وقصد العراق لزيارة العتبات المقدسة، فأرسل من بغداد كراريس إلى العلاّمة الحسن ابن المطهّر الحلّـي، تتضمن مائة وأربعاً وثمانين مسألة، طالباً منه الاِجابة عنها، ثم سار إليه فقرأ أجوبتها عليه في داره بالحلّة، ثم أرسل إليه بمسائل أُخرى على دفعتين(1) وحصل من العلاّمة على إجازة برواية أجوبة هذه المسائل، ورواية جميع ما صنّفه من الكتب وما رواه، وقد طُبعت كل هذه المسائل باسم «أجوبة المسائل المهنائية». قال ابن حجر في المترجم له: اشتغل كثيراً، وكان حسن الفهم، جيّد النظم، ولاَُمراء المدينة فيه اعتقاد، وكانوا لا يقطعون أمراً دونه. ثم قال: وكان يتبرّأ من فقهاء الاِمامية مع تحقّق المعرفة وحسن المحاضرة. أقول: «ما هذا إلاّ إفكٌ مُفترىً» فإنّ في اختياره فقيه الاِمامية ابن المطهّر مرجعاً للاِجابة عن مسائله، وفي كلمات التعظيم والتبجيل التي سطّرها(2)في حقّه، ما يوقفك على حقيقة دعوى ابن حجر، فقليلاً من الاِنصاف يا رجل، فإنّ (لكلّ شيء ميزان، والاِنصاف ميزان التقوى)(3) وللسيد مهنّا إجازة من فخر الدين محمد بن العلاّمة الحلّـي. وصنّف كتاب حسن الخلال، وكتاب المعجزات، قال الحر العاملي: وهو قريب من «الخرائج والجرائح» للرواندي، وفيه زيادات كثيرة عليه. توفّـي سنة أربع وخمسين وسبعمائة.
(1) تضم الاَُولى منهما تسعاً وثلاثين مسألة، والثانية ثمانياً وعشرين مسألة. (2) مثل قوله لما بعث إليه بالمسائل: وقد كان في خاطر المملوك مسائل يود لو وصلت إلى الحضرة العالية ... يشرّفها مولانا بالجواب، فنفوز بالعلم ويفوز مولانا بالثواب، وليكن ذلك بخط يده العالية، وعبارته الشافية ليعدّ ذلك المملوك أفضل ما ظفر به بعد زيارة المشاهد المشرّفة. (3) من حكم معاصرنا السيّد محمود البغدادي.