عود على بدء
فلنرجع إلى دراسة وجود جذور عصمة النبي فيكلام علي (عليه السلام) حيث إنّه يصف النبيفي الخطبة القاصعة بقوله:ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيماًأعظم ملك من ملائكته يسلك به طريقالمكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليلهونهاره. (2) ودلالة هذه القمة العالية منهذه الخطبة على عصمة النبي في القولوالعمل عن الخطأ والزلل واضحة، فإنّ منرباه أعظم ملك من ملائكة الله سبحانه منلدن أن كان فطيماً، إلى أُخريات حياتهالشريفة، لا تنفك عن المصونية من الانحرافوالخطأ، كيف وهذا الملك يسلك به طريقالمكارم، ويربيه على محاسن أخلاق العالم،ليله ونهاره، وليست المعصية إلاّ سلوكطريق المآثم ومساوىَ الاَخلاق، ومن يسلكالطريق الاَوّل يكون متجنباً عن سلوكالطريق الثاني.إنّ الاِمام أمير الموَمنين لا يصف خصوصالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالعصمةفي هذه الخطبة، بل يصف آل النبي (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) بقوله: "هم عيش العلم،وموت الجهل، يخبرهم حلمهم عن علمهم،وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم،لا يخالفون الحق، ولا يختلفون فيه، همدعائم الاِسلام، وولائج الاعتصام، بهمعاد الحق في نصابه، وانزاح الباطل عنمقامه، وانقطع لسانه عن1. بحوث مع أهل السنّة والسلفية: 108، وقدنقلنا بعض النصوص السابقة في حق المعتزلةعن ذلك الكتاب.2. نهج البلاغة الخطبة: 187، طبعة عبده.