بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَارَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَايَرَى) (النجم/4ـ12).فأي كلمة أصرح في توصيف إيمان النبي وإذعانه في مجال الوحي و مواجهة أمينه منقوله سبحانه: (مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَارَأَى) أي صدق القلب عمل العين. ويحتمل أنيكون المراد، ما رآه الفؤاد.قال العلاّمة الطباطبائي:فالمراد بالفؤاد، فؤاد النبي (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) و ضمير الفاعل في «مارأى» راجع إلى الفؤاد، و الرؤيا رؤيته ولابدع في نسبة الرؤية و هي مشاهدة العيانإلى الفؤاد، فإنّ للإنسان نوعاً منالإدراك الشهودي وراء الإدراك بإحدىالحواسّ الظاهرة، و التخيّل و التفكّربالقوى الباطنة كما أنّنا نشاهد من أنفسناانّنا نرى و ليست هذه المشاهدة العيانيةرؤية بالبصر و لامعلوماً بالفكر و كذا نرىمن أنفسنا أنّنا نسمع و نشمّ و نذوق ونلمس، و نشاهد أنّنا نتخيّل و نتفكّر، وليست هذه الرؤية ببصر أو بشيء من الحواسّالظاهرة أو الباطنة(1).فاللّه سبحانه يؤيّد صدق النبي فيمايدّعيه من الوحي و رؤية آيات اللّهالكبرى، سواء كانت بالعين أو بالفؤاد.و على كل تقدير فهذه الآيات و غيرها تدلّعلى أنّ الأنبياء و غيرهم لايشكّون ولايتردّدون فيما يواجهون من الاُمورالغيبيّة.و على ضوء ذلك تقف على أنّ ما ملأ كتبالسيرة و بعض التفاسير في مجال بدء الوحي وأنّه تردّد النبي و شكّ عند ما بشّربالنبوّة و شاهد ملك الوحي و امتلأ روعاً وخوفاً إلى حدّ حاول أن يلقي نفسه من شاهق،و عاد إلى البيت فكلّم زوجته فيما واجهه، وعادت زوجته تسلّيه و تقنعه بأنّه رسول ربّالعالمين، و إنّ ما رآه ليس إلاّ أمراًحقّاً.إذ كل ذلك أساطير و خرافات، تناقضالبراهين العقليّة و ما يتلقّاه الإنسان1. الميزان ج19 ص30.