بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
قال ابن هشام: و كان رسول اللّه (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) إذا جلس في المسجد و جلسإليه المستضعفون من أصحابه: خباب و عمّار وأبو فكيهة يسار مولى صفوان بن أمَيّة بنمحرث و صهيب و أشباههم من المسلمين، هزأتبهم قريش و قال بعضهم لبعض: هؤلاء أصحابهكما ترون، أهؤلاء منّ اللّه عليهم منبيننا بالهدى و الحق؟ لو كان ما جاء بهمحمد خيراً ما سبقنا هؤلاء إليه، و ماخصّهم اللّه به دوننا، فأنزل اللّه تعالىفيهم: (وَ لاَ تَطْرُدِ الَّذِينَيَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاوَةِ وَالعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَاعَلَيكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْء وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمُ مِنْشَيْء فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَالظَّالِمِينَ * وَ كَذَلِكَ فَتَنَّابَعْضَهُمْ بِبَعْض لَيَقُولُواأَهَؤُلاَء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنْبَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَبِالشَّاكِرِينَ * وَ إِذَا جَاءَكَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَافَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ كَتَبَرَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَأَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاًبِجَهَالَة ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(الأنعام/52ـ54) (1).و قد ذكر في شأن نزول الآية وجه آخر يناسبكونها مدنيّة لامكيّة، علماً بأنّ جميعآيات السورة مكيّة و هذا يبعد أن تكون هذهالآية وحدها مدنيّة مع أنّ لحن الآيةيناسب كونها مكّية.و مثله قوله سبحانه: (وَ اصْبِرْ نَفْسَكَمَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْبِالغَدوةِ وَ العَشِىِّ يُرِيدُنَوَجْهَهُ وَ لاَ تَعْدُ عَيْنَاكَعَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِالدُّنْيَا وَ لاَ تُطِعْ مَنْأَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَ كَانَ أَمْرُهُفُرُطاً) (الكهف/28).و السورة مكيّة و مفاد الآية يشبه مفادالآيات المكيّة، وقد ذكر في شأن نزولهاأيضاً ما يعرب عن كونها مدنيّة، و إليكالنص الدال على ذلك:روى السيوطي في الدر المنثور: جاء الأقرعبن حابس التميمي و عيينة بن حصين الفزاريفوجدا النبي قاعداً مع بلال و صهيب و عمّارو خباب في اُناس ضعفاء من المؤمنين فلمّارأوهم حقّروهم، فأتوه فخلوا به فقالوا:إنّا نحب أن تجعل1. السيرة النبويّة، لابن هشام: ج1 ص392و393.