي يخشاه الذهبي من أبي القاسم فيما إذا ظهر أمره وهو الشيخ الصالح كما نعته هو نفسه في أوّل ترجمته؟! ألم يكن ظهوره، وهو الرجل المهاب، الوافر العقل، المحبّب إلى الناس، ممّا يحقق الوحدة، ويعصم الاَُمة من الفرقة، ويعيد للحكم هيبته ورونقه، في وقت اضطرب فيه حبل الاَمن، وانتشرت الصراعات والفتن(3) حيث عكف الخليفة على ملذّاته، وأتلف الاَموال في إرضاء شهواته، و(صار الاَمر والنهي لحرم الخليفة ولنسائه لركاكته) على حد تعبير(1)ولي الوزارة للمقتدر سنة (306هـ)، وانتهى أمره بأن عزله المقتدر سنة (311هـ)، وقبض عليه وأرسل إلى واسط فمات فيها مسموماً.(2)من أين علم إضمار ابن روح لشق العصا وكلمة المقتدر(دعوه فبخطيّته أوذينا) صريحة في براءته وصلاحه، ولذلك أبى أن يصغي مرة أُخرى لمن شاوروه فيه.(3)أُنظر ترجمة المقتدر في تاريخ ابن الاَثير للاطلاع على الصراعات التي حدثت في زمنه.