9 . البكاء على الميت
9البكاء على الميتالحزن والتأثر عند فقدان الاَحبة أمر جُبلت عليه الفطرةالاِنسانية فإذا ابتلي بمصاب عزيز من أعزّائه أو فلذة من أفلاذ كبده
وأرحامه يحس بحزن شديد يتعقبه ذرف الدموع على وجناته، دون
أن يستطيع أن يتمالك حزنه أو بكاءه.ولا أجد أحداً ينكر هذه الحقيقة إنكار جدٍ وموضوعية ومن
الواضح بمكان انّ الاِسلام دين الفطرة يجاريها ولا يخالفها.قال سبحانه: (فَأَقِمْوَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنيفاً فِطْرَتَ اللّهِ الّتي فَطَرَ
النّاسَ عَلَيْها) .(1)ولا يمكن لتشريع عالمىٍّ أن يحرم الحزن والبكاء على فقد
الاَحبة ويحرم عليه البكاء إذا لم يقترن بشيء يغضب الرب.ومن حسن الحظ نرى انّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)
والصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان ساروا على وفق الفطرة.وهذا رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي على ولده
إبراهيم، ويقول: «العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلاّ ما يرضي
ربنا، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون».(2)
1 ـ الروم|30.2 ـ سنن أبي داود:1|58؛ سنن ابن ماجة:1|482.