بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
في الأرض ملائكة يمشون كما يمشي البشر، ويقيمون فيها كما يقيم و يسهل الإجتماعيهم، و تلقّي الشرائع منهم، لنزّلنا عليهممن السماء رسلاً من الملائكة للهداية والإرشاد و تعليم الناس ما يجب عليهمتعلّمه، و لكن طبيعة الملك لاتصلحللإجتماع بالبشر، فلايسهل عليهم التخاطبو التفاهم معهم، لبعد ما بين الملك وبينهم، و من ثمّ لم نبعث ملائكة، بل بعثناخواص البشر، لأنّ اللّه قدوهبهم نفوساًزكيّة، و أيّدهم بأرواح قدسية، و جعل لهمناحية ملكية بها يستطيعون أن يتلقّوا منالملائكة، و ناحية بشرية بها يبلّغونرسالات ربّهم إلى عباده(1).و قد نبّه سبحانه إلى عظيم هذه الحكمة وجليل تلك النعمة بقوله: (لَقَدْ مَنَّاللّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَفِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ...)(آل عمران/164) و قوله: (لَقَدْ جَاءَكُمْرَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌعَلَيِهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌعَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌرَحِيمٌ) (التوبة/128). و قوله: (كَمَاأَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْيَتْلُوا عَلَيْكُم آيَاتِنَاوَيُزَكِّيكُمْ وَ يُعَلِّمُكُمُالكِتَابَ وَ الحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُواتَعْلَمُونَ) (البقرة/151) إلى غير ذلك منالآيات التي وقع التنصيص فيها بكون الرسولمن جنس البشر.
3 ـ نبذ سنّة الآباء:
التشبّث بسيرة الآباء من الاُمور الجبليةللبشر، خصوصاً فيمن يعيش في واحات الصحراءبعيداً عن الحضارة و أسبابها، فقد كانالعرب متعصّبين على مسلك آبائهم تعصّباًحال بينهم و بين الإيمان بالرسول بحجّةانّه يدعوا إلى خلاف سيرة آبائهم، وفي ذلكيقول سبحانه: (وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْتَعَالُوا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَاوَجَدْنَا عَلَيهِ آبَائَنَا أَوَلَوْكَانَ آبَاؤُهُمْ لاَيَعْلَمُونَشَيْئاً وَلايَهْتَدُونَ) (المائدة/104)وقدعرفت الكلام في ذلك عند البحث عنالدوافع الروحيّة التي منعتهم عن الإيمانإجمالاً.1. تفسير المراغي: ج15 ص97.