نقد التفسير المفروض على القرآن
إنّ في نفس الآيات قرائن وشواهد تدل علىبطلان القصة التي اتخذت تفسيراً للآيات،وإليك بيانها:1. انّ الذكر الحكيم يذكر القصة بالثناءعلى سليمان ويقول: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَسُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدِ إِنَّهُأوَّابٌ) فاسلوب البلاغة يقتضي أن لا يذكربعده ما يناقضه ويضادّه، فأين وصفه بحسنالعبودية والرجوع إلى الله في أُمور دينهودنياه، من انشغاله بعرض الخيل وغفلته عنالصلاة المفروضة عليه؟!ولو فرضت صحة الواقعة، فلازم البلاغةذكرها في محل آخر، لا ذكرها بعد المدحوالثناء المذكورين في الآية.2. انّما يصح حمل قوله: (أحببت حب الخير عنذكر ربّي) على ما جاء في القصة إذا تضمنالفعل (أحببت) معنى الترجيح والاختيار،والتقدير أي أحببت حب الخير مقدّماً إيّاهعلى ذكر ربّي ومختاراً إيّاه عليه، وهويحتاج إلى1. وقد اختار هذا التفسير السيد المرتضى فيتنزيه الاَنبياء: 95 ـ 97، والرازي في مفاتيحالغيب: 7|136، والمجلسي في البحار: 14|103 ـ 104 منالطبعة الحديثة.