بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
إنّ وحدة الشرائع جوهراً، و اختلافهاشكلاً و عَرْضا، لاتعني ما يلوكه بعضالملاحدة من جواز التديّن بكلّ شريعةنازلة من اللّه سبحانه إلى اُمّة منالاُمم في العصور السابقة حتى أنّه يسوغالتديّن بشريعة إبراهيم في زمن بعثةالكليم، أو التمسّك بشريعة اليهود في عهدالمسيح، أو التديّن بالشرائع السابقة فيعهد بعثة النبي الخاتم (صلّى الله عليهوآله وسلّم)، بل المفروض على كلّ اُمّة أنتتمسّك بالشريعة التي جاء بها نبيّها،فلايجوز لليهود سوى تطبيق التوراة، ولاللنصارى سوى العمل بما جاء به المسيح، ولاللاُمّة المتأخّرة عنهما إلاّ العملبالقرآن و السنّة النبويّة، و ذلك لأنّللشكل و العَرْض سهماً وافراً في إسعادالاُمّة و رقيّها، فلكلّ اُمّة قابليات ومواهب فلا تسعدها إلاّ الشريعة التيتناسبها و تتجاوب معها.فربّ اُمّة متحضّرة تناسبها سنن و أنظمةخاصّة لاتناسب اُمّة اُخرى لم تبلغ شأنهافي التكامل و التحضّر.و هذا هو السبب في إختلاف الشرائعالسماويّة في برامجها العباديّة والإجتماعيّة و السياسيّة و الإقتصاديّة،فكانت كلّ شريعة كاملة بالنسبة إلى الأمّةالتي نزلت لهدايتها و إسعادها، و لكنّهالاتتجاوب مع حاجات الاُمم المتأخّرة ولاتكفي لإحياء قابلياتها و ترشيدمواهبها، فكأنَّ الاُمم التي خُصّتبالشرائع الالهيّة تلاميذ صفوف مدرسةواحدة، و كلّ شريعة برنامج لصفّ خاصّ،فمازالت البشريّة ترتقي من صفّ إلى صفّ، وتتلقّى شريعة بعد شريعة، حتّى تنتهي إلىالصفّ النهائي و الشريعة الأخيرة التيلاشريعة بعدها، و قدأوضحنا حقيقة ذلكالأمر عند البحث عن الخاتمية(1).
أخذ الميثاق من النبيين على الإيمان به ونصره
إنّ وحدة الشرائع في الجوهر و الحقيقةأدَّت إلى أخذ الميثاق من النبيين بأنّهسبحانه مهما آتاهم الكتاب و الحكمة، وجاءهم رسول مصدّق لما معهم، يجب1. لاحظ مفاهيم القرآن ج3 ص 119ـ123.