الآية الخامسة: لو لم يشأ الله ما تلوته
قال سبحانه: (قُلْ لَوْ شَاءَ اللهُ مَاتَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَأَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُفِيكُمْ عُمُراً مِن قَبْلِهِ أَفَلاَتَعْقِلُونَ) (1).والآية توَكد أنّ النبي (صلّى الله عليهوآله وسلّم) كان لابثاً في قومه، ولم يكنتالياً لسورة من سور القرآن أو تالياًلآيٍ من آياته، وليس هذا الشيء ينكرهالقائلون بالعصمة، فقد اتفقت كلمتهم علىأنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقفعلى ما وقف من آي الذكر الحكيم من جانبالوحي ولم يكن قبله عالماً به، وأين هو منقول المخطّئة من نفي الاِيمان منه قبلها؟!وإن أردت الاِسهاب في تفسيرها فلاحظالآية المتقدمة عليها فترى فيها اقتراحينللمشركين، وقد أجاب القرآن عن أحدهما فيالآية المتقدّمة وعن الآخر في نفس هذهالآية، وإليك نصها: (قَالَ الَّذِينَ لاَيَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍغَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَايَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْتِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّمَا يُوحَى إِلَيَّ إِنَّي أَخَافُ إِنْعَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)(2).اقترح المشركون على النبي أحد أمرين:1. الاِتيان بقرآن غير هذا، مع المحافظةعلى فصاحته وبلاغته.1. يونس: 16.2. يونس: 15.