3. ماذا يراد من قوله: (فأزلّهما الشيطان)؟
وأمّا قوله سبحانه: (فَأَزَلَّهُمَاالشَّيْطَانُ عَنْهَا) (3) وقوله:(فَدَلاّهُمَا بُغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَاالشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَاسَوْءاتُهُمَا) (4)، فلا يدلاّن على كونالعمل الصادر منهما عصياناً بالمعنىالمصطلح، وأمّا التعبير الوارد في الآيةفهو لاَجل أنّ عمل آدم لم يكن مقروناًبالمصلحة، بل كان مقروناً بالشقاء والبعدعن الحياة السعيدة، فكل من افتقد هذهالبركات والمصالح يصدق عليه أنّه "زلَّ" أو"انّ الشيطان أنزلهما عن مكانتهما بغرور".وبالجملة: انّ هذه التعابير تجتمع مع كونالنهي إرشادياً غير مولوي، أو نهياًمولوياً تنزيهياً كما هو المقرر فيالجوابين الاَوّلين.4. ما معنى قوله: (وعصى) و (فغوى)؟
ربّما يتمسك المخالف بهذين اللفظين، حيثقال سبحانه: (وَعَصى آدَمُ1. الناس: 5.2. الاَعراف: 20؛ طه: 120.3. البقرة: 36.4. الاَعراف: 22.