البِقاعي(1) الاَصل، الدمشقي. ولد سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين وسبعمائة. وقدم دمشق، فسمع: أبا الحجاج يوسف بن عبد الرحمان المِـزّي، وأبا محمد القاسم بن محمد البِرزالي. ولازم فخر الدين محمد بن علي بن إبراهيم المصري، ثم القاضي أبا البقاء محمد بن عبد البر السبكي. وأخذ الاَُصول عن: نور الدين فرج بن محمد الاَردبيلي، والاِخميمي. ومهر في الفقه، ودرّس بعدة مدارس، وولي إفتاء دار العدل، وناب فيالقضاء عن تاج الدين السبكي، وغيره، ثم وليه استقلالاً لمدة شهر ونصف(2) قال ابن قاضي شهبة: انتهت إليه رئاسة الشافعية بعد موت أقرانه، وتفرّد بالمشيخة مدّة. وقد صنّف المترجم كتاب العمدة، وشرح «التنبيه» لاَبي إسحاق الشيرازي. وتوفّـي بدمشق سنة خمس وتسعين وسبعمائة.
(1) نسبة إلى البِقاع: أرض واسعة بين بعلبك وحمص ودمشق، فيها قرى كثيرة. معجم البلدان: 1|470. (2) ولاه منطاش الاَشرفي (وكان اسمه تمريغا) القضاء والتدريس في جمادى الاَُولى سنة اثنتين وتسعين، فاستمر بقية أيام منطاش شهراً ونصفاً، وانفصل بانفصاله. انظر طبقات ابن قاضي شهبة.