بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وعن رجل كان طوّافاً قدبلغ مشارق الأرض ومغاربها، و أخبرنا عن الروح ما هي؟ فقاللهم رسول اللّه (صلّى الله عليه وآلهوسلّم): أخبركم بما سألتم عنه غداًولميستثن، فانصرفوا عنه(1).نحن ننزّه ساحة النبي الأكرم الذي نشأنشأة الأنبياء في عالم مليئ بالطهروالقداسة، أن يخبرهم على وجه قاطع بأنّهسيجيبهم غداً على أسئلتهم تلك فمن أين علمأنّه سبحانه ينزل الوحي عليه غداً؟ أوأنّه سبحانه يجيب عن أسئلتهم عن طريقالوحي؟و أمّا الثاني: فهو أشبه بالقصص الموضوعة،فهل من المعتاد أن يباع عنقود عنب ثلاثمرّات في السوق، و مثله عذق تمر؟ و لعلّالجاعل كان يهدف إلى إختلاق الفضائللعثمان فحسب أنّ هذا الموضع مناسب له.و أمّا الثالث: فبعيد جدّاً، إذ كيف يمكنأن يموت الجرو تحت سرير النبي أو في زاويةمن البيت و لايلتفت إليه؟ على أنّ ظاهرالرواية أنّ إنقطاع الوحي كان بعد تلقّيالنبي لنزول الوحي مدّة مديدة حيث إنّخولة قالت: «و كان إذا نزل عليه الوحيأخذته الرعدة» فإنّ ذلك يعرب عن أنّالحادثة كانت في أزمنة متأخّرة من بدءالبعثة، مع أنّ المشهور انّه كانت في بدءالبعثة ـ أي بعد نزول سورة العلق أو آياتمنه ـ.و أمّا الرابع: فهو أشبه بحمل النبي وزرالغير، فإنّ عدم قصّ المسلمين شواربهم، أوعدم تنظيف رواجبهم لايكون سبباً لإنقطاعالوحي، قال سبحانه: (وَلاَتَزِرُوَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (الأنعام/164).هذه الوجوه كلّها تدفع بنا إلى القول:بأنّ مسألة انقطاع الوحي فرية تاريخيّةصنعتها يد الجعل و الوضع لغاية أو غاياتخاصّة، و لم يكن هناك أيّة فترة، و إنّماالمسألة كانت بصورة اُخرى:1. السيرة النبويّة لإبن هشام ج1، ص 301.