10 ـ أضغاث أحلام:
والمراد منه تخاليطأحلام رآها في المنام، ويحكي عنهم سبحانهبقوله: (وَاَسَرُّوا النّجوَى الّذِينَظَلَمُوا هَلْ هَذَا إلاّ بَشَرٌمِثْلُكُمْ اَفَتَأتُونَ السّحْرَوَاَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * قَالَ رَبّييَعْلَمُ القَوْلَ فِي السّماءِ وَالأَرْضِ وَهُو السّمِيعُ الَعلِيمُ *بَلْ قَالُوا اَضغاثُ اَحْلام بَلافْتَراهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَليَأتِنَابِآية كَما اُرْسِلَ الأَوَّلُونَ)(الأنبياء/3ـ5).بيّن سبحانه في هاتين الآيتين إقتسامهمالقول في النبيّ، فقال بعضهم أخلاط أحلامقد رآها في النوم، وقال آخرون: بل إختلقهمن تلقاء نفسه ونسبه إلى اللّه، وقال قوم:بل هو شاعر وما أتى به شعر، يخيّل إلىالسامع معاني لا حقيقة لها، مضافاً إلىأنّهم استبعدوا أن يكون بشر مثلهم نبيّاً.وهذا الإضطراب والتردّد في القول دأبالمحجوج المغلوب على أمره، لايتردّد إلاّبين باطل وأبطل ويتذبذب بين فاسد وأفسدمنه.فلو بنى على تحليل القرآن بواحد من هذهالوجوه، فكونه سحراً ـ مع كونه فاسداً ـأقرب من كونه أضغاث أحلام، فأين هذا النظمالبديع من تخاليط الكلام التي لا تضبط؟وادّعاء كونها مفتريات أبعد وأبعد، لأنّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد اشتهربالأمانة والصدق، مضافاً إلى أنّهم أعرفالنّاس بالفرق بين النظم والنثر، فكيفيصفونه بالشعر؟ كما أنّهم يفرّقون بينالغايات التي يصاغ له الشعر والغايات التييشدها القرآن كيف يتّهمونه بالشعر معأنّهم يعلمون أنّه لم ينشد شعراً ومااجتمع بالشعراء ولا حام حوله مدى أربعينسنة؟(2).1. تفسير المراغي: ج25 ص32.2. تفسير المراغي: ج17 ص7.