وتلمّذ على والده سراج الدين، وتفقّه به وسمع منه الحديث، ودأب وحصّل، وأذن له والده بالتدريس والاِفتاء، وتقدّم في الفقه وشارك في غيره، واشتهر بقوّة الحفظ.
وتولى قضاء العسكر بمصر بعد موت أخيه بدر الدين محمد في سنة (791 هـ)، فقضاء القاهرة في سنة (804 هـ)، وعزل وأُعيد أكثر من مرّة. قال ابن حجر: وكان قد ابتُلي بحب القضاء، ومن لم يقل له قاضي القضاة يغضب منه.
درّس المترجم في التفسير بالبرقوقية وجامع ابن طولون، وفي الفقه بالزاوية الخشابية بجامع عمرو والخروبية والحجازية وغيرها.
وانتهت إليه رئاسة الفتوى في مذهبه بعد وفاة والده (سنة 805 هـ).
أخذ عنه جماعة، منهم: أخوه علم الدين صالح، والبرهان ابن خضر، وابن ناصرالدين، وموفق الدين الاَُبي، وعبد الرحمان السخاوي والد موَلف «الضوء اللامع» وعمر بن موسى القرشي المعروف بابن الحِمْصي.
وصنّف كتباً، منها: الاِفهام لما في صحيح البخاري من الاِبهام، حواش على «الروضة» في الفقه، نهر الحياة، رسالة في بيان الكبائر والصغائر، نكت على «الحاوي الصغير» في الفقه، ونظم مختصر منتهى السول والاَمل في علمي الاَُصول والجدل.