بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
هي أنّه تعلّقت مشيئته سبحانه على نزولالوحي نجوماً ـ أي فترة بعد فترة ـ حسبالمقتضيات و الأسباب الموجبة لنزولهأوّلاً، و تثبيت فؤاد النبي بذلك ثانياً،قال سبحانه مشيراً إلى مشيئته الحكيمة:(وَ قُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُعَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْث وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الأسراء/106). وقال سبحانه مشيراً إلى أنّ من بواعث نزولالوحي تدريجيّاً كونه سبباً لتثبيت فؤاده:(وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَنُزِّلَ عَلَيهِ القُرْآنُ جُمْلَةًوَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِفُؤَادَكَ وَ رَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)(الفرقان/32) فعلى ضوء ذلك لم يكن هناك إلاّمسألة طبيعية على صعيد الوحي و هو نزولهتدريجيّاً لادفعة واحدة، غير أنّالمشركين الجاهلين بمشيئته سبحانه وأسرار نزول الوحي تدريجيّاً، كانوايترقّبون نزول الوحي عليه دوماً و في كليوم و ساعة، أو نزول مجموع الشريعة دفعةواحدة كما نزلت التوراة على موسى. قالسبحانه: (وَ كَتَبْنَا لَهُ فِىالأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَىْء مَوْعِظَةًوَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَىْء فَخُذْهَابِقُوَّة وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوابِاَحْسَنِهَا سَأُورِيكُمْ دَارَالفَاسِقِينَ) (الأعراف/145). فلمّا شاهدواخلاف ما كانوا يترقّبونه من مدّعي النبوّةإنصرفوا إلى اتّهام النبي بأنّه ودّعهربّه الذي ينزّل عليه الوحي أو الشيطانالذي يلهمه على حدّ تعبيرهم.فحصيلة البحث: إنّه لم يكن هناك إنقطاع ولافتور و لاسبب من الأسباب المذكورة فيالروايات بل كان مجرّد توهّم توهّموه.ثُمّ إنّ المعروف بين المفسّرين أنّ سورةالضحى حسب الترتيب النزولي، السورةالحادية عشرة، و كانت الاُولى هي العلق،فالقلم، فالمزّمّل، فالمدّثّر، فلهب،فالتكوير، فالأعلى، فالإنشراح، فالعصر،فالفجر، فالضحى(1).و الظاهر ممّن ينقل مسألة إنقطاع الوحي وفتوره أنّها نزلت في بدء الوحي بعدإنقطاعه أي نزل بعد العلق أو بعد المدثّرمع أنّها نزلت متأخّرة، و كان الوحي ينزلعلى النبي تترى حسب مقتضيات الظروف والمناسبات و الوقائع و الأحداث.1. تاريخ القرآن للزنجاني ص36.